تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

غير أن هذه الوحدة لم تدم طويلا وانفرطت عقدها لأسباب لا نعلمها ولم يذكرها المؤرخون وبالتالي لم يحددوا تاريخ هذا الاتحاد والانفصال وما حكمها وما هي أسبابها ولكن المؤكد تاريخيا بأن مدينة كاشغر كانت عاصمة هذه الدولة المتحدة وتسمى ملكها بـ (قاراخان) وكان الأويغوريون أتراك الشرق يحبون اللون الأسود ويعظمونه مثلهم مثل العباسيين الذين ليسوا الأسود أو تعموا بالسواد فكلمة قارا أسود وخان الملك غير أن دولة القاراخانيين كوحدة متماسكة أو كونفدرالية عاشت قرونا عدة بعد أن هزمها أقوام الهون الترك قديما وتوغلوا إلى وديان وادي تاريم وجونجار وسهول آسيا حيث استغلوها كمصدر رزق بالمحصولات الزراعية وكاستراحات موسمية لجنودهم ومشتى ومصيفا لملوكهم وجنرالاتهم وقوادهم وكمرعى لخيولهم. وساحات قنص وتدريب للكوادر منهم ردها من الزمن (15). حتى قامت قائمة القاراخانيين مرة أخرى في أواخر القرن الثامن الميلادي بعد انقراض دولة الساسانيين المشترك بين الأويغور أتراك الشرق وبين الفرس (16) ومن ملوكهما أفراسياف الذي بنا مدينتي بخارى وكاشغر واتخذ خراسان عاصمة لملكه وذلك في القرن الخامس الميلادي وإن غزوة مهلب بن أبى صفرة سنة 86 هجري الموافق 605 م كانت في عهد كولتكن خان وهو الذي كان يقاوم غزاة العرب المسلمين في بلاد ما وراء النهر أنذاك وقد انقرضت دولة الساسانيين بنهاية انوشروان. ومن دول وحكومات الأيغور الترك (كوكترك لار) ومن ملكها بوقا خان وقبلهما دولة يفتل ومن ملوكها جوجان خان. وفي فترة ما انقسمت دولة (كوكترك لار) إلى قسمين أو إلى دولتين توركش وقوتلوق. ثم انقسمت الدولتان إلى خمس دويلات صغيرة ومن ملوكهم كولتكن خان، إيلش خان، تركش خان، اوج الة خان , باناتورخان.

أقوام الهون والصين

لم تكن لكليهما دولة موحدة متماسكة حتى القرن الخامس قبل الميلاد بينما كانت للهون شكيمة ومنعة في سهول سيبيريا وبلاد المغول حتى سواحل البحر ومنشوريا. كانت الصين منقسمة على نفسها لم تجمعهم جامعة وكان بها العشرات من الحكومات المحلية مستضعفة بعضها لبعض وقد عرف الهونيون الترك أن السهل الصيني في الجنوب من النهر الأصفر أخصب أرضا وأكثر نماء وفي منخفضاتها الخير وفي أهاليها الذل والفقر والاستكانة. فاقبلوا إليها بخلاف مصطلح الجغرافيين الآن من على مرتفعات سيبيريا من الشمال إلى الجنوب فيقول قائلهم ليمينه وهو المشرق شمالا أو يسارا وإلى الغرب يمينا ولدولة الهون آنذاك قبل التاريخ بمائتي عام قلب وجناحان فيقول لجناح الشرق سول بيلكة خان. والجناح الغربي اونك بيلكة خان ومن أبرز ملوكهم أوغوزخان تذكره الحوليات الصينية بـ مته خان ولأوغوز هذا جولات مدمرة هالكة في غزواته لسهول الصين وأراضيها الخصبة ففكرت إحدى حكومات الصين في بناء سد يمنع الهون الترك من هجماتها على الصين وذلك قبل خمسة مائة عام قبل التاريخ على امتداد أكثر من ثلاثة آلاف وخمسة مائة كيلو مترا من الشرق إلى الغرب ولكن هذا المشروع العملاق يتطلب مبالغ هائلة جدا فاختصرتها ببناء نقاط حساسة على الوديان السالكة والتقاء مشارف الجبال فلم تتمها متصلة متماسكة غير أن هذا البناء المتقطع لم يف بالغرض ولم تسلم الصين من هجمات الهون الترك حتى سنة 216 قبل الميلاد وعندها قد توحدت في الصين دويلات وحكومات تحت قيادة أسرة خه ن. فأعادت بناء السد متصلة متماسكة استغرق بنائه خمسة عشر عاما بعد أن سخرت فيه أكثر من مليون وخمسة مائة ألف عامل وعاملة يجلبون إليه التراب المتماسكها من على ضفاف النهر الأصفر مثل تربة الأجور الأحمر في المملكة ـ بلاد الشرق ـ وكانوا يكبسون جثث موتاهم في البناء نفسه كحقنة من التراب. يطول ذكر تفاصيلها في هذه العجالة وقد شاهدتم أفلاما ترون السد وقد أصبح من أعظم عجائب الدنيا طولا وضخامة.

انسحبت سلالة القاراخانيين إلى مرتفعات سيبيريا عندما داهمت جحافل الهون البلاد. فاتخذت تلال جبال أورال الجنوبية مقرا لبلاطهم وسموها بـ (التون أوردا) البلاط الذهبي كحكومة المنفى وكانت محظوظة الأسرة الدولية.

الهون وأباطرتهم التاريخية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير