تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سقطت أو انهارت إمبراطورية تيمور لنك التي أشغلت العالم في العقود السبعة الأخيرة من القرن الرابع العشر الميلادي، انهارت بوفاته سنة 1405 م ولكن القرن الخامس عشر لم تكن أفضل من سابقه بالنسبة للتركستانيين حيث تفاقمت هناك مسألة تقسيم الإرث والاستيلاء عليها بالقوة والبرجوازية ثم أتى القرن السدس عشر حيث أطلت علينا أو قيض الله لنا الدولة السعيدية التي حكمت النصف الشرقي من تركستان الكبرى بدء من حائط الصين وانتهاء لمشارف سمرقند ودانت دولة السعيديين قرابة مائة وسبعين عاما. وكان من مقاصدها استعادة وادي كشمير وجزءا من هضبة تبت. . وكادت أن تنال قصدها حتى أن بعض الحملات العسكرية التي هناك كانت بقيادة أشهر ملوكهم السلطان سعيد خان الثاني الذي مات في إحدى تلال هضبة تبت متأثرا باستنشاق الهواء الفاسد الذي يتولد من تصادم المعاكسات الهوائية في أودية وشعاب جبال (كوئنلون) بامير اعتقد الهواء الخالي من أكسجين. وعرفت الدولة السعيدية بدولة المغول الشرقية تقابلها إمبراطورية مغول الهند. حتى أن المؤرخ القدير الضليع ملا موسى سايرامي يذكرها بدولة مغول الشرق. ولم تزل عروق ومجمعات في تركستان الشرقية مغولي الأصل ولهم مناطقهم الخاصة بهم.

وفي سنة 1679 م سقطت الدولة السعيدية وكان العهد عهد محمد أمين خان السعيدي حيث خانها متصوف ماكر عاش وترعرع في البلاط السعيدي من المقربين لسلاطينهم. ومن ثم دبر خطة لا طاعة الحكم السعيدي وإقامة دولة الصوفية مكانها وطلب مساعدة من أهل التبت البوذيين وكان سلطان سعيد خان الثاني في غزواته ضد هضبة التبت لجعل هذه المنطقة منطقة إسلامية ولذا شرخ المتصوف هداية الله إيشان مقاصد ولي نعمته الذي وجعله غريما يجب إزالته للبوذيين وقال أيضا ان الطقوس والمحاكات النفسية عند المتصوفين المسلمين تشبه لحد ما لإيماءات وإشارات وحركات المتعبدين البوذيين. هكذا بمساعدة البوذيين من أهل التبت والبوذيين المحليين آنذاك استطاع هداية الله إيشان إسقاط الدولة السعيدية في أواخر القرن السابع عشر وإقامة دولة المتصوفة الصعاليك دامت لأكثر من ثمانين عاما ثم انقسمت على نفسها وارتهلت ثم بدت دول وحكومات وملوك الطوائف في كل الشقين من تركستان. وكانت لمنطقة تركستان دولة النبلاء والأشراف عرفت بالتورانيين. التورة النبيل بالتاء وليست بالطاء كما يكتبها بعض المؤرخين.

وقد فند الدكتور محمد علي الباز بحثه القيم ونادر الوجود خدمات تركستان قديما إلى ساحات عدة وأتى بنتيجة بحثه الثمين هذا بأنه أقوام البدو وفي التركستان الشرقية بشدة بأسهم وبسالتهم أصبحوا عمادا جيوش الدول الإسلامية وما أن تمت لهم السيطرة على القوة العسكرية حتى صاروا أمراء وسلاطين وللدكتور محمد علي الباز الفاضل أياد بيضاء نقية نحو أمة الترك في تركستان الكبرى عبر كتابه (المسلمون في الاتحاد السوفيتي) في جزأين. ومحاضرته القيمة سنة 1408 هـ في اسطنبول وبحثه الثمين (نظر لإسهام التركستان الشرقية في تاريخ الإسلام)

تركستان الكبرى وتقسيمها بين روسيا والصين

تركستان الكبرى وحدودها الدولية الآن تنحسر في مساحة تقدر بما يقرب من ستة ملايين كيلومترا مربعا. تنقسم إلى قسمين تركستان الشرقية وتركستان الغربية وكيف كان تقسيمها بين الدولتين العظيمتين؟؟؟ بعد أن تكالبت عليها القوة الجائرة منذ أمد بعيد حيث هجمات الصين عليها تمتد إلى عدة مئات من السنين الخوالي. ولم تكن روسيا القيصرية أقل طمعا من الصين وكأنهما في سباق للنيل الأكبر مساحة ممكنة عن التاريخ ولكن مشغولية روسيا القيصرية في آفاق سيبيريا وإدراك دقائقها أحزنها لسنين عديدة من الوصول إلى مناطق خصبة واهلة بالسكان في آسيا الوسطى عندما استولت روسيا على مناطق جبال أورال وبلاد التتار سنة 1730 م بمنبت إلى بلاط التور التي كانت في نظير روسيا جرس الأنظار ضدها في دخولها إلى ماوراء النهر في فرصة مواتية قضت عليها من منطلق الشراسة والنهم ثم قدمت إلى قازاقستان (الخوارزم) قادمة من مرتفعات سيبيريا وإن خوارزم قازاقستان الآن تشكل مايقارب الثلث من مساحة تركستان بأجمعها حيث تقدر مساحتها لوحدها الآن بأكثر من مليونين وسبعمائة ألف كيلومتر مربع وإن طولها من حدود منغوليا شرقا إلى سواحل بحر قزوين تقدر بأكثر من

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير