تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي القرن الحادي عشر الميلادي وعندما ترعرعت وتوقدت كل دعائم القاراخانيين والغزنويين وانشغال السلجوقية مع الحواريين تحركت قبائل المغول من خلف جبال …… وكانت لهم خانات إمارات متفرقة. وكان والد جنكيز خان من نقباء قومه وكانت به إمارة صغيرة بالقرب من منطقة أوسون ياتور في وادي أورخون وتعرضت الإمارة الصغيرة لعصيان داخلي وعداء من جيرانها وانقرضت وتشققت أسرة جنكيز تيموجين، هذا اسمه ابن بشوكي خان 1157 هـ ـ 1227 هـ وتشرد جنكيز خان وعاش حيوة المماليك وكالحياة تنبئ جنبا آخر تنبئ بالعزيمة والقهر شديد المراس متقلبا في مزاجه بحيث تراه هادئا حينا وثائرا حينا آخر وما قال شيئا إلا فعل، ثم دعا بتأثر أبيه ثم طالبه بملكه وجمع أتباعه من بنى وطنه وأسس حكومة محلية ثم اتسعت رقعة بلاده واهتم بالتجارة والاقتصاد وكان من ميوله الاتجاه إلى الغرب بعكس أقوام الهون الذين يرون سهل الصين الداخلي ووادي النهر الأصفر الدنيا بأكمله وفي خطاه وقع من قبل حرس الحدود في آسيا الوسطى للخوارزميين على التجارة المغول من أتباع جنكيز خان أرسل الأخير مرسولا لخوارزم شاه بطلبه العدل في القضية. وخوارزم شاه أخذته العزة بالإثم وقتل المرسول فثار جنكيز خان ثائرته، واعتلا الجبل اعتاد أن يتخلى بنفسه أياما عدة ثم ينزل منه بأردء شاقة أو قرارات خطيرة، وهذه المرة نزل جنكيز خان وأعلن على الملأ قائلا إن كان له السماء واحدا يجب أن يكون ملك الأرض واحدا وهو جنكيز خان. اعتقد أن كلمة جنكيز لغة القهر أو القاهر وأخذ العدة والعتاد وجحافل من جيوشه الهادر ونزل إلى سهول آسيا جنوبا دك القلاع والحصون وداس بحوافر خيله البلاد والعباد وأجرى ونهبا وسلبا ولم يسلم من جبروته أحد وإلا حائطا قائما فيما بين حائط الصين إلى البحر الأسود ووصلت قدماه إلى أحد من خراسان غربا ثم اتجه إلى وادي السند يعبرها وقتل راجعا إلى بلخ ثم سمرقند وأكثر الدماء والتهديم وقع في مدينة بخارى وما جاورها من البلدان وله أربع أبناء وهم جوبي جان، جفتنان خان، أوكتاي خان، تولي خان (27).

وشاءت إرادة الله أن يولى وجهته إلى الشرق والصين فقسم ملكه إلى ثلاثة أقسام لأبنائه الثلاثة وقيل أربعا وأخذ ابنه تولي خان بصحبته أينما حل، وارتحل ووصل إلى الجنوب من النهر الأصفر بمحاداة حائط الصين شرقا ومات في ناحية من شئ الأويغورية وقد أشار إلى ربوة فيها لتكون مرقده بعد وفاته ولكن أبنائه أخذوا جثته إلى جبال (قراقوروم) أحد فروع جبال ألتاي شرقا كان هناك عريقة، ودفنوا فيها وأخفوا تحسبا لاعتداء على جثته ولم يزل خافيا حتى الآن.

وسلمت التركستان الشرقية من حجية جنكيز خان وذلك أن كثيرا من التركستانيين دخلوا في خدمة جنكيز خان في الأعمال الإدارية والكتابية وتنسيق شؤون الجيش وفي سجلات ديوانه الخاص. دامت دولة ابنه جغتاي خان في آسيا الوسطى ماوراء النهر لعدة قرون. منهم تيمورلنك وحفيده ظهير الدين بابور شاه مؤسس إمبراطورية مغول الهند التي دامت أكثر من أربعة قرون عبر ثلاثة وأربعين إمبراطورا ملكا. أشهرهم في كتب التاريخ سبعة عشرة ولهم في الهند لمسات بارزة ومن مبانيهم الأثرية تاج محل والحدائق معلقة في وادي كشجن ـ والمسجد البابوري الذي تعرض لهدم جماعة السيخ في العام الماضي بناه ظهير الدين بابور بماله الخاص وفي عهده. وقضت على الإمبراطورية المغولية (شركة الهند الشرقية) الخنجر المسموم للتاج البريطاني سنة 1842 م.

وقد مال الجنكيزيون إلى الخير ودفع كفارة ما فعله هولاكو في بغداد سنة 657 هـ الموافق سنة 1258 م، أو كاد بإسلام بركة خان حفيد جنكيز خان الذي حارب هولاكو ودهره، وبتناول الوفود مع السلطان بيبرس سنة 1261 م، واهتم بنشر الإسلام في كل أرض وطئتها قدماه وكان تيمور وظهير الدين بابور شاه شديدي التدين وانتقد تيمور بالجبروت وسفك الدماء وبناء منارات من جماجم ضحاياه ولكن التحليل العسكري وفلسفة إيقاع الرعب في قلوب من يقاومه تبرر بعض هذه الانتهاكات.

سقوط إمبراطورية تيمور لنك وقيام الدولة السعيدية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير