تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد اطَّلع أعضاءُ المجلس الاستشاري على كلمتكم، فتأثَّروا بها، وكتبوا لمعالي وزير المعارف في الكتاب المذكور، وفي التاريخ الإسلاميِّ، الذي هو من مؤلَّفات مؤلِّفي أصول العالم الحديث، وقد وجدوا فيها ما لا يُرتَضَى من الفِكَر المسمومة التي تصف غزواتِ أصحاب الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأنَّها لعوامل اقتصاديَّة، وشغل المسلمين عن السياسة الداخليَّة للخليفتَين الراشدَين أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما.

وحقًّا إنَّ ذلك لمنَكرٌ عظيم، وانحراف شديد، وسوء ظنٍّ بأفضل هذه الأمَّة، والله المستعان، ونسأله - سبحانه - أن يَكْبِت أعداءَ الإسلام وأنصارهم، وأن ينصر حزبَ الحق وأولياءهم، وأن يَهدينا وسائرَ المسلمين إلى صراطه المستقيم، إنَّه على كلِّ شيءٍ قديرٌ، والسلام.

وكتب الشّيخ/ عَبدالعزيز بن ناصر الرشيد - رحمه الله - رئيس هيئة التمييز آنذاك خطابًا إلى الملك فيصل - رحمه الله - جاء فيه:

صاحب الجلالة إمام المسلمين الموفَّق، أيده الله بنصره، آمين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبكلِّ أدب واحترام، أتقدَّم إلى جلالتكم شافعًا، ومتوسِّلاً إلى جلالتكم بما عرفتُه عنك من حِلْم، وصَفْح، وأناة لشخص عرفتُه تلميذًا نجيبًا، وأستاذًا ناجحًا، وعضوًا في الإفتاء، ثم في رئاسة القضاء، ثم كاتبًا لم نعرفْ عنه إلاَّ الخيرَ والنوايا الطيِّبة، ذلك الشخص هو "زيد بن فيَّاض"، ولا يخفاكم ما في العفو عندَ المقدرة، ثم هو ابنُكم الذي يترسَّم ما تُشيرون إليه، إنَّه لم يأت الموضوع الذي طَرَقه عن قصْد، وإنما استطرادًا على أنَّ مصطفى كمال هو مَن تعرفونه، ابتليت به أمَّتُه كما ابتلي بعضُ العرب ببعض زعمائها، غير أنَّ الشيء الذي يُسيء إلى العِلم لا ينبغي للإنسان أن يطرقَه، فهي هفوةٌ غير متعمَّدة، فأرجوكم العفوَ عنه، وإعادته إلى عمله، أطال الله في عُمركم، وسدَّد خطاكم، ووفَّقكم لِمَا فيه صلاح الإسلام والمسلمين.

رئيس هيئة التمييز:

عَبدالعزيز بن ناصر الرشيد:

وفي خطاب من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، جاء فيه:

إلى صاحب المعالي الشّيخ/ حسن بن عَبدالله آل الشّيخ وزير المعارف في المملكة العربية السعودية الموقَّر.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إنَّنا أعضاء المجلس الاستشاري للجامعة الإسلاميَّة في المدينة المنورة المجتمعِين في دورته الخامسة في شهر صفر الخير 1389هـ، نرى من واجبنا في الأمانة والتبليغ أن نرفعَ إلى معاليكم أنَّنا في خلال اجتماعنا في هذه الدورة اطَّلعنا في جريدة البلاد على ما كتبه الشّيخ/ زيد الفيَّاض نقدًا لما جاء في كتاب (أصول العالم الحديث)، الذي وُضِع بأيدٍ وأقلام سعودية هنا في المملكة العزيزة؛ لتدريسه لطلاَّب السنة الأولى من التعليم الثانوي، واطَّلع عدد منَّا شخصيًّا على ما جاء فيه من الأمور المنافية للإسلام، ولا سيَّما في الصفحات 25 - 144 وسواها منه، حيث يُقرِّر الكتاب للطلاب أنَّ أكبر الملاحدة الهدَّامين في العالَم الحديث الأجنبي، مثل كارل ماركس، وأمثاله من قادة الشيوعيَّة والإلحاد، هم الذين حملوا رسالةَ الرحمة والإنسانيَّة لإنقاذ العمَّال والمظلومين والبؤساء، ونحو ذلك ممَّا يُضلِّل الناشئة الإسلامية، ويُحبِّب إليها أشخاصَ قادة الشيوعية والإلحاد، عن طريق مدْح آرائهم، ووصفهم بأنَّهم رجال الإنسانية والرحمة؛ لإنقاذ البشرية، وأنهم هم المصلِحون.

وكذلك رأينا في كتاب "التاريخ الإسلامي" للمؤلِّفين أنفسهم، وهو من مقرَّرات السنة الثانية الثانوية تضليلاتٍ خطيرةً، مثل تفسير الجهاد الإسلامي والفتح في عهد أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - بأنَّه كان لعواملَ اقتصادية، ورغبة منهما في إلْهاء المسلمين عن السياسة الداخلية، وأمور الخِلافة الإسلاميَّة (كما يرى في الصفحة 65 وسواها منه)، وقد استغربنا جدًّا أن يوجد في المملكة أمثالُ هذه الكتب التدريسيَّة للطلاَّب الناشئين الأغرار في غضاضة حداثتهم، هدَّامين لتراثهم وتاريخهم؛ اتباعًا للمفتونين بالمذاهب الهدَّامة، فإنَّ نشوء جيل من هذا القبيل هو المَعاوِلُ الفعَّالة لتقويض الممالك والدُّول والأديان من الداخل بأيدي أبنائها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير