أنا لا أعيب عليك يا أخي، وأنا أقرأ هذا الخطأ كل يوم، ولا أتكلم، ولم أتكلم اليوم إلا لأن ملاحظتك هذه قد تتسبب في خطأ في تصميم خط لوتس الذهبي، أما المجتهدون المعاصرون، فدعهم يجتهدوا، فحسبهم دليلا على عدم أهليتهم للاجتهاد أنهم لا يعرفون قواعد الإملاء.
أما الخطأ الإملائي الحقيقي الذي لاحظه العبد الفقير، فهو وضع الهمزة تحت الألف الطرفية المكسورة، فهو خطأ واضح، مثال ذلك:
كلمة (نبأ)، إذا نصبتَ هذه الكلمة تصير (نبأً)، وإذا رفعتَها تصير (نبأٌ)، وكل هذا صحيح، فمحل حركة التشكيل (الهمزة التي فوق الألف)، فوق الهمزة أو تحتها، لكن موضع الحركة هو (الهمزة التي فوق الألف).
لكنك إذا جررتَها تصير (نبإ)!!! وهو خطأ إملائي، سببه جهل المبرمجين الأجانب بالخط العربي، فالحركات الثلاثة (الفتح والضم والكسر) مكانها فوق الهمزة وتحتها، (الهمزة التي فوق الألف الطرفية)، ولا يوجد أي معنى للتفرقة بين حالتي الفتح والضم وبين حالة الكسر.
فموضع التشكيل في الحركات الثلاثة هو (الهمزة الموجودة فوق الألف الطرفية)، كما تفعل في الكتابة باليد، اكتب الكلمة بالورقة والقلم في الحالات الثلاثة بعد قراءة مشاركتي هذه، وكما تشكِّلها في الكتابة اليدوية، ينبغي أن يكون تشكيلها بالكمبيوتر، أي ضع الكسرة – أو تنوين الجر – تحت الهمزة التي (فوق الألف)، لا (تحت الألف).
ويا عزيزي أبا رقية، في حالة الألف المهموزة الطرفية المسبوقة بلام، حدث (خداع بصر)، فظننت أن القرآن كتب (ملإ) بوضع الهمزة في المكان الذي يضعه خط لوتس، بينما الفرق بينهما شاسع.
إن كلمة (وملإه) التي صورتَها من سورة الزخرف في المشاركة رقم (30)، تُبَيِّنُ لك بجلاء أن الهمزة تحت الألف، وليست في نهاية اللام، راجع يا أخي الحبيب في نفس المشاركة، بين (ملإ) المكتوبة بخط لوتس والتي صورتَها، وبين المصورة من المصحف، ستجد أن موضع الهمزة مختلف؛ في المكتوبة بخط لوتس الهمزة في نهاية اللام، أي تحت اللام، أما في المصحف فهي تحت الألِف وليست في نهاية اللام.
قد تقول لي: في المصحف هي ليست تحت الألِف بالضبط. فأقول: السبب في هذا: الاستحالة العملية لوضعها تحت الألِف بالضبط، لضِيقِ المسافة بين اللام والألِف المكسورة، فالحرفان المتلاصقان لا يمكن وضع الهمزة بينهما لتكون تحت الألِف بالضبط، ولو حدث هذا ستلتصق باللام ويحدث تشوه وخطأ في الكلمة، لذا انحرفت إلى اليسار قليلا ... (لضرورة الكتابة الإملائية)، (لاستحالة وضعها تحت الألِف بالضبط) ... تمعنْ فيها يا أخي الحبيب تجدْ أن ما أقوله صحيح، وتمعنْ فيها مرة أخرى لتتأكد أنها ليست في نهاية اللام.
فحرف اللام في (ملإ) يمتد من أوله (الرأسي) إلى نهايته (الأفقية)، كل هذا حرف اللام. فلو وضعت الهمزة تحت نهايته الأفقية، فأنتَ قد وضعتَها تحت اللام.
سؤال جدلي يوضح المسألة ببساطة: أين يجب أن تضع همزة فوق اللام الرأسية في كلمة (ملإ)، وتحت اللام (لو كان يجوز وضع همزة فوق اللام وتحتها من الناحية الإملائية)؟
لو وضعتَ همزة فوق اللام ستضعها في المكان الواضح الذي لا خلاف فيه، لكنك لو وضعت همزة تحت اللام ستضعها في الموضع الذي تضع فيه الهمزة تحت الألف في خط لوتس!! في نهاية اللام.
هذا الموضع نهاية اللام، وليس نهاية الألف.
تستطيع أن ترد عليّ فتقول لي: يردّ عليك فيما تقول: الألف المكسورة بعد لام التعريف، مثل (الإِنسان)، وتستطيع أن تقول: إن الهمزة هنا تحت (نهاية اللام)، وليست تحت (نهاية الألف)، فكما جاز ذلك في أول الكلمة، جاز في آخرها.
تستطيع يا أخي الحبيب أن ترمي أمامي قنبلة الدخان هذه، وهذه شبهة قوية، لكنك ستكون فيها على غير الحق، وهي قضية أخرى كبيرة قد لا تتسع لها هذه السطور، قضية (اللام ألف)، وهي قضية قد شغلت تفكيري فترة: لماذا وضع القرآن الهمزة تحت اللام، لا تحت الألف؟ وسألت أحد اللغويين الفطاحل في مجمع اللغة العربية، فأجابني إجابة طويلة معقدة، خلاصة الخلاصة فيها، أن هناك خلافا في (اللام ألف)، ففي حرف (لا) أيهما اللام وأيهما الألف؟ هنا يوجد خلاف بين الكوفيين والبصريين، وأخذ يشرح لي هذا الخلاف، وكانت ليلة سوداء ما يعلم بها إلا ربنا.
¥