ـ[المنتفض]ــــــــ[16 - 06 - 04, 10:24 ص]ـ
وإليكم هذا الحديث
حديث أبي ضمضم
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[29 - 06 - 04, 09:49 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المنتفض
وهذا نموذج آخر وهو السؤال 83
وهو حديث ((من كان منكم ذا طول))
وجزاكم الله خيرا
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمد تتوالى.
الأخ الحبيب الموفق / المنتفض.
أيَّدك الله بالتوفيق. وعرَّفك مواقع الصواب على التحقيق.
تحقيقك لهذا الحديث جيد، وفيه إفادات نافعة.
لكن لى تعليق من جهة النظر والترجيح: فإنك لم تزد على تكرار ما ذكره أبو الحسن وصوَّبه، ووافقته بالكلية، وكان لك مندوحة فى المخالفة، مع ظهور وجهها، وورجحان دليلها. ولا بأس بإيراد النص أولاً، فقد ورد هكذا:
وسئل عن حديث الحسن عن أنس عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((من كان منكم ذا طول فليتزوج، ومن لا، فعليه بالصوم، فإنه له وجاء)).
فقال: يرويه بقية عن هشام بن حسان عن الحسن عن أنس عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وخالفه أبو شهاب الحناط، فرواه عن هشام عن الحسن عن بعض أصحاب النبي وهو الصواب.
ــــــ ... ـــــ ... ـــــــ
[التعليق]
قول أبى الحسن الدارقطنى عن رواية أبى شهاب الحناط هى الصواب، ليس من دلالته صحة الحديث من هذا الوجه، وهذا مما لا يخفاك معرفته يقيناً، وإنما يعنى أبو الحسن: أن الحديث لو كان ثابتاً عن الحسن بوجهٍ لكان من هذا الوجه أثبت.
ولعلَّ الأصوب أنه لا مزية لرواية على أخرى، بل كلتاهما معلَّة لا تقوم بواحدة منهما حجة، لأنه:
[1] لو كان فى الأولى تدليس بقية بن الوليد.
[2] ففى الثانية هشام بن حسان لم يكن من أصحاب الحسن.
ولذا كان جمع من رفعاء الأئمة يرون أن هشاماً فى الحسن ليس بشئٍ، بل صرَّح هشام بن حسَّان نفسه أنه لم يسمع من الحسن إلا حديثاً واحداً.
ففى ((تهذيب التهذيب)) (11/ 34): ((قال أبو بكر بن أبي شيبة عن ابن علية: ما كنا نعد هشام بن حسان في الحسن شيئاً.
وقال مخلد بن الحسين عن هشام بن حسان: ما كتبت للحسن حديثا قط إلا حديث الأعماق.
وقال علي بن المدينى عن يحيى بن سعيد: هشام بن حسان في ابن سيرين أحب إليَّ من عاصم الأحول وخالد الحذاء، وهو عندي في الحسن دون محمد بن عمرو.
وقال ابن المديني أيضا: أما حديث هشام عن محمد بن سيرين فصحاح، وحديثه عن الحسن عامتها يدور على حوشب، وهشام أثبت من خالد الحذاء في ابن سيرين.
وقال عباد بن منصور: ما رأيت هشاما عند الحسن قط. وقال عرعرة بن البرند: فأخبرت بذلك جرير بن حازم بعد موت عباد، فقال لي: قاعدت الحسن سبع سنين ما رأيت هشاما عنده قط، فقلت: يا أبا النضر قد حدَّثنا عن الحسن بأشياء، ورويناها عنه فعن من تراه أخذها؟، قال جرير: أخذها عن حوشبٍ.
وقال معاذ بن معاذ العنبرى: كان شعبة يتقي حديث هشام عن عطاء والحسن)).
فظهر بهذا أن العلَّة واحدة فى الروايتين، وهى أن هشاماً ليس بشئٍ فى الحسن، فلا مزية حيئذ ولا ترجيح لواحدة على الأخرى!!.
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[02 - 07 - 04, 06:58 ص]ـ
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمد تتوالى.
الأخ الحبيب الموفق / المنتفض.
أيَّدك الله بالتوفيق. وعرَّفك مواقع الصواب على التحقيق.
النص المحقق هو: ((وسئل عن حديث الحسن عن أنس قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إن الله ليؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم)). فقال: يرويه مالك بن دينار والمعلى بن زياد عن الحسن عن أنس.
و ....... عن معلى. وقيل عن حماد بن زيد عن أيوب عن الحسن عن أنس.
ورواه يونس بن عبيد عن الحسن عن عبد الله بن مغفل، قاله حماد بن سلمة)).
ــــــ ... ـــــ ... ـــــــ
تحقيقك لهذا الحديث جيد، وفيه فوائد لكن يصعب الوصول إليها لغير العارف بدقائق علم العلل.
ولكن ورد فى ختام التحقيق قولك التالى:
وفي الباب عن: أبي هريرة (خ م)، وابن مسعود (حب)، والنعمان بن عمرو بن مقرن (طب)، وكعب بن مالك (طب) بلفظ (بالرجل الفاجر))، وعن أبي موسى الأشعري (ضريس)) بلفظ ((بأقوام لاخلاق لهم))، وعن عبد الله بن عمرو بلفظ ((إن الله تبارك وتعالى يؤيد الإسلام برجال ما هم من أهله))، وعن عمر بن الخطاب بلفظ ((إن الله سيمتع هذا الدين بنصارى من ربيعة على شاطىء الفرات ما تركت اعرابيا إلا قتلته أو يسلم))، وعن ميمون بن سنداد ((قوام أمتي بشرارها)).
وأقول: ما الداعى إلى إيراد هذه الجملة بتمامها، وما تفسيرها؟، وما الصحيح منها وغير الصحيح؟، ومن هو ميمون بن سنداد؟، وما فائدة إيراد حديثه ـ واسمه الصحيح: ميمون بن سنباذ ـ إذا ثبت عند التحقيق أنه واهٍ بمرة لا يحل ذكره إلا على جهة التحذيرمن روايته؟.
جملة سؤالات ألزمتْك ما لم يكن يلزمك لو أنك لم تذكرها؟.
النص الذى بين يديك سؤال عن رواية الحسن عن أنس عن النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله ((إن الله ليؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم))، وليس سؤالاً عن حديث ((إن الله ليؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم))، ولا عن أحاديث هذا الباب، وإلا فهذا الباب أوسع مما ذكرته بكثير. أرجو أن تلاحظ هذا جيداً، وتضعه فى اعتبارك. ومدار التحقيق كله يدور حول رواية الحسن عن أنس تأصيلاً وتفريعاً، فما الداعى إلى ذكر أحاديث عمر بن الخطاب، وأبى هريرة، وابن مسعود، وابن عمرو، وأبى موسى، وكعب بن مالك، والنعمان بن عمرو، وميمون بن سنباذ، ولا تعلق لواحد منها برواية الحسن عن أنس لا تأصيلاً ولا تفريعا، كما تعلقت بها أحاديث أبى بكرة، وعبد الله بن مغفل؟!. فإن أردت ذكرها، فأين تحقيقها وتخريجاتها كما فعلت برواية الأصل؟!. أظن أنه لا يخفاك: أن تحقيق علل الأحاديث، وبخاصة ما ورد منها على هيئة السؤالات، يختلف عن تخريج أحاديث الأبواب الحديثية اختلافاً واسعاً.