اسْتُشْهِدَ ".
(فائدة) قوله: (اقتفينا) قال ابن حجر في فتح الباري (7/ 466):" بقاف ساكنة، ومثناة مفتوحة ثم تحتانية ساكنة، أي تبعنا من الخطايا، من قفوت الأثر إذا اتبعته، وهى أشهر الروايات في هذا الرجز"ا. هـ قوله: (إذا صيح بنا أتينا) قال النووي في شرح مسلم (12/ 166 - 167): " هكذا هو في نسخ بلادنا (أتينا) بالمثناة في أوله , وذكر القاضي عياض أنه روي بالمثناة وبالموحدة , فمعنى المثناة: إذا صيح بنا للقتال ونحوه من المكارم أتينا , ومعنى الموحدة: أبينا الفرار والامتناع. قوله: (وبالصياح عولوا علينا) استغاثوا بنا , واستفزعونا للقتال , قيل: هي من التعويل على الشيء وهو الاعتماد عليه , و قيل: من العويل وهو الصوت ".ا. هـ.
46 - رواه البخاري في صحيحه (2679،2680،2801،3584،3585،3873،3874،6050)، و مسلم في صحيحه (1805) عَنْ أَنس بن مالك ? قال:" خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ? إِلَى الْخَنْدَقِ، فَإِذَا الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ فِى غَدَاةٍ بَارِدَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَبِيدٌ يَعْمَلُونَ ذَلِكَ لَهُمْ، فَلَمَّا رَأَى مَا بِهِمْ مِنَ النَّصَبِ وَالْجُوعِ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الآخِرَة فَاغْفِرْ للأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَة» فَقَالُوا مُجِيبِينَ لَهُ: نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا عَلَى الْجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدَا "، و اللفظ للبخاري، وفي رواية له: " فَأكرم الأَنْصَار وَالْمُهَاجِرَة "، و في ثالثة: " فأصلِح "، و في رابعة: " فبارك "، وفي رواية لمسلم: " فانصر ".
وعند البخاري في رواية: " على الإسلام " بدل " على الجهاد "، و" لا خير " بدل " لا عيش ".
و رواه البخاري في صحيحه (3586،3872،6051)،و مسلم في صحيحه (1804) عَنْ سهل بن سعد ? نحوه.
(تنبيه) قوله: " فَاغْفِرْ للأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَة " دعاء للصحابة رضي الله عنهم، ويجوز أن يدعو المجاهدون لأنفسهم كأن يقولوا: " فانصر المجاهدين على الأحزاب الكافرة " أو " فاغفر للمجاهدين في الدنيا والآخرة ".
47 - روى الحاكم في المستدرك (3/ 26 و500)،و ابن أبي عاصم في السنة (1408)، والضياء في المختارة (1007)، و أبو نعيم في الحلية (1/ 93)، و السهمي في تاريخ جرجان (ص321)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (20/ 337 - 338) من طرق عن سعد بن أبي وقاص ? أن النبي ? دعا له بذلك. وصححه الحاكم على شرط مسلم، و وافقه الذهبي، و صححه الضياء المقدسي، وضعفه الألباني في تعليقه على مشكاة المصابيح (6069). ورواه أبو نعيم في الحلية (10/ 325) عن أبي بكر رضي الله عنه. وانظر علل الدارقطني (رقم 51).
48 - رواه البخاري و مسلم عَنْ جَرِيرٍ بن عبد الله ?، وسبق تخريجه برقم (42).
و فيه:" فَبَرَّكَ النَّبِىُّ ? عَلَى خَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ ". ا. هـ
وروى أحمد (3/ 315) عن طارق بن شهاب أنَّ النَّبِيَّ ? دعا لوفد أحمس فقال:" اللهم بارك في أَحْمَسَ و خيلها وَرِجَالِهَا - سبع مرات - ".
قال الهيثمي في المجمع (10/ 49):"رواه أحمد و الطبراني و رجالهما رجال الصحيح".ا. هـ.
49 - روى أحمد في مسنده (5/ 248، 255، 257) وابن حبان في صحيحه (8/ 212) وعبد الرزاق في المصنف (7899) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ أَنْشَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةً فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لِي بِالشَّهَادَةِ فَقَالَ اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ قَالَ فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا قَالَ ثُمَّ أَنْشَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوًا ثَانِيًا فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لِي بِالشَّهَادَةِ فَقَالَ اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ قَالَ ثُمَّ أَنْشَأَ غَزْوًا ثَالِثًا فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَتَيْتُكَ مَرَّتَيْنِ قَبْلَ مَرَّتِي هَذِهِ فَسَأَلْتُكَ أَنْ تَدْعُوَ اللَّهَ لِي بِالشَّهَادَةِ فَدَعَوْتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُسَلِّمَنَا وَيُغَنِّمَنَا فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَادْعُ اللَّهَ لِي بِالشَّهَادَةِ فَقَالَ اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ قَالَ فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ قَالَ عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ قَالَ فَمَا رُئِيَ أَبُو أُمَامَةَ وَلَا امْرَأَتُهُ وَلَا خَادِمُهُ إِلَّا صُيَّامًا قَالَ فَكَانَ إِذَا رُئِيَ فِي دَارِهِمْ دُخَانٌ بِالنَّهَارِ قِيلَ اعْتَرَاهُمْ ضَيْفٌ نَزَلَ بِهِمْ نَازِلٌ قَالَ فَلَبِثَ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَرْتَنَا بِالصِّيَامِ فَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ بَارَكَ اللَّهُ لَنَا فِيهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمُرْنِي بِعَمَلٍ آخَرَ قَالَ اعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَسْجُدَ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَ اللَّهُ لَكَ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً ". وصححه ابن حبان وقال الهيثمي في المجمع (3/ 182 و5/ 297): " رجال أحمد رجال الصحيح ".
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.