5 - يصحح المصنف ترتيب الحديث إذا وقع منه تقديم أو تأخير في متن الحديث.
و لنقرأ قول ابن المك فيما التزمه على نفسه في الكتاب, فيقول: "إعلم أني التزمت أن أبين في كل حديث أنه مما انفرد به أحد الشيخين أو اتفقا عليه لأنى وجدت نسخ المشارق مختلفة, في العلامات و لم تكن معلومة ما هى الأصح, و أنبه على ما وقع من المصنف –رحمه الله- في بعض المواضع من علامات غير مطابقة للواقع بأن نسب الحديث إلى الصحيحين و لم يكن إلا في أحدهما, أو أخرجه غيرهما, أو لم يوافق إسم الرواى لما فيهما, وأذكر من أحوال رواى الحديث واقتصر على ذكره مرة متبعا فى ذلك للكتب السابقة والشيوخ الفائقة.
أمثلة لما التزمه ابن الملك في الشرح:
* ذكره في كل حديث بعد ذكر الراوى بأن اتفقا على الرواية أو انفرد عنه أحدهم:
مثلا في قوله عليه السلام فيما رواه عنه: (سبرة - ? - بن معبد الجهنى) (من كان عنده شيئ من هذا النساء اللاتي تمتع فليخل سبيلها) انفرد به مسلم عنه بهذا الحديث, و في قوله عليه السلام فيما رواه عنه (جابر - ? -) (من كان له شريك في ربعة او نخل فليس له أن يبيعه حتى يؤذن شريكه, فإن رضى أخذ وإن كره ترك) يقول اتفقا على الرواية عنه.
* تصحيحه للمصنف إذا انسب الحديث إلى أحدهما و هو متفق عليه:
مثلا فى قوله عليه السلام فيما رواه (سلمة بن الأكوع- ? -) (من قتل الرجل -يعنى عينا من المشركين- قالوا ابن الأكوع, قال له سلبه أجمع).
يقول إعلم أن المصنف أخرج هذا الحديث من مسلم و هو متفق عليه, كذا ذكره الحميدى في الجمع بين الصحيحين.
* تصحيحه للمصنف اذا نسب الحديث إلى الصحيحن و هو مما انفرد به أحدهما:
مثلا: فى قوله عليه السلام فيما رواه عنه (عمر - ? -) (لا تطروني كما أطرئ عيسى بن مريم و قولوا عبد الله و رسوله). يقول: قال صاحب التحفة رقم الشيخ ههنا علامة (ق) أى المتفق عليه و هو مما انفرد به البخارى.
* تصحيحه للمصنف اذا نسب الحديث إلى الصحيحين أو أحدهما و هو مما أخرجه غيرهما:
مثلا: في قوله عليه السلام فيما رواه (ابو سعيد الخدري - ? -) (إن امة من بنى اسرائيل مسخت فلا أدري أى الدواب).
يقول: قال صاحب التحفة: رقم الشيخ هذا الحديث بعلامة (ق) لكنه غير مذكور في صحيح مسلم, وإنما أخرجه أبو داود والنسائي رواية ثابت بن وديعة, والمذكور في صحيح مسلم عن ابي سعيد - ? - "ان الله لعن أو غضب على سبط من بنى اسرائيل فمسخهم ودواب يدبون فى الأرض فلا أدري لعل هذا منها, فلست آكلها, و لا أنهى عنها"
* تصحيحه نسبة الحديث إلى راويه اذا نسبه المصنف الى آخر و لم يكن من مروياته:
مثلا: في قوه عليه السلام فيما رواه (أبو شريح العدوي - ? -) (الضيافة ثلاثة أيام و جائزته يوم و ليلة, و لا يحل لرجل مسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه) زاد مسلم: (قالوا يا رسول الله و كيف يؤثمه؟ قال: يقيم عنده و لا شيئ له يقريه به) , يقول: اعلم أن المصنف اعلم هذا الحديث بعلامة (ق) لكن روايه على ما صادفته فى صحيح مسلم "أبو شريح الخزاعى" والمروى عن أبى شريح العدوى حديث آخر.
ولكني وجدت في صحيح البخاري عن أبى شريح الخزاعى رواية تقول "سمع اذناى ووعاه قلبي"الضيافة ثلاثة أيام و جائزته يوم وليلة, و لا يحل لرجل مؤمن أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه, و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم جاره و من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه, و من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت, وفي قوله عليه السلام (أحد جبل يحبنا و نحبه) يقول: إعلم أن الشيخ رقم هذا الحديث بعلامة (ق) عن أبي هريرة, و هو المذكور في الجمع بين الصحيحين و جامع الأصول عن سهل, و أخرجه مسلم عن أنس والله أعلم.
* تصحيحه أغلاط المصنف في ترتيب الكتاب:
مثلا في قوله عليه السلام: (أو كلما انطلقنا غزاة في سبيل الله تخلف رجل في عيالنا له نبيب, كنبيب التيس, على أن لا أوتى برجل فعل ذلك الا نكلت به).يقول: اعلم أن المصنف – رحمه الله – لم يراع ترتيبه فى هذا الحديث لأن المذكور بعد "أو" هنا "كاف" و فى الحديث المتقدم "لام".
و فى قوله عليه السلام (لو لم تذنبو لجاء الله بقوم يذنبون فيغفر لهم و يدخلهم الجنة).
يقول: اعلم أن هذا الحديث كان ينبغى أن يذكر فى فصل "لو" قبل حديث جابر "لو لم تكله لأكلتم"
¥