تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد عاشت تركستان عهدا ذهبيا ولعبت دولة القاراخانيين دورا مهما في تجارة الحرير ولها مصلحة من عائداتها الاقتصادية بشكل ضرائب وإتاوات ولم تكن تجارة طريق الحرير قاصرة بالحرير فقط وإنما كانت القوافل التجارية تحمل معها مختلف المصنوعات اليدوية النفيسة والأسلحة وبهارات وأعشاب تلك البراري التي تعتبر حينذاك من أنفع الأدوية إذا استعملت على توجيه طبيب عارف بخصائصها علما وتجربة. وكانت كل مسارات طريق الحرير من الشرق إلى الغرب تلتقي في مدينتي كوجار وكاشغر ومن الأولى تتجه القوافل التجارية إلى الغرب عن طريق سمرقند فوادي فرغانة ثم إلى خراسان فإيران فالإمبراطورية الرومانية القسطنطنية إسطنبول الآن ومن ملتقى مدينة كاشغر (بالاساغون) إلى مرتفعات جبال بامير (باكستان) فبلاد الأفغان والسند ثم الخليج العربي والبحر الأحمر ومصر وحوض البحر الأبيض المتوسط حتى جنوه في إيطاليا. علما بان منطقة تركستان غنية وكانت بلادالرافدين سوقا رائجة لاقوام الترك الاويغور ومنبع الحرير وموطنه الأصلي هو تركستان الشرقية وليست الصين كما يذكر بعض المؤرخين حيث أن الحرير أكتشف ولأول مرة فىمناطق أودون، ختن، فهناك كانت غابات مليئة بأشجار التوت حول عديد من المستنقعات وتولدت دودة القز منها ونستطيع أن نقول إن دودة القز هي التوت وبالعكس. ولم يذكر علماء علم النباتات وجود شجرة التوت في البر الصيني حتى أوائل عصر التاريخ وفي سنة 1983 م عثرت في أوربا قطعة من قماش الحرير يرجع تاريخها لسبعة آلاف سنة قبل التاريخ صنعت في أودون ـ ختن ـ نشرت الخبر جريدة الشرق الأوسط العربية الدولية ولدينا قصاصتها وأثبتناها في كتابنا (الأعلام لبعض رجالات تركستان) في باب الخصائص النظرية للتركستان الشرقية ولنظرية الحرير عملت أفلام عديدة عملتها وزارة الثقافة والعلوم اليابانية في أواخر السبعينات وترجمت إلى لغات شتى وعرضت في أكثر من عشرين دولة في أنحاء الأرض شرقا وغربا كما عملتها إدارة الشؤون الثقافية للعالم القديم في أمريكا بجانب الأفلام الوثائقية التاريخية لمنطقة منشوريا والحياة في سيبيريا قديما وحديثا ولدينا منها ما يشفى الغليل.

القاراخانيين الترك والإسلام

تقول كتب التاريخ الإسلامي والمؤرخون الثقات منهم الخطيب أحمد البغدادي وابن الأثير والعلامة المؤرخ القطب محمد أمين بوغرا في كتبهم التي نعتمد عليها كما اعتمد عليها كثير من الخلف منهم الإمام أبو الحسن علي الحسيني الندوي وكارل بروكلمان المتوفى سنة 1956 م في كتابه تاريخ الشعوب الإسلامية ومعاصره ونظيره التركي التتاري الأصل البروفسور ذكي وليدي طوغان المتوفى سنة 1970 م في كتابه الترك وتركستان ما ملخصه أن القاراخانيين كانوا في الذروة في بسط نفوذهم على كل تلكم البلاد الواسعة وشاسعة الأطراف في وسط آسيا كلها ولهم أمليك خانيات على نظام فدرالي بالتعيين الحديث منها أمليك خانية سمرقند تتبعها بخارى وأمليك خانية أترار وفاراب وأمليك خانية أويغوت المتاخمة إلى الصين شرقا منهم الحياطلمة وأمليك خانية بامير تتبعها بدخشان ووادي كشمير كانت عاصمة هذه الإمبراطورية مدينة كاشغر وعندما تقدم إلى تلكم البلاد بلاد الأتراك الفاتح أصف بن قيس وفاتح مدينتي مرو وبلخ في الجنوب من سهل خراسان سنة 22 هـ ـ العقد الرابع من القرن السابع الميلادي تصدت له جيوش إيليك خانية سمرقند ودحرته ـ وعندما تقدم إليها مهلب بن أبي صفرة وأبنائه زيد وفضل ودك حصون بايكند مدينة بالقرب من بخارى استنجدت إيليك خانية سمرقند من إيليك خان العظيم الرئيس الأعلى كول تكين خان من عاصمته كاشغر فتقدم الأخير إلى سمرقند وتصدى على مهلب بن أبي صفرة و أبنائه وأعادهم إلى بلخ ثم جاء قتيبة بن مسلم الباهلي وانهزم خاقان الترك وفتح قتيبة سمرقند وقبلها بخارى. وفي بعثة إسلامية إلى خانية أترار وفاراب وهي قازاقستان الآن قابلت البعثة خان الترك وعرض عليه الإسلام بالمبادئ الأساسية فرد عليه الخان إذا قبلنا الإسلام بهذه الشروط والمبادئ كيف يعيش أمتي وليس فيهم أسكافي واحد أو صاحب حرفة وأنهم يعيشون على السلب والنهب وعاش أتراك الشرق على سجيتهم ردها من الزمن طال حتى انقضت ثلاثة قرون بأكملها بينما انبعثت ثمار الإسلام في آسيا الوسطى في مقاطعة أمليك خانية سمرقند

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير