تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حمل كتاب.:: زاد المسير إلى فقه الشيخ حسن بن عبد الستير::. pdf

ـ[أبو زياد محمد آل يعقوب]ــــــــ[08 - 07 - 10, 10:06 م]ـ

.:: زاد المسير إلى فقه الشيخ حسن بن عبد الستير::.

http://ia360700.us.archive.org/21/items/abozyad_1000/zad.gif

الحمد لله الموصوف بنعوت الكمال، المنعوت بصفات الجلال، وصلى الله على نبينا محمد الهادي إلى فضائل الأعمال، وعلى آله وصحبه النجوم العوال، وسلمَ تسليما كثيرا مزيدا ما تعاقبت أيام و ليال، أما بعد:< o:p>

فإن الله قد قسَّمَ الأرزاق تقسيما؛ فمن الناس من كان حظه سعة في الأموال، ومنهم من كان رزقه كثرة في العيال، ومنهم من أوسع الله في إكرامه، ووصله بسابغ إنعامه، فكان حظه من الرزق علما، ومن السعة فهما، فهؤلاء هم صفوة الخلق وأشدُّ النَّاس معرفةً بالحق، وهم ورثة الأنبياء، وخيرة الأولياء، علموا أن تحصيل العلم الشرعي أولى ما صُرِفَت إليه الأنظار، وفنيت فيه الآجال و الأعمار، فشمروا عن ساعد الجد، وتسلحوا بسلاح العمل والكد، فاستبدلوا بالنوم سهرا، والدعة تعبا، فهؤلاء أولى بالنَّاسِ أن يعرفوا قدرهم، ويحفظوا فضلهم، فيقتفوا أثرهم، ويلزموا غرزهم، فهم الوارثون ورثوا الأنبياء و المرسلين جيلا بعد جيل منهجًا و عقيدةً و عملا و سلوكًا، فهما و تطبيقا، يُحاربون المحدثات إفراطا و تفريطا، يعلِّمونَ النّاس شريعة الرّحمن، وسبيلَ أهل الإيمان، خيرُهُم من تعلّم و علّم القرآن، وأنضرهم وجها من حدا حديث سيّد ولد عدنان، فيعلمون محكمَه و متشابهَهُ و ناسخَهُ و منسوخَهُ وصحيح الأثر من ضعيفِه، يميزون بين المناطات، يعلمون العام من الخاص، أولئك هم الفقهاء الذي دعا ببلوغ مرتبتهم و نوال شرفهم رسولُ الله صلّ اللهم عليه وسلّم لحبرِ الأمّة و فقيهها و مفسرها أبي العبّاس ابن العبّاس ابن عمّ خير النّاس فنعمتِ المنزلة منزلتهم، والفضيلة مكانتهم، يرفعون الجهل عن عقول المكلفين، ويبسطون الخيرَ و النفعَ و النّور، علمٌ شريف بشرفِ مادَّته ورفيع برفعة مصدرِه ودقيق بدقّة آلته، أصولٌ وقواعد وضوابط ومقاييس استنبطها العلماء، نهلوها من مشكاة النبوة وأخذوها من فهم سلف الأمّة فبارَكَ الله في الفقه و أصوله و قواعده و فروعه، وبارك في معلمي الناسِ الخيرَ، من هؤلاء الآخذين بحظهم شيخ جليل اسمه النعماني، شيخ وقور صالح حسن علم اسم وحسن فيه يجتمعان، تربينا على علمه فهو العالم الرباني، صاغ العلوم الفضيلة في مجلس عاجت له الركبان، مجلس توحيد وفقهٍ وتفسير وسيرةٍ فأنعم به الخلاّن، بارعٌ في الفقه مُأصِّلٌ لكل مسألةٍ ما قضى به على كل ذي زيغان، منهجه سديد واضح قريب لكل ذي فهم عليه بركة الرحمن، منهجه أضاءت به القلوب وأينعت بعد خرابٍ وفاحت بمسكه الريحانِ، فقُم بنا نعلم و نعمل بضياء منهج النعماني، وهذا زاد مسيركم إخواني إلى فقه شيخكم الرباني، فلتحرصوا على ما فيه من خير ولا يصدكم عنه وسواس شيطان، بأنه من فعل الصغير أو قام به أحد الأقران، ولا بأس أن يسمع الفاضل من المفضول، فيصحح له ما يقول، وذاك منكم مأمول، والله وحده المسئول أن يوفقنا فيما نقول، وأن يغفر لنا الزلل، ويصلح ما في البحث من خلل، ويجعله عتاداً إلى مجيء الأجل (1). < o:p>

سبب الكتابة في هذا الموضوع (2): < o:p>

1- فقد روي عن النبي r، من حديث جابر بن عبد الله t، أنه r قال: " خير الناس أنفعهم للناس " (3) فمن هذه البابة أكتب هذا البحثَ بحثًا عن الخيرية، وبغيةً لنفع إخواني لعلي أنال دعوةً بظهر الغيب منهم، فأقدمه لإخواني الجدد في مجالسنا عساهم ينتفعون به فيكون في ميزان حسناتي.< o:p>

2- كما أني من أول يوم حضرت فيه مجالس شيخنا أبي عمر – حفظه الله – سمعته يقول حكاية عن الشافعي – رحمه الله –: " اللَّيث أفقه من مالك " ثم قال - حفظه الله -: لكن اندثر مذهب الليث – رحمه الله – وضاع، وانتشر مذهب مالك؛ لأن مالك، وأبا حنيفة، والشافعي، وأحمد، قيد الله لهم من يحفظ مذهبهم ويحرره وينشره ما بين الناس (4).

فعزمت من وقتها أن أكون كطلاب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد – رحمة الله عليهم جميعا – محافظا على علم شيخي، ناشرا له، مقربا له بين يدي إخواني. < o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير