[حمل للشاملة لأول مرة، مخطوطة لم تطبع من قبل: الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس لابن حجر]
ـ[أحمد بن محمد الخضري]ــــــــ[11 - 10 - 10, 12:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد انتهينا بحمد الله من نسخ مخطوطة " الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس مما ليس في الكتب المشهورة " لابن حجر العسقلاني، وهي مخطوطة كبيرة، لم تطبع من قبل حسب علمي، احتوت على آلاف الأحاديث المسندة، اشترينا مصورتها من دار الكتب المصرية، وقمنا بنسخها، ومن ثم مقابلتها مرة أخرى على المخطوطة، ورقمنا أحاديثها، وجعلنا كل حديث في صفحة.
ولم تتوفر لنا نسخة خطية أخرى، لذا كان العمل عليها متعباً، رغم وضوح خطها، وذلك لكثرة المواضع التي فيها بياض، كما أن كمية التصحيفات فيها كثيرة أيضاً، وأغلب الأحاديث غرائب، ليس لها متابعات أو شواهد، يمكن الاستعانة بها في استدراك السقط أو إصلاح التصحيف، أضف إلى ذلك أن طبقة شيوخ المؤلف، وطبقة شيوخ شيوخه متأخرة، مما يُصّعِب الوقوف على تراجمهم لإصلاح التصحيفات واستدراك السقط، لكننا على كل حال أصلحنا ما يمكن إصلاحه قدر استطاعتنا، ورغم الجهد الذي بذلناه فيها، فإننا لم نعطي الكتاب حقه، فليس عملنا هذا تحقيق متكامل جاهز للطبع، كما أنه خالٍ من التخريج، وما عملنا إلا لبنة أولى في خدمة هذا الكتاب، بحيث يستطيع الباحث البحث فيه عن طريق الشاملة، إلى أن ييسر الله ويُطبع هذا الكتاب طبعة لائقة به، فحسب علمي هناك من ينوي طبعه.
وقد كتب القائمون على دار الكتب المصرية على غلاف هذه المخطوطة عنوانين للكتاب: (زهر الفردوس)، و (تسديد القوس مختصر مسند الفردوس)، ولم أجد ما يدل على صحة أي منهما في كلام ابن حجر في أي مكان من المخطوطة، فأسميناها بالاسم الذي أسماها بها ابن حجر في نهاية الجزء الثاني/ب، وهو " الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس "، وزاد ابن حجر الاسم توضيحا في خاتمة الكتاب بقوله " مما ليس في الكتب المشهورة "، وبين في مقدمته وخاتمته أن قصده بالكتب المشهورة: (الستة، والموطأ، ومسند الشافعي، ومسند أحمد، ومعاجم الطبراني، ومسانيد أبي يعلى، وأحمد بن منيع، والطيالسي، والحارث بن أبي أسامة)، وبين أن ما تم التقاطه فهو من: (الحيلة، والثواب لأبي الشيخ، ومكارم الأخلاق لابن لال، وما أسنده أبو منصور الديلمي ولم يذكر من أي كتاب هو، أو مما ذكره أبوه ولم يخرجه).
أما أصل هذا الكتاب فهو كتاب " فردوس الأخبار بمأثور الخطاب المخرج على كتاب الشهاب "، لأبي شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي، المتوفى سنة 509 هـ، أورد فيه نحوا من عشرة آلاف حديث، من قصار الأحاديث، خرجها على كتاب الشهاب للقضاعي، المتوفى سنة 454 هـ، وحذف أسانيدها، وكتابه هذا مطبوع عدة طبعات على مخطوطة شبه مكتملة.
ثم جاء ابنه أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي، المتوفى سنة 558 هـ، فأسند كتاب أبيه، وزاد عليه نحوا من سبعة آلاف حديث، فأصبح في مسنده ما مجموعه (17) ألف حديث، ولم يطبع كتابه هذا، ومخطوطته الوحيدة حسب علمي نصفها مفقود.
ثم جاء ابن حجر فالتقط غرائب مسند الابن، ومخطوطته لم تطبع بعد، وتقع في أربعة أجزاء، الثالث منها مفقود، ويتكون كل جزء من قسمين: (أ) و (ب)، وعدد أوراقها (580) ورقة، كل ورقة وجهان، وعدد أحاديثها حسب ترقيمنا (3609) حديثاً، وبالتالي يكون ابن حجر قد التقط حوالي ربع أحاديث مسند الابن، وذلك إذا وضعنا في الاعتبار القسم المفقود من مخطوطة ابن حجر.
ومما يجدر التنبيه عليه أن هذا الكتاب، كما هو ظاهر من عنوانه، كله غرائب، وملتقط من كتب غير مشهورة، وبالتالي أغلبه موضوعات، والغرض من نسخه هو التحذير من هذه الأحاديث، وإثبات ضعفها بالأسانيد التي لم تكن مطبوعة من قبل، فلا ينبغي قراءة أحاديث هذا الكتاب على غير المتخصصين، بدون التنبيه على ضعفها، بل إن الامتناع تماماً عن التحديث بهذه الأحاديث أفضل، لأن كثير من الناس يتذكر الحديث ولا يتذكر التضعيف الذي جاء معه، وهذا يحدث مع بعض طلبة العلم، فكيف بالعوام.
وبما أن هذا الكتاب لايزال مخطوطاً، لم يطبع من قبل، فالأولى أن يوضع تحت مشاركتنا المثبتة بعنوان (حمل للشاملة لأول مرة: مخطوطات أجزاء حديثية لم تطبع من قبل)، إلا أني خشيت أن لا يتنبه كثير من الإخوة إلى وجود هذا الكتاب تحت تلك المشاركة، نظراً لانقطاعي الطويل عن رفع المخطوطات، لذا رأيت أن أفرده بهذه المشاركة، ومن أراد تحميله فعليه بالرجوع إلى المشاركة المثبتة، حتى تكون جميع المخطوطات في مكان واحد.
وأخيراً، أحب أن أشكر الإخوة الذين عملوا معنا في هذا الكتاب، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتهم، وأن ينفع بهذا الكتاب كل من أراد الذب عن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
¥