سنة تبارى رجال العلم والقلم من تلاميذه وزملائه ومحبيه بالثناء عليه وذكر فضائله على العلم والإشادة بما تركه بعده من مؤلفات قيمة، وقد رثاه الكثيرون شعراً ونثراً في معظم صحفنا المحلية ومن خيرة من رثاه في كلمة ضافية شافية تلميذه الدكتور/ صالح بن عبدالله المالك وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية آنذاك أمين مجلس الشورى حتى وفاته يرحمه الله .. ولعل النية تتجه بتوفيق الله إلى تأليف كتاب عن حياة الشيخ بجهود ومتابعة أبنائه البررة الذين كما أعرفهم بأنهم معدن الوفاء والبر بوالدهم في حياته وبعد مماته .. وذلك بمشاركة تلامذة الشيخ وزملائه ومحبيه. آملين أن يكلل هذا الجهد بالتوفيق.
وفاته
قبل فجر يوم الاثنين الموافق 4 - 3 - 1408هـ من الهجرة ودع عالمنا الجيل هذه الدنيا الفانية بعد أن أسلم روحه الطاهرة إلى بارئها بعد جهاد طويل متواصل في طلب العلم والمعرفة وحياة حافلة بالعطاء المثمر اليانع المتواصل في خدمة الدين والوطن في مجال التعليم والقضاء والإفتاء والوعظ والإرشاد والتأليف، وقد شهد الصلاة عليه ظهر ذلك اليوم جمع غفير من المصلين من داخل الرياض وخارجها، اكتظ بهم جامع الإمام تركي بن عبدالله يتقدمهم الأمراء والعلماء وطلبة العلم وأهل الخير من يعرفه ومن لا يعرفه، وقد أم المصلين عليه رفيق دربه في العلم والعمل سماحة مفتي الديار السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمهما الله جميعاً، وقد شيعه الآلاف إلى مقبرة العود حيث دفن هناك، وقد عانى في أواخر حياته رحمه الله من بعض الأمراض التي كان يتحملها صابراً محتسباً مما اضطره أخيراً لسفر إلى الخارج بصحبة ابنه البار المهندس/ عبدالله وبعد استكمال الفحوصات وتحسن صحته عاد إلى أرض الوطن ... ولكن الآلام ما لبثت إلا وعاودته مرة أخرى فأصبح يتلقى العلاج في مستشفياتنا، وظل في منزله يناجي الخالق العظيم يستقبل محبيه وعارفي فضله حتى لقي وجه ربه راضياً مرضياً بإذنه تعالى رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
لنتذكر هؤلاء الرواد
أحسب أن المسؤولين عن شئون تعليم البنات بعد التنظيم الجديد أي بعد أن أصبح تعليم البنات تحت مظلة وزارة المعارف يشكل الكفة الأخرى مع تعليم البنين، أحسب ولست متشائماً ولا مستكثراً أن المسؤولين قد فطنوا أو ربما فكروا بعد عملية التنظيم بتثمين جهود الرؤساء الكبار الذين تعاقبوا على تولي كرسي رئاسة تعليم البنات طيلة الخمسين عاماً الماضية وهي عمر تأسيس الرئاسة العامة -وما بذله هؤلاء الرؤساء- عند تسنمهم على التوالي هرم المسؤولية- من جهود حدثيثة وما تركوه بعدهم من بصمات بارزة متميزة في ميادين العطاء والبذل بلاحدود وما تحملوه لقاء ذلك من أعباء جسام حتى وصل تعليم الفتاة السعودية إلى هذا المستوى المتقدم الرفيع الشامل الأمر الذي يحفزنا ويدعونا هنا إلى أن نتذكر بالوفاء والعرفان جهود هؤلاء الرواد الأفذاذ أسوة بما نتذكر به جهود المسؤولين الذين تعاقبوا على وزارة المعارف .. هؤلاء الرؤساء هم فضيلة الشيخ/ عبدالعزيز الناصر الرشيد كأول رئيس عام لتعليم البنات صدر الأمر الملكي الكريم بتعيينه بهذا المنصب المهم عام 1380هـ واستمر بعمله إلى أن أسندت إليه رئاسة هيئات التمييز بالمملكة وتفرغ لها وجاء بعده فضيلة الشيخ ناصر الحمد الراشد رحمهما الله تعالى .. ومن ثم جاء بعدهما على التوالي المشائخ الأفاضل: راشد بن خنين، محمد بن عودة، عبدالعزيز المسند، عبدالملك بن دهيش، علي المرشد، حتى وقت قريب حيث صدرت الإرادة السامية الكريمة بتوحيد الرئاسة مع المعارف من أجل مزيد التنسيق والتنظيم وترشيد الإمكانات وتركيز الجهود بما يحقق المصلحة العامة.
بقي في النهاية أن نناشد وزارة التعليم ممثلة بوزيرها الشهم الهمام وسمو نائبه لشؤون تعليم البنات أن يتذكرا معاً جهود هؤلاء الرؤساء وتترجم هذه الذكرى بإطلاق أسمائهم على بعض المرافق التعليمية الحيوية أو قاعات الاجتماعات الكبرى أوصالات القراءة الفسيحة بكليات البنات ومكتباتها .. لتبقى هذه المسميات التشريفية عنوان وفاء وذكرى لهؤلاء الرجال الذين أعطوا بلا حدود في هذا الجهاز المهم وسطروا أنصع الصفحات في الإخلاص والتضحية.
عبدالله الصالح الرشيد
كاتب صحفي - مدير عام تعليم سابق
============================== ===============
مؤلفات الشيخ العلاَّمة عبد العزيز بن ناصر الرشيد ـ رحمه الله ـ (ت 1408هـ)
1ـ التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية،
http://www.archive.org/download/ktmaaktmaa/tsaw.pdf
بصيغة وورد.
http://majles.alukah.net/showthread....062#post223062
2 ـ عدة الباحث في أحكام التوارث
http://www.kabah.info/uploaders/mohmsor/uoddah.rar
3 ـ هل تجوز الأضحية عن الميت؟
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=32&book=2800
4- إفادة السائل في أهم الفتاوى والمسائل (جزآن).
5 - القول الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى.
6 - تفسير آيات الأحكام -خمسة أجزاء- مخطوط لم يطبع بعد.
7 - وهناك الكثير من المؤلفات والمحاضرات والبحوث العلمية القيمة التي كتبها رحمه الله و أسكنه فسيح جنَّاته.
¥