7 - الراجح أن حقوق التأليف هي حقوق معتبرة شرعا وتنطوي على قيمة مالية يكون لأصحابها بموجبها التصرف فيها بأنواع التصرفات المباحة شرعا، إلا أنه قد يرد ما يقيد هذا الحق لمصلحة شرعية راجحة، كنسخ لغرض الاستفادة الشخصية أو التوزيع الخيري خاصة ما كان مضمونه منها متعلقا بالعلوم الشرعية.
النسخ من المؤلف لغرض الانتفاع العلمي: فمن احتاج إلى مؤلف فله القيام بنسخه أو تصويره والحصول على نسخة منه بوسيلة من الوسائل المناسبة وفي كل مؤلف بحسبه وفي هذه الحالة ليس للمؤلف المنع من ذلك ما دام أن المقصود هو الانتفاع الشخصي الذي لا يقصد منه التجارة والاسترباح بهذا النسخ. وأما النسخ لغير ذلك من الأغراض كالنسخ بقصد التجارة والاسترباح من المؤلف بنشره وتوزيعه فهذا لا يجوز وهو من التعدي على حقوق المؤلف. وممن أفتى يجواز نسخ التأليف الذي كتب عليه عبارة " حقوق الطبع محفوظة" بغرض الانتفاع الشخصي ابن عثيمين فقد سئل عن حكم كتابة عبارة (حقوق الطبع محفوظة) على بعض الكتب والأشرطة الدينية؟ فكان من جوابه: " .. هناك سؤال آخر يتولد على هذا: هل يجوز لمن اشترى من هذه الأشرطة أن يعطي أحدا ينسخ على الشريط الذي اشتراه أو لا يجوز؟ فالجواب أن هناك تفصيلا لذلك فإذا كان النسخ على سبيل التجارة فلا يجوز وبناء على هذا إذا كان الذي طلب مني نسخ الشريط تسجيلات أخرى فإنني لا أعطيه إياها. وإن كان الذي طلبه مني صديق لي ويريد أن ينتفع به ويستمع إليه فلا بأس". ولابن باز كلام قريب مما سبق. ولكن يقيد هذا القول بأن يكون غرضه الانتفاع الشخصي وأن يكون محتاجا إليه لا يتيسر له شراء النسخصة الأصلية من المؤلف.
3 - نسخ المؤلف لغرض التوزيع الخيري: ولم أجد من أهل العلم من تكلم على هذه المسألة بخصوصها إلا ما قد يفهم من بعض الفتاوى لبعضهم كفتوى ابن باز وابن عثيمين فيما يخص المؤلفات الدينية قال ابن باز: " ... لكن لا يتحجر ولا يقول: لا أحد يسجل هذا الشيء. لا بل إذا سجله أخوه أعطى هذا وأعطى هذا وسجل الآخر من صاحبه فالحمد لله، هذا فيه انتشار للعلم وانتشار للخير ولا يكتب عليه ممنوع أن يسجله أحد أو لا يأخذه أحد لا بل هذا من تحجر العلم. الواجب على المسجلين أن يفرحوا بأن تأخذ التسجيلات وأن يسجلها الآخرون وأن ينتفعوا بها ما كل أحد يستطيع أن يشتري ولا كل أحد يتيسر له الشراء فإذا سجل هذا من أخيه وهذا من أخيه هذه فائدة كبيرة والحمد لله ولا ينبغي فيه التحجر".
وبهذا يتبين أن المصلحة هنا متمحضة لعامة الأمة، ليس للناسخ والموزع الثاني فيها مصلحة دنيوية، وليس على المؤلف الأصلي ضرر متحقق؛ خصوصا إذا كان قد استرد تكاليفه المادية المترتبة على التأليف والنشر، ففي هذه الحالة الضرر الشخصي غير متحقق والمصلحة العامة قائمة فتقدم على المصلحة الخاصة كما تقدم تقريره فلا ترجح مصالح خاصة قليلة على مصالح عامة كثيرة
وعلى هذا فإذا كان هناك شخص أو جهة خيرية تريد التبرع بطبع مؤلف نافع للأمة فليس لصاحب التأليف أو من آل إليه حق التأليف أن يأخذ مقابلا لإذنه بالتوزيع لما تقدم بيانه خاصة فيما يتعلق بالمؤلفات المتعلقة بالعلوم الدينية لأن الأصل في ذلك بذلها احتسابا دون مقابل ولانتفاء مقصد المشاركة في الكسب ممن أراد توزيعها.
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[20 - 11 - 10, 02:41 م]ـ
الإخوة الكرام!
حنانيكم!؟
لا تحرمونا درر المساهم بهذا الشكل من الحوار!
قدّم وجهة نظرك وانتظر الجواب.
كثير من الكتب لا يمكن لطالب العلم الوصول إليها، بل يستحيل أحيانا ....
هناك بعض الكتب وإن حصلنا عليها مصورة فإنا نشتريها أيضا فور وقوفنا عليها لشدة الحاجة إليها وأهميتها!
ـ[عبدالرحمن البركل]ــــــــ[21 - 11 - 10, 07:26 ص]ـ
إن العتب على من أخذ حق غيره وادعاه لنفسه لجدير أن يوجه له اللوم؛ أما أن يوجه اللوم لمن يسعى لنشر ما تملكه ملكا شرعيا ثم يذم بذلك فذلك من عجائب الدهر.
والأمة لما كانت مقصدها الآخرة ولم يكن همها الدرهم والدينار وصلت إلى ما وصلت إليه من التمكين والرفعة؛ بينما لما كان الهدف الاستيلاء والاحتيال على جمع الدنيا ولو من باب الديانة كان حالها ما يشاهده كل ذي عينين.
وأقول لدعاة حفظ الحقوق العلمية الشرعية على وجه الخصوص إن لكم في كلمة الإمام الجهبذ الشافعي رحمه الله نبراساً ومشعلاً حينما قال: ليت الخلق تعلموا هذا العلم ولم ينسب إلي منه حرف.
ماذا عن ألاف الريالات التي صرفت لإخراج هذا العمل؟ وجيش المحررين والموزعين والمسوقين، ماذا عن رواتبهم؟ هل نقول لهم إذهبوا لا أجر لكم وأحتسبوها؟
هل هذا يرضي الله؟
هل وجهة نظرك تدعم إنتاج أعمال دعوية ناجحة مستقبلاً؟
لكن لا ألومك، أنت تجلس في بيتك أمام الشاشة، ومجهود الخلق أمامك مجاني لا يكلفك شئ اللهم فقط دفع رسوم الإنترنت، وربما الإنترنت (إلتقاط من الجار)، ولا يهمك.
لكن أوجه خطابي للأخ المساهم، والذي لا يهمه حتى الرد على الجميع، وأقول له، يعجبني جهدك وعزيمتك التي لا تكل، لكنك توظفها بطريقة خاطئة، وأكرر، أنت تأخذ مجهود الناس وتكبدهم خسائر، وأنت لا تدعم أبدا الإستثمار في سبيل نشر أعمل دعوية تخرج بصورة لائقة ومتحضرة؛ يأخ ماذا إذا دعا عليك مؤلف أو صاحب دار نشر وهو يرى خسارته على يدك؟ لا يهمك؟ إتق الله في نفسك وفي خلقه.
الأمر واضح ولا يحتاج لجدال ولف ودوران، ما يحدث نصفه بالسرقة الأدبية تأدباً، وبلغة أخري تسمى قرصنة.
حسبي الله ونعم الوكيل
¥