تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أهداها ويقول في تواضع النبوة: (لو دعيت إلى كراع لأجبت ولو أهدي إلي ذراع لقبلت) يجالس الفقراء والمساكين .. يؤاكلهم ويقول: (أبغوني ضعفائكم إنما تُنصرون وترزقون بضعفائكم) ويعلنها في إخبات وتواضع (اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين) تواضع لما زاده الله رفعة كذاك جليل القدر جم التواضع لهديه انهض فهو بالمتابعة الخبر الجزء المتم الفائدة عليه صلى الله ثم سلم وآله وصحبه وتابعٍ سما .. كان صلى الله عليه وسلم أعظم الناس تواضعا شمخت رتبته فوق الثريا وهو لم يشمخ بأنف الكبرياء لا تغلق دونه الأبواب ولا يقوم دونه الحجاب ولا يهدى عليه بالجفان ولا يراح .. بارز من أراد أن يلقاه لقيه .. أتاه عدي بن حاتم في مسجده وقد طوف الأرض هربا حتى وضع يده في يده وفي ذهنه تصور أنه صلى الله عليه وسلم إما ملك أو نبي لأن تبعية الناس لا تكون لأحد في ذهنه إلا بهذين العاملين قال عدي: فانطلق بي فوالله إنه لعامد بي بيته فاستوقفته امرأة ضعيفة كبيرة السن معها ابنها فوقف لها طويلا تكلمه في حاجتها فقلت في نفسي: والله ما هذا بملك، قال: ثم أخذ بيدي وانطلق بي إلى بيته وقال اجلس وألقى علي وسادة من أدم محشوة بريش وقال خذها فاجلس عليها قال فجلست عليها وهو على الأرض فقلت في نفسي: والله ما هذا بملك، وفي تواضع النبوة دعاه إلى الإسلام: (أسلم يا عدي لعله إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين ما ترى من حاجة أهله وأيم الله ليوشكن أن يفيض المال بأيديهم حتى لا يوجد من يأخذه، لعله إنما يمنعك ما ترى من قلة عدد المسلمين وكثرة عدوهم وأيم الله إن طالت بك حياة لترين الضعينة تخرج من الحيرة إلى بيت الله لا تخشى إلا الله، لعله انما يمنعك انك ترى إن الملك لغيرهم وأيم الله لإن طالت بك حياة لترين قصور كسرى قد فتحت وأنفقت كنوزها في سبيل الله) .. جبل الثلج تلاشى حينما رنت الشمس بعينيها وذاب .. زالت الغشاوة عن عينيه وسقطت حجب الجاهلية عنه والليل ولى والظلام تبددا والصبح أشرق والضياء تجددا .. شهد الشهادتين ورأى بأم عينه ما أخبره رسول الله وأقسم ليرين ما لم يرينه بعد إيمانا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم .. حاله وإن تراكمت الظلماء في طرق فلي من الوحي في الأحداث كشاف معلنا أن أعظم عامل لاجتذابه إلى الإسلام هو تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجم {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ... } (الأحزاب 21) وقد أكمل الله الهدى برسوله فكل الهدى ما بين ذكر وسنة صلى الله عليه ذو الجلال وصحبه وحزبه والآل .. كان صلى الله عليه وسلم أشد الناس تواضعا .. تواضعه أعلاه ثم ارتقت به نبوته في الباذخات السوامك اختار أن يكون عبدا رسولا عن أن يكون ملكا نبيا ويكفيه شرفا قول ربه {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى? بِعَبْدِهِ ... } (الإسراء 1) ولعظم تواضعه نهى عن إطرائه ورفعه فوق منزلته (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله) .. ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيها الله .. لا يقوم أصحابه له إذا رأوه لما يعلمون من كراهيته له ولما قال له رجل يا خير البرية قال: (ذاك إبراهيم) تراه بين أصحابه دون أن يتميز عليهم حتى إن الداخل لا يعرفه ولا يميزه من بين أصحابه .. لما قرب من المدينة في هجرته لم يميزوا بينه وبين أبي بكر حتى أصابته الشمس فقام أبو بكر يظله فعرفوا انه رسول الله صلى الله عليه وسلم .. يدخل الأعرابي المسجد والرسول صلى الله عليه وسلم بين أصحابه فيقول: أيكم محمد؟ .. كان من التواضع لله على حال لم يكن عليه حال أحد قط .. سجد في الماء والطين حتى رأوا أثر الطين في جبهته وباع واشترى وحمل متاعه دون خدم ولا حشم ولم يفقد هيبته .. متواضع والنجم دون محله وكذا تكون شمائل الأنجاد صلى عليك بارئ العباد ما جرت الأقلام بالمداد .. كان صلى الله عليه وسلم مثال تواضع لا نظير له ما رأى الرائون خلقا مثله خلقا أكمله البر الرؤوف لا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضي لكل حاجته ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير