تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولدى سقوط دويلات تركش واخوتها استعادت هيبتها ونجحت حتى قامت لها القائمة فىالقرن تاسع الميلادى. إن اباطرة الهون كثيرة وتعددة ولكن التاريخ أبرز ثلاث شخصيات منهم وأولهم أوغوزخان،ثم آتيلا. ثم آفراسباب.وأما اوغوزخان نجح فى تأسيس إمبراطورية عظيمة في الشرق وبقيت الصين تحت تأثيرها ردها من الزمن وكانت تعتبر الصينيين عبيدا يجب أن يكونوا تحت سلطانها مهما كلفها الأمر. وفى كثير من معاركه الفاصلة داهمت جيوش الهون إلى عقر دار الصين حتى وصلت إلى ضفاف نهر جنجيانج العظيم وشريان الحياة كلها والعامود الفقري لكل الحضارات البائدة والسائدة في الصين والجدير بالذكر أن روافد النهرين العظيمين في الصين ومنابعهما في أرض الأتراك وجبالهم الراسيات مثل مرتفعات وسلسلة كيونلون وبامير وخانتنري وجبال آلتاي وتبلغ امتداد مجرى النهرين الأصفر وجنجيانج لأكثر من تسعة آلاف كيلومترا وكلاهما يصلح فيه الملاحة المحلية والدولية إلى عمق ألفين وخمسمائة ميل بحرى وقد كثرت مداهمات الهون على سهول الصين الخصبة بالرغم من وجود حائط الصين الفاصل بينهم وبينها وأبرمت بينهما عدة معاهدات رسمية وجرى تبادل السفراء لتأمين حسن الجوار وعدم الاعتداء على بعضهم البعض (ودفع الرهان) وهو أن يرهن طرف إلى الطرف الآخر أعز شخصية في بلاط وقد يكون أميرا من أمراء البلاط ضمانا للمرتهن على الراهن وكان أوغوزخان … أحد هؤلاء الأمراء من بلاط الهون إلى بلاط الصين ولكنه ركب حصان ملك الصين وهرب إلى بلاط أبيه في بلاد الهون منغوليا الآن وصادف أن جرده أبوه من ولاية العهد إلى أخيه من أم أخرى فغضب ودبر ثورة عارمة على بلاط أبيه وقتل من فيها وأعلن نفسه ملكا لإمبراطورية الهون وذلك سنة 216 قبل الميلاد. ويطول تفصيل ذلك (17).

أغوزخان وشعار الذئب الرمز

ولكل أمة رموزها في القومية تتخذ هذا الرمز من بناية أثرية أو قلعة ذات تاريخ أو شجرة تندر وجودها عند قوم آخرين أو حيوانا أو نسرا أو عقابا أو الأسد. اتخذ الهون الترك الذئب رموا أو شعرا ولا مد غير قصير ولم يزل بعض الأتراك في الشرق يتخذونه رمزا أو سمة مميزة وله قصة بأن أوغوزخان مته هذا بعد انتصاراته العظيمة على الصين وما جاورها من البلدان وتوحد مع مماليك الأويغور في آسيا الوسطى ومنخفض تاريم وجونجار اتجه نحو الشمال الغربي من سهول آسيا مارا بمرتفعات سيبيريا من القسم الغربي وكان معه أكثر من أربعة مائة ألف من جيوشه وأتباعه بعشيرتهم وعوائلهم وقعوا في تيه لايجدى به السير من أي اتجاه يتجهون. وهم في حيرتهم هذه يواجهون الموت والفناء رأوا ذئبا أزرق اللون يتجه إليهم وعندما وصل الذئب إلى مشارف مخيمهم قفل راجعا فكأنه أشارة بدت منه ليتبعوه فتبعوه وما هي إلا ساعة أو بعض ساعة اهتدوا إلى طريقهم الذي يقصدونه فاتخذ أوغوزخان قراره بأن يكون الذئب شعارا لهم وسمة مميزة لدولتهم (18) ويقول التاريخ إن أغوزخان في توغله هذا وصل إلى سواحل البحر الأسود ولهذا قال العلامة اللغوي الأديب المؤرخ محمود بن حسين الكاشغرى إن حدود تركستان الكبرى غربا البحر الأسود (19) وقد كتب بعضهم في أوغوزخان أساطير وحكايات أغرب من الخيال في ولادته ومهدر صباه وتكوين ملكه العريض وهو غلام.

آتيلا ملك الهون وقاهر أوربا

وأما الشخصية الثانية من أباطرة الهون. آتيلا قاهر أوربا وإن آتيلا هذا عاش ومات في القرن الخامس الميلادي ونقل سلطته إلى أوربا وفرض عليها من مائة سنة 432 إلى سنة 553 حيث توفى في إيطاليا و ورى جثمانه تحت مياه الدانوب بموجب وصيته حيث قتل مسموما من قبل بعض محظياته الأوربيات أو قتل على يد عروسه من الأميرات وبعد وفاته انقسم ملكه إلى أكثر من عشرين دولة بسمات وشرائع الهون التي فرضت على أوربا كلها وأقصى الحد الذي وصل إليه آتيلا مدينة بينا (20). (أنظر الإيضاح من الأصل)

آفراسياف و بخارى وكاشغر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير