تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا ارْتَفِعِي ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا ثُمَّ تَجْرِي لَا يَسْتَنْكِرُ النَّاسَ مِنْهَا شَيْئًا حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا ذَاكَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَيُقَالُ لَهَا ارْتَفِعِي أَصْبِحِي طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِكِ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَدْرُونَ مَتَى ذَاكُمْ ذَاكَ حِينَ (لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا) ". رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، واللفظ لمسلم، زاد البخاري: " فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) ".
* وكما تجري الشمسُ وتسجدُ، كذلك القمرُ:
قال الله تعالى: (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) (الرعد:2) وقال: (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ) (فاطر:13)، وقال سبحانه: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) (الحج:18) (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يس:40).
* وسبق في الوجه الرابع والثلاثين: الفرق بين حساب أوقات الصلوات، وحساب دخول الشهر وخروجه. وسبق في الوجه الخامس والعشرين: فقرة (14) أخطاء الْحُسَّاب في ضبط مواقيت الصلوات معروفة، والتقاويم وبرامج الحاسب الآلي المعدة لحساب وقت الصلاة بينها فروق واضحة في التوقيت، ولهذا قال العلماء: لا ينبغي أن تناط بالتقويم أوقات الصلاة والصيام. فراجعه فإنه مهم. والله أعلم.
* وصدق الله عز وجل: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) (الإسراء:85)، والله أعلم.
ـ[الدسوقي]ــــــــ[29 - 07 - 10, 05:00 م]ـ
الوجه الثاني والأربعون: مَن دعا إلى اعتماد الحساب في النفي أو الإثبات من الفلكيين فإنه يكون قد تركَ ما أُمِرَ به من إعداد القوة، وانشغل بمعارضة صاحبِ الشرعِ فيما خَصَّهُ اللهُ به:
* قال الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) (المائدة:3)
* وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَانَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكُمْ فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ بِهِ، فَإِذَا كَانَ مِنْ أَمْرِ دِينِكُمْ فَإِلَيَّ " رواه أحمد (3/ 152) وسنده صحيح.
* وبدل أن يُعِدُّوا القوة التي أَمَرَ اللهُ تعالى بها في قوله: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) (الأنفال:60) وبَيَّنَها الرسولُ صلى الله عليه وسلم: فعن عُقْبَةَ بْن عَامِرٍ قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: " {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ ". رواه مسلم في صحيحه.
فينبغي على الفلكيين أن يشاركوا في صنع طائرات وصواريخ ترمي الأعداء وتردعهم، وأنظمة دفاع جوي، وصواريخ مضادة للصواريخ، وأقمار صناعية؛ تحرس المسلمين وديارهم وتُيَسِّر التواصل بينهم وتتجسس على أعدائهم وتردّ صواريخهم وقاذفاتهم عنا، فإنه ليس لهم أن يعلونا؛ وبدل ما سبق ونحوه من إعداد القوة؛ انشغل بعضُ الفلكيين ومن اغتر بهم بمعارضة صاحب الشرع فيما خَصَّهُ اللهُ تعالى به من بيان أركان الإسلام وحدود الله، ومنها بداية فريضة صوم رمضان ونهايتها، وقد بينها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أوضحَ بيان بقوله وبفعله، وبتركه صلى الله عليه وسلم هو وخلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم الحسابَ الفلكي في الصوم والإفطار. فعلى الفلكيين ومَنْ قلَّدهم واغترَّ بهم أن لا ينازعوا الأمرَ أهلَهُ، وأن ينشَغِلوا بما يجب عليهم مما سبق ذكره، هدانا الله وإياهم لما اختُلِفَ فيه من الحق بإذنه، والله المستعان وإليه المشتكى وعليه التكلان.
ـ[الدسوقي]ــــــــ[10 - 08 - 10, 04:50 م]ـ
... وصدق رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلَالَ وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ ".
¥