تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأولى: إن كان الغرض من هذه الجراحة إزالة تشوه في العين أو أذى فتجوز، سواء أكان التشوه طارئاً بسبب حادث ونحوه أو موجوداً في الإنسان خلقة منذ ولادته، ولا فرق فيما يزال لأذاه بين أن يكون بسبب حادث أو بسبب التقدم في العمر؛ لأن هذا التغيير ليس من التغيير المذموم، بل هو رد للخلقة إلى وضعها المعتاد، ولا يقصد منه طلب الحسن بل دفع الضرر الحسي أو النفسي الذي يلحق الإنسان بسبب وجود ذلك العيب أو الأذى.

ويدخل في هذه الحال غرس العيون الصناعية محل العيون الأصلية المقلوعة، ويمكن أن يستدل للجواز بما جاء عن عرفجة بن أسعد –رضي الله عنه- "قال أصيب أنفي يوم الكلاب في الجاهلية فاتخذت أنفا من ورق فأنتن علي فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتخذ أنفا من ذهب" [7].

والثاني: وإن كان الغرض من الجراحة طلب الحسن، وليس في العين تشوه أو أذى فهي محرمة؛ لأنها من تغيير خلق الله.

رابعاً-الجراحات التجميلية في الأنف:

وحكم هذه الجراحة كحكم جراحة تجميل العين:

فإن كان الغرض منها إزالة تشوه في الأنف أو أذى فتجوز، سواء أكان التشوه طارئاً بسبب حادث ونحوه أو موجوداً في الإنسان خلقة، وسواء أكان الأذى بسبب حادث أو بسبب التقدم في العمر؛ لحديث عرفجة السابق، فإن النبي صلى الله عليه وسلم رخص له في أن يعالج التشوه الذي في أنفه بأن يضع أنفاً من ذهب، ولأن هذا التغيير ليس من التغيير المذموم، بل هو رد للخلقة إلى وضعها المعتاد، ولا يقصد منه طلب الحسن بل دفع الضرر الحسي أو النفسي الذي يلحق الإنسان بسبب وجود ذلك العيب أو الأذى.

وإن كان الغرض من الجراحة طلب الحسن، وليس في الأنف تشوه أو أذى، مثل رفع أرنبة الأنف ليظهر الأنف قائماً، فهذه الجراحة محرمة؛ لأنها من تغيير خلق الله.

خامساً- الجراحات التجميلية في الشفة:

وحكم هذه الجراحة على التفصيل السابق:

فإن كان الغرض منها إزالة تشوه في الشفة أو أذى فتجوز، سواء أكان التشوه طارئاً أو موجوداً خلقة، وسواء أكان الأذى بسبب حادث أو بسبب التقدم في العمر؛ وأرى أن من هذا النوع:

1 - ترقيع الشفة المشقوقة (المشرومة).

2 - تصغير الشفة الكبيرة إذا كان بشكل لافت للنظر، بحيث يكون منظرها قبيحاً.

3 - تقصير الشفة الطويلة، إذا كان طولها مشوهاً، بحيث يزيد على القدر المعتاد.

4 - شد الشفة المتهدلة.

وإن كان الغرض من الجراحة طلب الحسن، وليس في الشفة أذى أو عيب ظاهر، فهي محرمة؛ لأنها من تغيير خلق الله، ومن هذا النوع ما تفعله بعض النساء من تكبير لشفاههن لإضفاء الجمال عليهن.

سادساً- الجراحات التجميلية المتعلقة بجلد الوجه:

الجراحات التجميلية المتعلقة بالجلد لها صور متعددة، والغرض منها جميعاً واحد، وهو تنعيم الجلد وإزالة التجاعيد والتشوهات التي قد تظهر عليه، وهذه الجراحات ترجع إجمالاً إلى ثلاثة أنواع، وفيما يلي بيان هذه الأنواع الثلاثة وحكم كل منها:

النوع الأول: شد جلد الوجه:

ويعمد بعض الناس إلى هذه الجراحة لإزالة الترهلات والتجاعيد التي تصيب الجلد لا سيما مع التقدم في السن.

وحكم هذه الجراحة مبني على الباعث على إجراء هذه العملية، وذلك على النحو الآتي:

- فإن كان الغرض منها إزالة ترهل غير معتاد أصاب الإنسان صغيراً أم كبيراً بسبب مرض أو حادث ونحو ذلك، فتجوز؛ لأنها إزالة لعيب وليست طلباً للحسن.

- وإن كان الغرض منها طلب الحسن بإزالة التجاعيد أو الترهلات التي تظهر على الجلد لأسباب معتادة كالتقدم في العمر، أو الحمل بالنسبة لبطن المرأة، فالجراحة في هذه الحال محرمة؛ لأنها من التغيير المذموم لخلق الله، فضلاً عما تشتمل عليه من الخداع والتدليس، وإظهار المرء نفسه على أنه صغير في السن.

النوع الثاني: استخدام المستحضرات التجميلية:

وهي مواد كيميائية تستخدم لتنعيم الجلد وإخفاء ما يظهر عليه من حبوب أو ندبات أو تشققات أو تجاعيد ونحو ذلك، وحكم هذه المستحضرات يختلف باختلاف طريقة المعالجة بها، وهي لاتخلو من حالين:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير