تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الشعب ولاسيما المسنون منهم بدأوا يهتمون بدور العبادة من مساجد وديوانات شخصية يتكلم الواحد منهم من حيث يدري ولا يدري عن عبادة وعقيدة وعلم، ولكن بشكل بطيء لا تأثير له ولا يغير شيئا من حياة أمتنا في المنظور القريب. وهناك بعض الأبنية ذات صلة بتاريخ البلاد وثقافتها القديمة كمدرسة أواوغ بك في بخارى وكوكلداش في طاشكند أعيدت بنائها أو رممت وأكملت المهدم منها اعتقد أنه كإحياء للتراث وليس كعودة للدين والعقيدة. بينما نرى ونسمع من كثير من كبار السن يرجون أن يبدأوا شبابهم وشاباتهم الرجوع إلى حظيرة الدين والعقيدة ولكن العمل ضعيف جدا جدا. والمبعوثون من الشبان والشابات إلى الدول الإسلامية للدراسة قليل جدا بالنسبة لبلد مترامية الأطراف يربو عدد سكانها أقصد سكان الجمهوريات الخمس عند خمسة وأربعين مليونا من المسلمين.

ورب سائل يسأل أن الاتحاد السوفيتي آخذ في حينها للاهتمام بالتعليم والتربية والحال هذه كيف تفسرون حالة المسلمين في آسيا الوسطى. نقول أن الاتحاد السوفيتي اهتم بالتعليم والتربية وبالدرجة الأولى لأبناء السلاب وفي حدود روسيا المسكوفية وأما جامعة طاشكند الحديثة. وكذلك عدة جامعات في أنحاء البلاد اتخذت للدعاية ولتعليم أبناء شعوب مبتعثة من خارج البلاد لبث تعاليم ماركس ولينين وستالين بجانب علوم وفنون مقننة وذلك خدمة بل عملا جادا الضرورة لترسيخ قواعد ومرتكزات الشيوعية العالمية وتدخل في هذه المجال والقصد بعض أبناء آسيا الوسطى بنين وبنات من أسر معلومة محدودة وحسب حاجة النظام لخدماتهم كواجهة من كفاءات وطنية فيبقى أبناء الشعب في معسكرات السخرة للعمل والإنتاج كأي آلة لا إرادة لها.

فالجمهوريات الخمس الإسلامية في حاجة إلى الكوادر الإدارية والأطباء والمدرسين وجيولوجيين والمحاسبين ورجال الاقتصاد والمخططين لمستقبل البلاد والعباد ولم تزل هذه المراكز مشغولة بالكوادر الروسية من دار رئاسة الجمهورية إلى كشك الوجبات الخفيفة واللغة الروسية أصبحت لغتهم المتعارف عليها وكأن لغة قومهم من اللغات الوافدة إليهم حتى في صالات الطعام في الفنادق والأسواق الحكومية متعددة الأدوار وبدون مبالغة الطفل يبدأ اللغة الروسية حياته من فم والدته إلى أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في آخر حياته وأن أقواما وتجمعات شعبية في قازاقستان وقرغيزيا لم يعرفون شيئا عن لغة قومهم. وأما البطالة في البلاد أتت عن قفل روسيا مصانعها الحربية وتسريح العمال وسحب مهندسي هذه المؤسسات إلى روسيا وما أكثر هذه المصانع المقفولة المهجورة وضخامتها. وأما الفقر في البلاد بالدرجة الأولى من ضالة الأجور وانعدام العمل وقلة المشاريع المستقبلية. وانعدام المصانع للحاجات الضرورية اليومية لحياة الشعب من نسيج والأواني المنزلية والمفارش والملابس والمعلبات من الأطعمة والصابون وأدوات التجميل والعطورات وأوراق أو مناديل صحية وورق الطباعة وأدوات مدرسية ووسائل تعليمية والأجهزة الالكترونية حتى الصلصلة ليس لها مصنع في البلاد ولا أظن هناك مصنعا لابرة الخياطة. وشفرة الحلاقة. فطل هذه الضروريات اليومية مستوردة ـ إن وجدت ولم تزل حاجة الناس في الازدياد يوما عن يوم فعلى هذا تزداد الأسعار لسائر السلع الضرورية والأغذية ونرى في الأسواق جاكيتات سورية ومعلبات مصرية وصوابين عربية وساحيق لبنانية فرنسية وجزم صينية وفانلات داخلية سورية وتركية حتى رأيت برتقال نفرتيني المصرية بالكراتين. ولم نرى سوقا واحدا أو معرضا للمنتوجات المحلية إلا الأصواف والجلود والألبان ومشتقاته عارية ومعرضة لأي تلوث بيئي. والفواكه المحلية والخضروات وملابس تقليدية قديمة يأخذها الأجانب من الزوار.

حاضر التركستان الشرقية الدامية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير