تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وتسرب الدين الإسلامي خفية إلى وادي تاريم المنطقة الجنوبية من تركستان الشرقية الآن حتى أن قدم إليها أي إلى وادي تاريم الفقيه الشيخ جمال الدين هنا أنقل حرفيا ما كتبه الإمام أبو الحسن علي الحسيني الندوي في رسالته الموجه إلى العالم الإسلامي بمناسبة القرن الخامس العشر الهجري الجديد في ضوء التاريخ والواقع. يقول والمأثرة التاريخية الثانية هي الشيخ جمال الدين وقد انتشر الإسلام بفضل إخلاصه وورعه في أحد فروع التتار الكبيرة (26) الذي عرف بفرع جغتاي. الذي كان يحكم البلاد المتوسطة. وكان مركزها كاشغر وأسلمت الفصيلة بأكملها وكان من خبره أن الشيخ جمال الدين كان متجها مع جماعة إلى جهة وكان التتار يكرهون الإيرانيين ويحتقرونهم. وكان الشيخ إيرانيا وصادف ذلك اليوم يوم القنص للأمير تغليتسير خان ولي العهد الأسرة الجغتائية وقد كانت مناسبة تتويجه قريبة ومعلوم أن الهائمين بالقنص لهم أوهام وتشاؤمات لاسيما الأمراء وأبناء الملوك فلم تزل لهم أوهام وخرافات يؤمنون بها فلما رأى الأمير أن الشيخ جمال الدين قد دخل في الحي الذي كان قد خصصه لنفسه أمران توثق أيديهم وأرجلهم وتمثلوا بين يديه لأنه تشاؤم به وتنغص من أجلهم أو سألهم في غضب كيف جرؤا على دخول هذه الأرض، قالوا إننا أجانب وما علمنا أنها أرض ممنوعة ومحمية للصيد فتورطنا في الدخول إليها ومعذرة: ولما علم أنهم إيرانيون قال للشيخ وأشار إلى كلبه وقال أيكما أشرف أنت أم كلبي أجابه الشيخ بهدوء وقال إنه لا يمكن أن نحكم الآن في هذا فسأله الأمير متى يمكن ذلك فقال إن ذلك يتوقف على خاتمتي إذا كانت على الإيمان أنا أشرف وأسعد من الكلب، أما إذا لم أسعد بحسن خاتمتى فلا شك ان الكلب هو احسن منى لأن أصل هذا الكلام الذي صدر عن قلبى وقع فىالقلب من الامير فسأله الامير عن الإسلام والإيمان هنالك عرض الشيخ على الامير تخلى يقرب خان فى اعز الإسلام فى غيره وحماس فرق لهما قلب الامير حتى كاد ان يذوب كما يذوب الشمع فصور الشيخ الكفرة بصورة مروعة اقتنع معها بضلال معتقداته وفسادها. فقال ولكني إذا اعتنقت الإسلام الآن فلن يكون من السهل إن أهدى رعاياي فأمهلني قليلا فإذا أبلغك أني بويعت بالحكم عد إلى فرجع الشيخ إلى بلده ثم مرض ومات حيث وصى ابنه رشيد الدين أن يرجع إلى توغلوق تيمور خان ملك الترك في أترار وفاراب ليوفى بوعده بالإسلام. وبعد سنين قليلة نما إلى رشيد الدين أن توغلوق تربع عرش خطاي فسافر إليه ولم يكن أن يدخل إلى بلاطه فقصد إلى حيلة حتما سيوصله فاتخذ له مكانا بالقرب من قصر توغلوق فأطلق صوته إلى عنان السماء ليؤذن بالصلاة وذات صباح استيقظ توغلوق من نومه على صوت الأذان المدوي فاستدعاه إلى المثل بين يديه فقال له الأمر فرحب به وعزم أن يعلن إسلامه وعلى الملأ وقال بالأمر إلى وزيره فقال له الوزير، أما أنا قد أسلمت خفية منذ مدة ولم أظهره فدعا إلى تجمع كبير في ظاهر المدينة فأعلن إسلامه ودعا قومه إليه فأمنوا.

وكان عددهم يعرف بعدد الخيام التي يسكنونها وكانت تحت سلطانه سبعمائة ألف خيمة فيكون أن أكثر من ثلاثة ملايين من الترك الشرق اعتنقوا الإسلام في يومه هذا. انتهى الكلام الإمام بتصرف واختصار.

وقد تولى توغلوق تيمور الحكم سنة 748 هـ وتوفى 768 هـ الموافق سنة 1315 م في الوقت الذي تولى ابن عمه قوبلاي خان موحد الصين وسلطان الترك والمغول الحكم في إمبراطوريته في العاصمة بكين. وبالمناسبة أن الصين كدولة استعمارية استفادت من إمبراطورية قوبلاي خان حيث أبقت كل من منشوريا ومنغوليا ومناطق الحدود الغربية تحت سيطرتها حتى الآن وبالرغم أن البر الصيني وموطنها الأصلي لا تزيد مساحتها عن ستة ملايين كيلومترا فقط وقد أعلنت ذلك وعن غير قصد نشرة رسمية في كتيب صغير السفارة الصينية الشعبية بالقاهرة وقالت في مقدمتها، الصين بلاد شاسعة تبلغ مساحتها 6000000 كيلومتر مربع وتقع تجاه غربي المحيط الهادي من أراضي خصبة وهضاب عالية وأنهار كبيرة ولقد كانت موطن الشعب الصيني فند تركه معرفة في البعد ويذكر احتلال سنكيانج 1760 والنشرة هذا تحت عنوان (تاريخ الصين).

جنكيز خان وجنكيزيون

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير