تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بالقرب هذا إن أراد قربه من عباده وبعده منهم وإن أراد تقريبه لهم وتبعيده لهم فاللفظ لا يدل على ذلك فإن القرب والبعد غير التقريب والتبعيد # وأما ثانيا فلأن قربه من عباده وتقريبه لهم عند سلف الأمة وأمتها وعامة المشايخ الأجلاء ليس مجرد الإنعام والكرامة بل يقرب من خلقه كيف شاء ويقرب إليه منهم من يشاء كما قد بينا ذلك في موضعه # وقد ثبت أن النبي ص قال أقرب ما يكون العبد من ربه في جوف الليل الآخر # وثبت في الصحيح أنه قال أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد

# وقال تعالى واسجد واقترب [سورة العلق 19] # وأما قوله علوه من غير توقل ومجيئه من غير تنقل فكلام مجمل هو إلى البدعة أقرب فإنه قد يظهر منه أنه ليس هو فوق خلقه ويفهم منه نفى ما دل عليه الكتاب والسنة من وصفه بالإستواء المجئ والإتيان وغيرذلك وهذه المسألة والتي قبلها كبيرتان ذكرناهما في غير هذا الموضع مثل جواب الإعتراضات المصرية وغير ذلك # وقوله هو الأول والآخر والظاهر والباطن والقريب والبعيد ليس في أسماء الله البعيد ولا وصفه بذلك أحد من سلف الأمة وأمتها بل هو موصفوف بالقرب دون البعد # وفي الحديث المشهور في التفسير أن المسلمين قالوا يا رسول الله أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه فأنزل الله وإذا سألك عبادي عني فإني قريب [سورة البقرة 186] وهذا يقتضي وصفه

بالقرب دون البعد # وفي الصحيحين عن أبي موسى عن النبي ص أنه قال لأصحابه لما جعلوا يرفعون أصواتهم بالتكبير أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعا قريبا إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته # وإنما الواجب أن يوصف بالعلو والظهور كما قال النبي ص في الحديث الصحيح أنت الظاهر فليس فوقك شئ وأنت الباطن فليس دونك شئ # وقال تعالى وهو العلي العظيم [سورة البقرة 255] فلو قال هو العلي القريب كان حسنا صوابا وكذلك لو قال قريب في علوه علي في دنوه # فأما وصفه بأن القريب البعيد فلا أصل له بل هو وصف بأسم حسن وبضده كما لو قيل العلى السافل او الجواد البخيل او الرحيم القاسي ونحو ذلك والله تعالى له الأسماء الحسنى وإنما يؤتي

مثل هؤلاء من القياس الفاسد لما سمعوه يخبر عن نفسه بأن الأول الآخر الظاهر الباطن قاسوا على ذلك القريب والبعيد وهذا خطأ لأن تلك الأسماء كلها حسنة دالة على كمال إحاطته مكانا وزمانا وأما هذا فهو جمع بين الإسم الحسن وضده # الوجه الرابع إنه قدم كلام الشبلى في الاعتقاد قبل كلام جميع المشايخ الذين هم اجل منه وأعظم مع أن هذه المسألة لا تستحق التقديم وإنما مرتبته فيما بعد كما ذكرها هناك وكان الواجب ان يؤخر ذلك إلى موضعه فإنه ذكر بعد ذلك أول الواجبات وهذا هو الذي يستحق التقديم ومثل هذا يقتضي كون المصنف فيه نوع من الهوى ومن أعظم الواجبات على أهل هذا الطريق خلوهم من الهوى فإن مبناه على قوله وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى [سورة النازعات 40] # ثم قال أبو القاسم رحمه الله سمعت أبا حاتم يقول سمعت ابا نصر السراج رحمه الله يقول سئل رويم عن أول

فرض افترضه الله على خلقه ما هو قال المعرفة يقول الله عز و جل و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون [سورة الذاريات 56] قال ابن عباس ليعرفون # قلت هذا الكلام [صحيح] فإن أول ما أوجبه الله على لسان رسوله هو الاقرار بالشهادتين كما قال النبي ص لمعاذ ابن جبل لما بعثه إلى اليمن إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة ألا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله أخرجاه في الصحيحين # و كذلك قال المشايخ المعتمدون مثل الشيخ عبد القادر و غيره و الإقرار بالشهادتين يتضمن المعرفة لكن ذهب طائفة من أهل الكلام و ممن اتبعهم من الفقهاء والصوفية إلى أنه يجب على العبد المعرفة أولا قبل وجوب الشهادتين ومنهم من قال يجب على العبد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير