تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والغارات وتحت الأشجار والأخاديد الأرضية وداخل جذوع الأشجار في الغابات النائية كانت الأتراك قد تمدنوا وبنوالهم بيوتهم من اللبن والحجارة ومن جذوع الأشجار ولم يذكر التاريخ أن الترك كانوا يسكنون الكهوف والغارات مثل غيرهم من الشعوب إلا أن أقواما من قبائل قرغيز وقازاق كانت لهم مخيمات وعلى طراز مميز وهي إحدى معالمهم التاريخية والثقافية ونزعتهم القومية المتفاخرة بها حتى الآن حيث تكلف الخيمة الواحدة منها بألوف الدنانير ولا يمتلكها فى الوقت الحاضر إلا النبلاء وسلالات الأشراف منهم وقد تكونت عندهم مايشبه الحكم أوالامارة فى الاسرة ثم فى الجماعة الواحدة ثم فى مججوعات ولهم نظمهم وعاداتهم وتقاليدهم وبرغم ذلك كانت البداءة تغلب طباعهم يستحوزون وديانا وسهولا ذات ماء وعشب يرعوا فيها مواشيهم وكانوا ويسمحون لمن يستجيرهم بالرعى والسقيا ويحتفظون حقوق القنص والغنم فى الغزوات لانفسهم دون المستجير إلا اذا تصاهروا معهم وخاضوا المعارك لسلب ونهب حيث أن اكثر اقوام الترك فى اسيا الوسطى ومنغوليا ومرتفعات سيبريا كانوا يعيشون عيشة البدو الرحل حيث العشب والكلأ وكانت سواحل الأنهار ومساقط المياه في سائر الوديان والسهول مزدحمة بالسكان فأنشأوا هناك خانات وإمارات تعاون بعضهم بعضا وتغير بعضهم على بعض لاتفه الأسباب ولأجل هذا تكونت بل تفرقت قبائل الترك إلى أكثر من ثلاثين قبيلة. ذكر العلامة محمود حسين الكاشغري في كتابه (ديوان لغات الترك) عشرين قبيلة بأسمائها. ونتيجة بحث واستقصاء حصلنا على أسماء جميع القبائل المتعارف عليها منذ أمد بعيد (9).

وأما القبائل التي تسموا بـ اويغور أو اوغوز أو توقوز اوغوز تعنى الإيلاف كإيلاف قريش من قبائل وفصائل متباينة في عهد نضر بن كنانة الجد العاشر للنبي صلى الله عليه وسلم. وقيل في عهد فهر بن مالك. قال بن إسحاق إنما سميت قريش قريشا لتجمعها بعد تفرقها (10). ويقول علامة السيد محمد أمين بوغرا أن أتراك آسيا تعرضوا بعدة صراعات دموية فيما بينهم وكذلك الهون قديما والمغول منهم. تعرضوا في حوالي الألف التاسع قبل الميلاد للجفاف من جراء انحسار بعض الأنهار وذوبان الثلوج المخزونة وهدر بعضها في غير موسم الزراعة وانحسار بعض الأحواض الكبيرة حيث أن بلاد الترك تشتمل على العشرات من البحيرات البرية مثل بحيرة بايقال في الشرق من منغوليا بحيرة بالقاش في قازاقستان وبحيرة باغراش في حوض تاريم بالقرب من مدينة كورلا وبحيرة سايرام في ولاية ايلى وبحر آرال وبحر قزوين وأصغر هذه البحار بحيرة اسق كول في قرغزستان وبحيرة بوغدا على الشرق من مدينة ارومجى العاصمة للتركستان الشرقية الآن. فبحيرة اسق كول تعني الحوض الساخن وهي الأصغر حجما بعد بحيرة بوغدا. إذ تبلغ مساحة اسق كول في مائتين وسبعين كيلوا مترا طولا وثمانين كيلوا مترا في العرض في الوقت الحاضر ولم تزل تنحسر مياه هذه البحيرات سنة بعد أخرى وقس على ذلك منخفض تاريم وجونجار وقد جفت منذ آلاف السنين ومساحة كل منهما تزيد عن خمسمائة كيلوا مترا مربعا وقد علت على حوض تاريم كثبان الرمال العاتية وانقلبت إلى صحراء قاحلة جرداء وتعلوا بعض الكثبان الرملية المتحركة إلى أربعين مترا تعوق غشيان أي كائن حي إليها ولو كانت شاحنات عملاقة مما إنتجتها التكنلوجيا الحديثة وقد أسهبنا في وصفها في مقالى سابق سوف تنشر أو نشرته إحدى جرائدنا المحلية في المملكة في هذا الشهر.

ومن جراء تقلبات الجو والأعاصير المدمرة والسيول الجارفة والفيضانات أحيانا ونقص الحاصلات الزراعية ونقف الأغنام والمواشي وزحف التربة إلى الوهاد العميقة والشتاء القارس والصيف اللاهب قد صعب العيش فيها حينا من الدهر في الألف التاسع قبل الميلاد وبسبب ذلك ظهر في الأوساط المحلية في السكان السلب والنهب وسادت فيها شريعة الغاب فاندثرت عقود المجمعات البيئية وأصبح العيش للغالب منهم وللضعيف الهلاك والدمار فقامت جماعات وأفواج من الأويغور إلى الهجرة إلى مناطق أخرى من العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا فاصطدمت الجموع المهاجرة بأقوام غربية عنها في عقر دارهم واستولوا عليها أو استباحوا حلا لهم أو استجاروا عليهم ليعيشوا معهم لما لهم وما عليهم من حقوق وواجبات فوصلوا إلى بلاد قفجان في بلاد الأفغان وإلى إيران الفرس

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير