وكتَبَ سماحةُ الشّيخ العلاَّمة عَبدالعزيز بن باز رسالةً نشرت في إحدى الصحف جاء فيها: "من عَبدالعزيز بن عَبدالله بن باز إلى حضرةِ الأخ المكرَّم الشّيخ زيد بن عَبدالعزيز بن فيَّاض - وفقه الله وتولاه، آمين - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعدُ، يا محبُّ قرأْنا في الصحف المحليَّة خبرَ نقْل امتياز جريدة اليمامة إلى فضيلتكم فَسرَّنَا ذلك، وإنَّنا لنُهنِّئكم بذلك، ونسأل الله أن يُوفِّقكم ويعينكم، ويأخذ بيدكم إلى الحق، كما نسأله - سبحانه - أن تكونَ هذه الصحيفة منبرَ حقٍّ، وأداة إصلاح، وداعية خير ونصح وإرشاد، إنَّه سميع قريب، والله يحفظكم، والسلام".
يقول الشّيخ - رحمه الله -: "توليتُ رئاسةَ تحرير صحيفة اليمامة بعدَ انتقالها إليَّ، وبعد سنةٍ من انتقالها إليَّ حولتها إلى صحيفة نِصْف أسبوعيَّة، وقد حرصتُ على توجيهها توجيهًا إسلاميًّا يهتمُّ بقضايا المسلمين وأحوالهم، وكنت أكتبُ الافتتاحية، وأُعالِج في كلِّ عدد الموضوعَ الذي أرى منه خِدمةَ الإسلام والمسلمين، وقد أدَّتِ الصراحة التي كنت أكتبُ الموضوعات لها إلى بعض المواقف الطريفة والمشكلات معًا.
وبقيتُ رئيسًا للتحرير إلى أن صدر نظامُ المؤسَّسات الصحفية، فتحوَّلت الصحيفة إلى مؤسَّسة اليمامة الصحفية.
وبعد أن تمَّ نقْل امتياز جريدة اليمامة إليه، تغيَّر طابعها وكتَّابها، وعاشتْ حتى تحويل الصحف إلى مؤسَّسات في 1/ 11/1383هـ[9].
وقد أثارتْ عددٌ من المقالات التي كتَبَها آنذاك ضجَّة، ومنها المقالة الشهيرة "أحْرقوا المسجدَ الأقصى"، وتطرَّق فيها إلى كمال أتاتورك، وذَكَر أنَّه من اليهود الدونمة، وفَضَح فيها مؤامراتِ اليهود على المسلمين، وتسبَّبت هذه المقالة في فصلِه عن العمل، ومنعه من الكتابة في الصُّحف بسبب وشاية المغرضِين، ومن المقالات - أيضًا - مقالات عن الدروز، ونقده لكتاب "أصول العالَم الحديث" المقرَّر في المدارس (المرحلة الثانوية)، حيث كان لهذه المقالة أصداءٌ واسعة ترتَّب عليها منعُ الكتاب من التدريس في وزارة المعارف.
وبعد استقالته في 30/ 4/1383هـ - وذلك للتفرُّغ للصحافة - تقدَّم إلى الملك فيصل بن عَبدالعزيز - رحمه الله - لطلب مَنْح امتياز مؤسَّسة صحفية إسلاميَّة باسم "المنار"، ولكنه لم يتحصَّل على ما أراد.
إنشَاءُ صَحِيفَة الدَّعوَة:
وجَّه سماحةُ العلاَّمة الشّيخ محمد بن إبراهيم آل الشّيخ - رحمه الله - خطابًا في 15/ 2/1382هـ إلى الشّيخ زيد - رحمه الله - جاء فيه: من محمد بن إبراهيم إلى المكرَّم فضيلةِ الشّيخ زيد بن عَبدالعزيز بن فيَّاض - سلمه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
غير خافٍ عليكم أنَّ النيَّة قد اتجَّهت إلى تأسيس مؤسَّسة صحفية تصدُر عنها صحيفة أو أكثرُ، تكون لسانًا لطلبة العِلم في بيان أسرارِ التشريع وحِكمه، والردِّ على مَن يتجاوز به لسانُه أو قلمُه، فيقول في الدِّين برأيه أو بهواه، ممَّا يتنافَى مع المقتضيات الشرعيَّة، وحيث إنَّكم تعرفون ما نحن فيه من الشُّغل الشاغل المستغرِق لجميع أوقاتنا، وحيثُ إنَّ هذه المؤسَّسة يتطلَّب الشروعُ في تأسيسها وقتًا كافيًا لدراستها واستقصاء كافَّة ما يتعلَّق بتأسيسها من جميع جوانبها الكيفيَّة والفنيَّة، والإداريَّة والماليَّة، وحيث إنَّ أوقاتنا ليس فيها متَّسع كافٍ لذلك، ولثقتنا فيكم وفي مجهودكم الشخصي، فإنَّنا نُبلِّغكم أنَّنا قد شكَّلنا لجنة مُكوَّنة منكم، ومن الشّيخ عَبدالعزيز بن عَبدالمنعم، والشّيخ عَبدالله بن منيع، والشّيخ صالح اللحيدان؛ لدِراسة هذه المؤسَّسة وتَقصِّي كافَّة مستلزماتها من جميع جوانبها الكيفيَّة والفنيَّة، والإدارية والمالية.
فاعتمدوا - بارك الله فيكم - تنفيذَ رغبتنا، وموافاتنا بقرار وافٍ عمَّا ذكَرْنا، ونحن على استعداد لاتِّصالكم بنا، وبَحْث أيِّ نقطة تَعرِض لكم، وترغبون رأينا فيها، وأسأل اللهَ لنا ولكم التوفيقَ والسداد، وأن يجعلَ العمل خالصًا لوجهه الكريم.
والسلام عليكم.
فَترَةُ المنعِ مِنَ الكِتَابَة:
أولاً: مقال بعنوان "أحرقوا المسجد الأقصى":
¥