جزاك الله خيرا وجعل ذلك كله في ميزان حسناتك أخي وعفوا لكثرة طلباتنا
ـ[البشير الزيتوني]ــــــــ[23 - 04 - 10, 06:53 م]ـ
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الْفَاتِحِ الْخَاتِمِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلِّمْ.
دخلتُ البارحةَ على موقع (ملتقى أهل الأثر)، ملتقى الخطوط، فوجدت السيد مسعدًا الحسيني قد وفقه الله بإدخال إصلاحات على خط Traditional Arabic ، منها إضافة الألف القرآنية الصغيرة فوق الألف الطرفية المنقلبة إلى ياء، مثل التي في كلمة (مصطفى)، فتعجبت، إن هذه الألف (القرآنية) الجميلة تُكسِبُ الخط (مسحةً قرآنيةً إسلاميةً)، لذا أضافها السيد الحسيني، فلماذا نلغيها من خط لوتس الذهبي؟ أهو شيء حسن أن يكون للخط العربي (مسحةٌ قرآنيةٌ إسلاميةٌ) – بالسكون القرآني الذي يُشبِه الجيم، وبالألف الصغيرة فوق الياء المنقلبة عن ألف – أم هو شيء قبيح فنُخَلّص الخط منه ونتخلّى عنه؟
نعم هما لا يوجدان في خط mylotus ، بل هما في النسخة المحسّنة للأخ شتا العربي لخط لوتس، ولكن ما الضرر من الجمع بين الحسنيين:
- بالرجوع إلى خط mylotus ليكون الأساس الذي يُبنَى عليه الخط الذهبي.
- وبإضافة التحسينين الموجودين في خط الأخ شتا العربي؟
تخيل شركة صنعت سيارة جميلة متميزة، ولكن فيها عيبا خطيرا في التصميم، فجاء شخص فأضاف تحسينين رائعين إلى الموديل الثاني للسيارة من غير أن يُصلح العيب، ثم جاء شخص (ذهبي) ليُصلِح العيب في السيارة الأصلية، هل من الحكمة – لأنه رجع إلى التصميم الأساسي – أن يُغفِل التحسينين الرائعين المضافين إلى السيارة في إصدارها الثاني؟ أم الأفضل أن يعود إلى التصميم الأساسي، فيُصلِح العيب، ثم يضيف التحسينين الرائعين المضافين إلى الموديل الثاني للسيارة، ويضيف ما يراه هو من تحسينات، فيجتمع في تصميمه: إصلاح العيب الخطير، مع كل تحسينات السيارة؟
إن (المسحة القرآنية الإسلامية) الحادثة بإضافة السكون القرآني والألف القرآنية الصغيرة لا تخفى على أحد، ولا تخطئ العين أنها (مسحة دينية قرآنية خالصة)، وتزيد الخط – أي خط كان – (طابعا إسلاميا جميلا)، فهي إضافة مفيدة جميلة، ما كان أجدرنا أن نحافظ عليها.
ولاحظ يا أخي العزيز أن علاقة الذكاء بالوضوح علاقة طردية: كلما زاد الشيء وضوحا كان أذكى في التصميم، وكلما زاد الشخص قدرة على الوضوح كان أذكى في العقل، وبهذا تميز الشيخ الشعراوي عن غيره، لأنه كان قادرا على توصيل المعلومة وإفهام المراد من أقصر طريق.
إن إضافة الألف القرآنية لا تضيف للخط – فقط – مسحة قرآنية إسلامية دينية، يهفو إليها كل قلب متدين، وترتاح لمرآها كل عين مؤمنة، ولكنها تزيد الخط وضوحا وبيانا، وهو أمر ذكي مطلوب ومرغوب فيه.
قارن بين (تُخْفِي) بضم التاء، وبين (تَخْفَي) بفتح التاء، لا تستطيع أن تفرق بينهما إلا بحركات التشكيل فوق الحروف، لكن بوضع الألف القرآنية فوق الكلمة الثانية يفهم القارئ – بمجرد النظر – النطق السليم للكلمة، وأنها بفتح التاء، وبالتالي سيفهم معنى الجملة كلها، بمجرد النظر وبدون الحاجة لتشكيل الحروف، ومثله: (يَرْضَى) و (يُرْضِي)، و (يَنْسَى) و (يُنْسِي) ... إلخ، وأستطيع أن أضرب لك مئات الأمثلة المشابهة لهذا المَثَل في هذه النقطة.
وهناك فائدة أخرى، وهي التمييز بين المبني للمعلوم والمبني للمجهول، في مئات الكلمات، بمجرد النظر حتى لو لم تكن الكلمات مشكلة، مثل (يَبْنِي) بالبناء للمعلوم و (يُبْنَى) بالبناء لغير فاعله، أو البناء للمجهول، يكفي أن تضع ألفا صغيرة فوق الحرف الأخير، ليعرف القارئ – بمجرد النظر – أنه فعل مبني للمجهول، ويعرف النطق الصحيح للكلمة، وإعراب ما بعدها – وبالتالي يفهم معنى الجملة كلها – لمجرد أنك وضعت الألف القرآنية الصغيرة في مكانها!
أضف إلى هذا: التمييز بين الكلمات المتشابهة، مثل (عَلَى) و (عَلِيّ)، و (المصطفَى) و (المصطفِي) – ومثلها كثير – بمجرد النظر، وبدون الحاجة إلى تشكيل حروف الكلمات.
إن العلاقة بين الذكاء والوضوح علاقة طردية: فكلما كان الخط أقدر على الإيضاح، وأسرع في التمييز بين الكلمات، وفي توضيح المعنى المراد، كلما كان أذكى، وكلما كان مصممه أذكى من غيره من مصممي الخطوط.
هذه كلها مميزات لا تخفى على ذكائكم، وحتى لو لم تكن موجودة، فإن (المسحة القرآنية الإسلامية الدينية) وحدها كانت كفيلةً لأن تُضيفَ الألف الصغيرة والسكون القرآني إلى خطك الذهبي ... هداك الله دائما إلى (الأصلح) و (الأحسن) في كل شيء.
ـ[عماد محمد أحمد]ــــــــ[23 - 04 - 10, 11:45 م]ـ
بصراحة مجهود رائع، فجزاك الله خير الجزاء، وأقترح عليك اقتراحا أراه إن شاء الله نافعا، وهو إضافة أسماء سور القرآن (فورمة) مع بعض الرموز الخاصة بالمصحف، مثل رأس الصاد والألف الصغيرة التى توضع على الياء فى مثل قوله (الأعلى) مع إضافة بعض (الفورم) التى تستخدم فى الرسائل والأبحاث العلمية، مثل (عز وجل - رحمه الله - تبارك وتعالى - كتاب - باب - فصل) وما شابه ذلك، ولك منى خالص الدعاء بالتوفيق والسداد.
¥