إنّ أعرف الناس بمراد الإمام أحمد؛ هم تلاميذه ... أئمة المذهب الحنبلي، كالإمام أبي يعلى والإمام ابن تيمية وغيرهما، هؤلاء أعلم بمراد الإمام أحمد من عشرات من ابن حزم، وهؤلاء قالوا إن الإمام أحمد لم يقل هذا نفيا للإجماع، وذكروا أقوالا للإمام أحمد تؤيد الإجماع، وذكروا مسائل عديدة للإمام أحمد أخذ فيها بالإجماع، ومقولة الإمام أحمد – في حقيقتها – موجهة لغير الحفاظ، لا للحفاظ من أمثاله، يعني الفقيه – غير الحافظ – لا يحق له أن يدعي الإجماع، لأنه ليس بحافظ، فربما اختلف العلماء وهو لا يدري، لأنه لا يحفظ ... أما الحافظ من أمثاله فله أن يحتج بالإجماع.
ولأن الإمام ابن حزم لا يدري ... (مراد الإمام أحمد)، ولأنه مقلد للإمام داود الظاهري (وداود الظاهري أول من قال إن القرآن الذي في اللوح المحفوظ قديم، أما القرآن الذي عندنا فمخلوق!!! وهو أول من ابتدع هذه البدعة العقدية، ولم يقل بها أحدٌ قبله كما ذكر الحافظ الذهبي في ترجمته في سير أعلام النبلاء)، فهذا إمام الظاهرية ?يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ?، فلا جرم أن يسلبه الله الحكمة، فلا يفهم مراد الإمام أحمد، وأن يفتي برضاع الكبير، مخالفا بذلك للإجماع.
والحديث قد يخالف الإجماع، لإجماع الصحابة أن الحديث منسوخ، أو أنه مخصوص مقيد بشخص واحد وليس عاما، كحالة سالم مولى حذيفة في رضاع الكبير.
والعجيب أن الشيخ الألباني – مقلدا للإمام ابن حزم – يقول بهذه الفتوى! وابن حزم غلطان، لأنه خالف الإجماع، واحتجاجه بالسيدة عائشة خطأ منهجي، (لأن قواعد ابن حزم تختلف عن قواعد أهل السنة)، فأهل السنة يقولون بأنه (لا يوجد نبي من النساء)، وابن حزم يقول بنبوة المرأة!! وأهل السنة لا يجعلون المرأة مجتهدة ولا قاضية، لذا عندما كان أبو بكر أو عمر أو غيرهما يجمع آراء المجتهدين من الصحابة في أية مسألة لم يكن يأخذ باجتهاد أمهات المؤمنين – رغم أن مقامهم فوق رءوسنا جميعا – لأن المرأة يؤخذ منها النقل (الحديث) ولكن لا يؤخذ منها الاجتهاد، لأنه النساء (ناقصات عقل ودين)، والاجتهاد يشترط كمال العقل، والنبوة تشترط كمال العقل (للعصمة)، لذا لا يجوز أن يوجد أنبياء من النساء، ولا مجتهدات من النساء.
لكن الإمام ابن حزم أصوله (تخالف أصول أهل السنة)، لذا أجاز نبوة النساء، وأجاز اجتهاد النساء، فأخذ باجتهاد السيدة عائشة، وهي غلطانة، ولم يأخذ أحد من الصحابة باجتهادها في هذه المسألة، وغلّطوها فيها ... السيدة عائشة مأمونة في النقل، يؤخذ عنها الحديث، لكن لا يجوز الاجتهاد ولا القضاء ولا النبوة للنساء، إلا عند الفرقة التي إمامها يقول إن القرآن مخلوق ... الظاهرية.
وكان نتيجة ترك الإجماع، أن ظهرت فرقة في العصر الحديث، تحرّم على الرجل النظر في وجه المرأة، وتجيز له الرضاعة من ثديها!!! وسمعت إمامهم في شريط له يقول مبررا لذلك: إن الحلمة ليست مثيرة للشهوة!
وممن يفتي بجواز رضاع الكبير في العصر الحديث الشيخ الألباني والشيخ الحويني ... فانظر يا أخي كيف أدت الدعوة إلى الاجتهاد إلى استحلال المحرمات وتحليلها! وكأن النظر إلى وجه المرأة سيثير شهوة الرجل، أما الرضاع من ثديها فلن يثيره! وكأن النظر إلى وجه المرأة يفتح باب المعصية، أما الرضاع من ثديها فلا يفتح باب المعصية! وانظر إلى عقلية من يدعي الاجتهاد وينادي به ثم يقول: يحرم النظر إلى وجه المرأة، ويجوز الرضاع من ثديها!
إن سبب هذا الكلام كله قولي إن الإجماع قد يخالف الحديث، مثل حديث رضاع الكبير، فالإجماع على خلافه، ومثل عدة أحاديث جمعتها، لا وقت هنا للتفصيل فيها ... أريد أن أقول إذا كنت تبحث في حجية حديث الآحاد، وموقف الأصوليين من مخالفة القياس الجلي لحديث الآحاد، فمن المفيد أن تبحث مسألة مخالفة الإجماع لحديث الآحاد، وموقف الأصوليين منه، والمراجع كلها في المكتبة الشاملة، جزى الله الدكتور نافع عنا جميعا خير الجزاء بهذه المكتبة الشاملة التي يسّرت على الباحثين الرجوع إلى الاقتباسات الخاصة بأي موضوع علمي من موضوعات الدين.
أعتذر إذا كان في هذه المشاركة أي خطأ نحوي بسبب السرعة وعدم المراجعة، فلا وقت عندي لمراجعتها.
ـ[نورالدين الساعي]ــــــــ[16 - 05 - 10, 06:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا هل بالامكان رفعه على رابط اخر
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[16 - 05 - 10, 09:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا هل بالامكان رفعه على رابط اخر
http://ia331409.us.archive.org/3/items/altarode/altarode.pdf
أو
http://www.archive.org/download/altarode/altarode.pdf
ـ[البشير الزيتوني]ــــــــ[16 - 05 - 10, 11:18 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ مهاجي.
ـ[الطيماوي]ــــــــ[17 - 05 - 10, 10:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي البشير
هل يمكنك اتحافي ولو على الخاص بما جمعت في المخالفة للاطلاع فقط.
¥