تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثلاثة آلاف كيلومتر وكانت هناك في الغرب الشمالي إمارات قازاقية ومن أشهر مدنها آنذاك كاسان وجمكت بالغرب من صوفية طاشكند شمالا، وأما البقية الباقية من سهول آسيا الوسطى التي عليها الآن أربع جمهوريات إسلامية: أذبكستان، وتركمنستان، وتاجيكستان، وقرغزيا تشكل ما يقرب من مليون كيلومترا مربعا فقط. وقد استولت روسيا القيصرية على براري وسهول قازاقستان في حوالي منتصف القرن الثامن عشر الميلادي. وكانت سهول فرغانة بما فيها بخارى وسهل فرغانة وقرغزيا وبلاد تاجيك وتركمان تحت حكم إمارات محلية مثل إمارة بخارى، وجنوة، وقوقند وكانت طاشكند وسمرقند. تحت إمرة أمراء البلاد من سليل النبلاء والأشراف غاطين في كر الملذات وأحضان القيان مشغولين بالتغني للتاريخ الماضي ولم تكن هذه الإمارات والسلاطين الحكام في مأمن عن بعضهم البعض وعن هجمات روسيا القيصرية ولم يأخذ الأمر بالجدية وبالاستعداد للتصدي على أعداء بلادهم بل بلغ عند بعضهم السفه مثل ما جاءه من يخبره بأن جنود قيصر دخلت كاسان وهي مدينة بعيدة عن طاشكند قال له ابن هذه المدينة وكم يبعد عما قال الرجل يبعد عنا بمسافة شهرين بالدواب فأجابه بكل سفه، مالي حاجة في بلد تبعد عني بهذه المسافة فليأخذها قيصر (28) وذلك في النصف الأول من القرن التاسع عشر. ولم يأت سنة 1860 م إلا وقد داست روسيا القيصرية مدينة طاشكند وسمرقند في سهل فرغانة وبلاد تركمان وقرغزيا وهل الدولتان روسيا القيصرية والصين اتفقتا مسبقا بتقسيم تركستان الكبرى بينهما بثلثين روسيا للصين فكانت منطقة تركستان الكبرى من نصيب الصين تبلغ مسحتها لأكثر من مليونين كيلو مترا مربعا بينما استولت روسيا القيصرية بالإضافة إلى خوارزم قازاقستان بما يقرب من أربعة ملايين كيلو مترا مربعا من أخصب الأرضي الإسلامية بأنهارها الخمس وأحواضها المتعددة منها بحيرة أورال ونهري جيحون وسيحون وزرفشان وإرتيش الأخيرة تشكل شريان النقل الداخلي من الشرق إلى الغرب تحجز البواخب عبابها إلى أكثر من ثلاثة آلاف كيلو مترا من منابعها من جبال آلتاي إلى مصبها في بحر قزوين وهناك لأكثر من عشرين نهرا بمختلف الأحجام والأبعاد.

وأما التركستان الشرقية تختلف كثيرا في المناخ بالنسبة للتركستان الغربية حيث أن الشرق أجدب أفقر وفيها صحارى وجبال والغرب أخصب وكلها سهول منبسطة ذات محصول وفير غير أن روسيا القيصرية زادت من طمعها وضحت إليها مناطق شاسعة تحص الشرق في السبعينات من القرن الماضي ثم أعادت ولاية عرلجافنط وابتعت لنفسها مدنا أهلة بالسكان ومنابع الحياة تقدر مساحتها بثلاثة مائة ألف كيلو مترا مربعا من خيرة الأراضي الخصبة ومن مدنها آلما آتا ويشكله وأوش وتوقماق وأتوبيش وباركت بالتتجي ودنارين وبين أحواضها بحيرة بالتاش والسؤل وقد ألمحنا بالموضوع في مقدمة هذه الكلمة. ونحن لا نحمل حق الجيرانيا وهم اخوة له نطلب ودهم بأي ثمن.

كانت التركستان الغربية تعيش منقسمة إلى عدة خانات وحكومات وإمارات كما أسلفنا وكذلك الحال في التركستان الشرقية فهناك خافية خفت تحت رئاسة عبد الرحمان خان غوجام وإمارة كوجار طورفان تحت قيادة الشيخ راشد الدين خان وإمارة كاشغر تحت قيادة صديق بك قرغز وخافية أولى خليطا من الحكام من مسلمي الصين والفينيقين والحنطين، وغولجا وبها حكومة محلية تشمل كلا من ولايتي جوجك والثاني، وكانت ولاية قمول تحت وصاية متصرفة إقطاعية أمثال منصور .. ثم منصور وانك في أوائل قرننا هذا ولم تكن لصينيين وجود يذكر الأمن أشخاص يديرونه محلات الربا والرهائن ويشتغل بعضهم بالفلاحة وأما الإدارات الحكومية تدار وكالة على أن الكوادر الصينية المتناثرة معرفة للإبادة من قبل الأهالي إذا شاءوا أو من بعض الحكام أمثال راشد الدين خان بدأ يثير القلاقل للهيمنة على ولاية كاشغر متحد صديق بك من إمارة خوقند فاستجاب لطلبه وأتى شيخ التصوف ولي خان تورة بمعية أمن صبة المحنك ولم يكن هذا الأثر إلا يعقوب بك.وكان معهما أربعمائة فارس وما هي إلا أيام قضى على صديق بك فاستغل ولي خان تورة بولاية كاشغر ثم لعب النار في يعقوب فدبر خطة لإرسال ولى بعمته ولي خان إلى الحج فتم لله ما أراد واستقل يعقوب بك في الحكم وذلك سنة 1871 م، ثم قضى على إمارة ياركند وزج بأميره السجن ثم قتله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير