فأداءً لواجب أمانتنا نسترعي نظرَكم الحالي إلى هذا الخطر الرهيب؛ لتتداركوه بما ترونه من حَزْم وجزْم، وصيانة للقِيَم الإسلاميَّة في معقل الإسلام وموئلِه، ومنعًا للسوس أن يَنخرَ في الجذور، هذا مع الرَّجاء بألاَّ يُسمح بتدريس أي كتاب في جميع مدارس المملكة قبلَ أن يُعرض على لجنة من علماء موثوق بسلامة عقيدتِهم الإسلاميَّة، وفَّقكم الله - تعالى - إلى ما فيه الخيرُ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وفي خطاب كتبه الأستاذ الأديب/ أحمد عَبدالغفور عطَّار - رحمه الله - جاء فيه:
إلى المجاهد الكاتِب الإسلامي القوي الأستاذ زيد بن فيَّاض - أيَّده الله، ومدَّ في عمره - سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته، وبعد:
فقد قرأتُ اليوم الحلقة الأولى من مقالِك العظيم بجريدة البلاد، تحت عنوان "أخطاء في كتاب"، وسعدت بغَيْرتك وإخلاصك لدِين الله حقَّ الإخلاص.
كان كلٌّ منها يحرس بلده، ويحمي دِينَه، وكل ذخائره وآدابه، وسلوكه وأخلاقه؛ تطوعًا واحتسابًا لله، وخُضْنا المعركة بأرواحنا وأموالنا، وبكلِّ نِعمة أنعم الله بها علينا، ومِن أعظمها نعمةُ العِلم النافع، والبيان الواضح.
إنَّ هذه الحال الكاذبة تقضُّ مضاجعَنا، ولكن، ماذا نصنع؟
أهذه الصَّرَخات التي نُرسلها تصل إلى الأسماع، لا والله.
إنَّنا مخلِصون لدِيننا، وإخلاصُنا لدِيننا يفرض علينا أن نُجلَّ حكَّامنا، ولو كانوا غائبين عنَّا، أو كنَّا بعيدين عنهم.
فلو أنَّ سماحتَه ورجال العِلم أوصلوا إلى الملك فيْصل هذه الأباطيل، لوَثَب الملك فيصل، وقَضَى عليها.
على أيِّ حال، الله يَجْزيك عن جهادك - يا أخي زيد - الخيرَ كلَّه، وأبتهل إلى الله أن يؤيِّدك برُوح منه، ويُعزُّ دِينَه بجهادك الصادق، ويُعلي كلمتَه بإصرارك على محاربة الباطل والفساد، وينصرك نصرًا عزيزًا.
أخي زيد، أرجو أن تُحسن إليَّ ببعث نسخة إليَّ من الكتاب الذي نهضتَ لمحاربة فساده وأباطيله وأكاذيبه - وما أكثرَ ما تفضلتَ عليَّ! - وإنِّي لك من الشاكرين.
ويعلم الله أنَّ شوقي إليك لعظيم، وأودُّ أنَّ أسعد بك، وأدعو الله أن يجعل لقاءنا قريبًا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مَكَّة المكَرّمَة
الخَميس 14/ 2/1389هـ
أخُوك/ أحمَد عَبدالغفور
الأعمَالُ الّتي تَوَلاهَا:
وقد تولَّى - يرحمه الله - بعضَ الوظائف، حيث عمل فورَ تخرُّجه من كلية الشريعة عضوًا بدار الإفتاء، وذلك في 13/ 11/1376هـ بترشيح من سماحة الشّيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - وكان سماحتُه يعتمد في الفتيا على خمسة من أبرز طلاَّبه، وكان الشّيخ زيد - رحمه الله - مِن ضمنهم [10].
ثم رَغِب في التدريس، حيث انتقل إلى التدريس بالمعهد العلمي، وذلك في 20/ 4/1377هـ.
وفي 1/ 4/1380هـ نقل إلى التدريس بكلية العلوم الشرعيَّة بالرياض.
وفي 15/ 5/1380هـ استقالَ من المعاهد والكليات، وفي 9/ 7/1381هـ صدر قرارُ مجلس الوزراء بناءً على ترشيح رئيس القضاة، ورئيس المعاهد العلمية والكليات بتعيينه عضوًا في رئاسة القضاة، مع استمرارِه في التدريس، حتى نهاية السنة الدراسيَّة.
وتمَّ ترشيحُه مساعدًا لرئيس المحكمة الشرعيَّة الكبرى بالرياض، وذلك عام 1383هـ، واعتذَر عن ذلك، وفي 14/ 10/1381هـ انتقل إليه امتيازُ صحيفة اليمامة، واضطلع برئاسة تحريرِها أيضًا، حتى تحوَّلتْ إلى مؤسسة صحفية مع الصُّحف التي حُوِّلت إلى مؤسَّسات صحفية، اعتبارًا من 1/ 11/1383هـ، وفي 30/ 4/1383هـ استقالَ من عضوية رئاسة القضاة للتفرُّغ للصحافة.
وحوَّل صحيفة اليمامة من أسبوعية إلى نِصْف أسبوعية، وكان ينوي تحويلَها إلى يوميَّة، وصدرت موافقةُ وزارة الإعلام على ذلك في 22/ 10/1382هـ، إلاَّ أنَّ تحويل الصحف إلى مؤسَّسات صحفية حالَ دون ذلك، وفي 21/ 9/1385هـ أُعيدت خِدْماته، فعمل مساعدًا لمدير عام المكتبات بوزارة المعارف، ومسمَّى الوظيفة "كبير المفتشين"، ثم صدر قرارُ وزير المعارف في 14/ 12/1385هـ بتعيينه مديرًا عامًّا للمكتبات.
وفي 9/ 5/1401هـ انتقل من وزارة المعارِف إلى جامعة الإمام محمَّد بن سعود الإسلاميَّة، بطلب من مديرها - آنذاك - معالي الدكتور عَبدالله التركي [11].
¥