تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والشخصية الثالثة من أباطرة الهون آفراسياف الذي تولى ولاية آسيا الوسطى ومنطقتي حوض تاريم وجنجار (التركستان الشرقية الآن) وكانت له عاصمتان وهما مدينة كاشغر وسمرقند في سهل فرغانة وامتدت سلطانه إلى أبعد من بخارى وخوارزم وخراسان وهدد ملك فارس وجدد بناء مدينة بخارى وكاشغر واستعمل في تزيين سور الأخيرة الكيشاني وسماها كاشغر وكانت تسمى أوردا كنت في عهد القاراخانيين الأول وكانت مدينة بالاساغون بالقرب من اسسيق كول مصيفا لكل الخواقين والملوك عبر مئات السنين وكذلك في عهد كل تكين خان في أواخر القرن السادس الميلادي.

قيام الدولة الساسانية بين الأويغور الترك والفرس

قبل آفراسياف عرض سلالة الفرس وعلى رأسها شابور الثاني والد كسرى أنوسترداتة. ولعل آفراسياف تولى الجانب العسكري وضبط الثغور وأما إدارة الدولة كانت في يد شابور ثم كسرى في شروان ـ فآفراسياف صنو زميله آتيلا في القهر وسعة الملك وكان كريما بالرعية. وسبق أن تكالبت عليه الأعداء من خوارزم والبوذيين التبت والصين وفارس ولكنه تغلب عليهم جميعا. وعند وفاته بكى عليه كل من في رعيته ورعايته شيبا وشبانا ولم يزل قبره مطمورا خوفا من الاعتداء على جثته.

الإسلام دخل خراسان وماوراء النهر بعد معركة نهاوند

ثم مرت سنون عجاب على أمة الترك في آسيا وتمزقت أوصال دولة الهون الغربية على مماليك وحكام وملوك الطوائف المتنافرة حتى استعادت بلاط القاراخايين الحكم في البلاد ولكن بشكل بطيء جدا حيث لم تسلم الملوك والخواقانيين من الفتوحات الإسلامية فهناك مهلب بن أبي صفرة ثم ابنه يزيد بن مهلب بن أبي صفرة وبعج أخوه الفضل ولكنهم اندهروا في حياة والدهم إلى الغرب من نهر جيحون عامودريا إلى مدينة مروة وبلخ وكانت في حوزتهم وذلك في عهد الخليفة العباسي عبد الملك بن مروان وكان حجاج بن يوسف الثقفي واليا على العراق ويهلب أبنائه كانوا من أشجع القواد المسلمين العرب الأوائل الذين داهموا بلاد أتراك الشرق في عقر دارهم وفتحوا مدينة بايكند بالقرب من بخارى ولكن اسليك خان سمرقند قاومهم واستنجد بـ كلتكين خان من مدينة كاشغر فقدم إلى سمرقند بجيوش لا حصر لها حتى أن مهلب بن أبي صفرة انسحب من بايكند مفتاح مدينة بخارى، إلى مروة وكان جنود العرب المسلمين الفاتحين الأوائل يتمركزون في مدينة بلخ في الجنوب من خراسان.

ثم قدم قتيبة بن مسلم الباهلي وعبر النهر إلى الشرق ودهر جيوش الخاقان الترك وفتح سمرقند. وبنا مسجدا بها ثم جلب إليها المهاجرين العرب للاستيطان بها لكي لا تقوم فيها ثورة ضد الإسلام والمسلمين وسرى نور الإسلام وكلمة التوحيد سريان الدم في العروق نحو الشرق وأسلم خلق كثير بالإسلام في ولاية كاشغر وما حولها سرا حتى وصل شروق العقيدة النورانية إلى مشارف الصين.

ومن المؤكد بأن نصف سكان منخفض تاريم اقبلوا إلى الإسلام دينا عقيدة دونما علم لدى السلطات المحلية ومن هذه المناطق ياركند وآقسو وتورفان وقاراشهر وكوجار , غير أن العلامة المؤرخ المجاهد الفقيه محمد أمين بوغرا يقول أن الإسلام دخل إلى وادى تاريم في عهد ستوق بوغراخان عبد الكريم سنة 332 هـ ولوا إن الإسلام دخل إلى ديارنا قبل هذا التاريخ كنا فخورين به (21).

نقول إن بعض المؤرخين أمثال الخطيب البغدادي وابن أثير في كتابه الكامل يقول إن فتوحات قتيبة بن مسلم الباهلي وصلت إلى مدينة كاشغر وقتا من الزمن وهؤلاء المؤرخون من الثقاة ولا سبيل في الشك في أقوالهم ثم إن هناك دلائل محسوسة لدخول عقيدة الإيمان بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا وبالقران دستورا رحمة لنا او علينا إلى أمة الترك قي بلاد حوض تاريم ومنها ولاية كاشغر وهي أي الدلائل إذا سلمنا جدلا بدخول الإسلام إلى وادي تاريم في القرن الرابع الهجري والعاشر الميلادي لما أنجبت تلكم البلاد في أوائل القرن الحادي عشر أمثال العلامة يوسف خاص حاجب صاحب كتاب (قوتاتغو بيليك) واللغوي المؤرخ الأديب محمود بن حسين الكاشغري صاحب كتاب (ديوان لغات الترك) في أقل من قرن واحد من دخول الإسلام حيث أن علومهم العربية وعقيدتهم الراسخة وتفانيهم في خدمة الإسلام والمسلمين لم يتحقق في هذه الفترة الوجيزة بهذا الرسوخ والشموخ والشمول بالمعرفة والعلم والعقيدة والأدب واللغة العربية حيث

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير