تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

# فجعل الفرقان بين أهل الجنة والنار هؤلاء الآيات التي تلتها الرسل عليهم فمن استمعها واتبعها كان من المؤمنين أهل الجنة ومن أعرض عنها كان من الكافرين أهل النار # والكتاب هو الذي جعله الله حاكما بين الناس كما قال ^ وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ^ [سورة البقرة 213] # فهذا كله إذا تدبره المؤمن علم علما يقينا أن الكتاب والقول والحديث وآيات الله كل ذلك واحد والمحمودون الذين أثنى الله عليهم هم المتبعون لذلك استماعا وتدبرا وإيمانا وعملا أما مدح الاستماع لكل قول فهذا لا يقصده عاقل فضلا عن ان يفسر به كلام الله وهذا يتوكد بالوجه الثالث # وهو ان الله في كتابه إنما حمد استماع القرآن وذم المعرضين عن استماعه وجعلهم أهل الكفر والجهل الصم البكم فأما مدحه لاستماع كل قول فهذا شئ لم يذكره الله قط كما قال تعالى ^ وإذا قرئ القرآن فآستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون ^ [سورة الأعراف 204] # وقال تعالى ^ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ^ [سورة الأنفال 2] # وقال تعالى ^ أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية ^

^ آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ^ [سورة مريم 58] # وقال تعالى ^ وإذا سمعوا ما انزل إلى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق ^ [سورة المائدة 83] # وقال تعالى ^ الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ^ [سورة الإسراء 107 109] # وقال الله تعالى في ذم المعرضين عنه ^ إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ^ [سورة الأنفال 22 23] # وقال تعالى ^ ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون ^ [سورة البقرة 171] # وقال تعالى والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا [سورة الفرقان 73] # وفال تعالى وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون سورة فصلت 26 # وقال تعالى فما لهم عن التذكرة معرضين كأنهم حمر

مستفرة فرت من قسورة [سورة المدثر 49 51] # وقال تعالى أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون [سورة النجم 59 61] قال غير واحد من السلف هو الغناء فقال اسمد لنا أي عن لنا فذم المعرض عما يجب من استماع المشتغل عنه باستماع الغناء كما هو فعل كثير من الذين أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات وحال كثير من المتنسكة في اعتياضهم بسماع المكاء والتصدية عن سماع قول الله تعالى # ومثل هذا قوله تعالى ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا [سورة لقمان 6] # وقال تعالى إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم ثم قال وعلى أبصارهم غشاوة [سورة البقرة 6 7] # وقال تعالى وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون [سورة فصلت 5]

# وقال تعالى ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم [سورة محمد 16] # وقال ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون [سورة يونس 42] # وقال ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدى العمى ولو كانوا لا يبصرون [سورة يونس 43] # وقال تعالى ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا [سورة الأنعام 25] # الوجه الرابع أنهم لا يستحسنون استماع كل قول منظوم ومنثور بل هم من أعظم الناس كراهة ونفرة لما لا يحبونه من الأقوال منظومها ومنثورها و نفورهم عن كثير من الأقوال أعظم من نفور المنازع لهم في سماع المكاء والتصدية عن هذا السماع وإذا لم يكن العموم مرادا بالاتفاق كان حمل الآية عليه باطلا # الوجه الخامس أنه قال فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه سورة الزمر 17 18] فمدحهم بأستماع القول

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير