تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 01:29 ص]ـ

مقدمة المصحح مؤلف الأصل

إن الحمد للَّه، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ باللَّه من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده اللَّه فلا مضلّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلّى اللَّه عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد.

فقد شرح اللَّه صدر الأخ ماهر بن عبد الحميد بن مقدم أبي عبدالرحمن من الكويت لشرح كتابي: ((الدعاء من الكتاب والسنة))، فشرحه شرحاً مفيداً نافعاً، على منهج أهل السنة والجماعة، وقد طلب مني تصحيحه وتخريج أحاديثه، والتقديم له، فشرفني بذلك، فقرأت ما كتبه كله، وصحّحت ما يحتاج إلى تصحيح، سواء في اللغة، أو في الإملاء، على قدر ما يسّر اللَّه من ذلك، وخرّجنا أحاديثه، وآثاره، وعملنا له فهارس تفصيلية علمية، ثم قرأت الكتاب مرة أخرى بعد الصفّ، وراجعناه مرات عديدة، وقد ألفيت الشرح شرحاً جيّداً، رجع فيه شارحه إلى أصول شروح الأحاديث المعتمدة، وكتب أهل السنة النافعة، فجزاه اللَّه خيراً، وضاعف مثوبته، ونفعني وإياه بهذا الشرح في حياتنا، وبعد مماتنا، ونفع به من انتهى إليه، وصلى اللَّه وسلّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

كتبه

سعيد بن علي بن وهف القحطاني

حرر في ضحى يوم الجمعة 10/ 9/ 1431هـ.

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 01:39 ص]ـ

مقدمة الشارح

إنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام اللَّه تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، فمن أعظم نعم اللَّه جل وعلا على المسلم، أن شرّفه بهذا الدين القويم، المحروم منه أكثر العالمين، نعمة مخصصة منه جل وعلا.

ومن عظيم نعمه جل وعلا على عباده التي لا تُحصى، أن أذن لهم بالدعاء، وأرشدهم إلى سبله، ووعدهم بالإجابة، والإثابة عليه منه تفضلاً، وتكرماً وإحساناً، وبيّن كتاب ربنا جلّ ثناؤه أهميته وعظم شأنه، فقد افتتح كتابه الحكيم به في أعظم سورة في القرآن: ((اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ*صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)) ()، واختتم عز شأنه كتابه بسورتين بأفضل ما يتعوذ بهما المتعوذون (المعوذتين)، فأول القرآن وآخره مشتملٌ على الدعاء ((وإذا تأمل العبد آيات التنزيل رأى فيه نحو ثلاثمائة آية في الدعاء وفيها من أسرار التنزيل عجباً)) ().

وقد سمى اللَّه عز وجل الدعاء ديناً، فقال تعالى: ((هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)) ()، وسماه عبادة، والتي من أجلها خلق الخلق: ((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)) ().

والسنة المطهرة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم حافلة بفضائله، منوهةٌ بعلو شأنه، ومكانته، ورفع منزلته، ولا يخفى في عناية الشارع الكريم بالدعاء، دلالة على أنه أعظم العبادات، وأجلّ الطاعات، وروح العبادات ولبّها، وأفضلها.

فعن مطرف بن عبد اللَّه قال: ((تذكرت ما جماع الخير؟ فإذا الخير: كثير الصوم، والصلاة، وإذا هو في يد اللَّه عز وجل، وإذا أنت لا تقدر على ما في يد اللَّه عز وجل إلا أن تسأله فيعطيك، فإذاً جماع الخير الدعاء)) ().

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير