تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واتباع أحسنه # ومعلوم أن كثيرا من القول ليس فيه حسن فضلا عن ان يكون فيه أحسن بل فيه كما قال الله تعالى ومثل كلمة خبيثة

كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار [سورة إبراهيم 26] # وقال تعالى ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أوكذب بالحق لما جاءوه [سورة العنكبوت 68] # وقال وكذلك نجزي المفترين [سورة الاعراف 152] # وقال ولا يغتب بعضكم بعبضا [سورة الحجرات 12] # وقال تعالى ولا تنابزوا بالألقاب [سورة الحجرات 11] # وقال إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول [سورة المجادلة 9] # وقال تعالى ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا [سورة النساء 81] # وهو قد استدل بقوله فيتبعون أحسنه [سورة الزمر 18] على العموم وهو حجة على صدق ذلك كما تقدم # وقوله فيتبعون أحسنه كقوله في هذه السورة واتبعوا أحسن ما انزل إليكم من ربكم [سورة الزمر 55] فهذه الكلمة مثل هذه الكلمة سواء بسواء # وهذا من معاني تشابه القرآن كما قال تعالى الله نزل أحسن

الحديث كتابا متشابها مثانى [سورة الزمر 23] فأتباع أحسن ما أنزل إلينا من ربنا هو اتباع أحسن القول # وبهذا أمر بني إسرائيل حيث قال وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها [سورة الأعراف 145] # ثم قال ابو القاسم وقال تعالى فهم في روضة يحبرون [سورة الروم 15] جاء في التفسير أنه السماع # قلت فهذا قد ورد عن طائفة من السلف أنه السماع الحسن في الجنة وان الحور العين يغنين بأصوات لم يسمع الخلائق بأحسن منها لكن تنعيم الله تعالى لعباده بالأصوات الحسنة في الجنة واستماعها لا يقتضي أنه يشرع أو يبيح سماع كل صوت في الدنيا فقد وعد في الآخرة بأشياء حرمها في الدنيا كالخمر والحرير واواني الذهب والفضة # بل قال ص من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة وقال من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في

الآخرة وقال لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافها فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة # وهذه الأحاديث من الصحاح المشاهير المجمع على صحتها فقد أخبر أنه من استعمل هذه الامور في الدنيا من المطعوم والملبوس وغيرها لم يستعلمه في الآخرة # فلو قيل له هذا السماع الحسن الموعود به في الجنة هو لمن نزه مسامعه في الدنيا عن سماع الملاهي لكان هذا أشبه بالحق والسنة وقد ورد به الأثر يقول الله يوم القيامة أين الذين كانوا ينزهون أنفسهم وأسماعهم عن اللهو ومزامير الشياطين أدخلوهم وأسمعوهم تحميدي وتمجيدي والثناء على وأخبروهم أنهم لا خوف عليهم ولاهم يحزنون

# ثم قال أبو القاسم واعلم أن سماع الأشعار بالألحان الطيبة والنغم المستلذة إذا لم يعتقد المستمع محظورا ولم يسمع على مذموم في الشرع ولم ينجر في زمان هواه ولم ينخرط في سلك لهوه مباحا في الجملة ولا خلاف أن الأشعار أنشدت بين يدي النبي ص وأنه سمعها ولم ينكر عليهم في إنشادها فإذا جاز سماعها بغير الألحان الطيبة فلا يتغير الحكم بأن يسمع بالألحان هذا ظاهر من الأمر ثم ما يوجب للمستمع توفر الرغبة على الطاعات وتذكر ما أعد الله لعباده المتقين من الدرجات ويحمله على التحرز من الزلات ويؤدي إلى قلبه في الحال صفاء الواردات مستحب في الدين ومختار في الشرع # قال وقد جرى على لفظ الرسول ص ما هو قريب من الشعر وإن لم يقصد أن يكون شعرا وذكر الحديث المتفق عليه عن أنس بن مالك قال كانت الأنصار يحفرون الخندق

فجعلوا يقولون # % نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا % # فأجابهم رسول الله ص % اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فأكرم الأنصار والمهاجرة % # وقال ليس هذا اللفظ منه ص على وزن الشعر # قلت تضمن هذا الكلام شيئين # أحدهما إباحة سماع الألحان والنغمات المستلذة بشرط ألا يعتقد المستمع محظورا وألا يسمع مذموما في الشرع وألا يتبع منه هواه # والثاني أنما أوجد للمستمع الرغبة في الطاعات والاحتراز من

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير