تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الدسوقي]ــــــــ[23 - 12 - 10, 05:46 م]ـ

جزاك الله خيرا و بارك الله فيك

ـ[أبو سلامة]ــــــــ[25 - 12 - 10, 07:11 م]ـ

البابا لا يعتكف ولا يعتذر

بقلم: على السيد، "المصرى اليوم" 19/ 12/ 2010

وحدها مصر تموت فيها شمس الحقيقة، بينما الأكاذيب ساطعة، والشائعات رائجة، وإذا ما سألت: لماذا؟ ستعرف دون عناء أن غياب الدولة وضعف القانون جعلا الناس يندفعون نحو بدائلهم الخاصة ....

البابا شنودة كان الأكثر حضوراً خلال الشهور الماضية، إذ كلما حدثت مشكلة قالوا: «إن البابا غاضب أو معتكف أو ألغى احتفالاً أو صلاة» دون أن يصدر عن الكنيسة أى شىء يؤكد أو ينفى ذلك. وإذا ما كنت متابعاً، ستجد أن الأمر تكرر فى كل «مشكلة» وليست «أزمة»، من «كاميليا» إلى أحداث العمرانية.

المشكلة الأخيرة كشفت عن بُعد شاسع فى المسافة بين الدولة بما تمثله من قوانين وسلطات، والكنيسة ممثلة فى شخص البابا شنودة. فحين وقعت الأحداث هاجم البابا محافظ الجيزة والأجهزة الأمنية وانتقد تعاملهم مع الأزمة، وهذا حقه كمواطن مصرى، لكنه مد الحبل على الغارب حين قال: «لن نترك أولادنا المحبوسين»، لأن هذا ليس شأنه، فهؤلاء متهمون ويحاسبون أمام جهات التحقيق الرسمية وفقا للقانون.

البابا قال كلمته هذه ومضى، تاركاً الأقاويل تزحف كالأفاعى والشائعات تلدغ كالعقارب، ذهب معترضاً أو معتكفاً أو غاضباً، وهو هنا إما أن يكون غير واثق من أن الجميع أمام القانون سواسية، وأن القانون فى مصر لا يأخذ مجراه الطبيعى، وإما أنه على يقين بأن ضغوطه هى الحل الوحيد للإفراج عن هؤلاء.

لا تقل إن الأمر كان غير ذلك، وإن البابا ذهب، كما قال الدكتور نبيل لوقا بباوى، إلى الصلاة والاعتكاف كالعادة، أو إنه ذهب ليقرأ رسالة دكتوراة يحضرها بباوى، لأن البابا ذهب بعد أن قال «كلمته» فى الأحداث، ولم تصدر عنه أو عن متحدثيه أو المقربين منه كلمة أخرى، إلا بعد أن تم الإفراج عن سبعين شابا من المتهمين فى أحداث الشغب.

بباوى كان أول من قال فى بيان له إن البابا اعتكف كالعادة وليس تعبيراً عن الغضب ثم عاد وقال فى البيان نفسه إنه كان يراجع رسالة الدكتوراة التى سيناقشها لـ «بباوى»، ثم قيل إن البابا سيحضر خطاب الرئيس أمام مجلس الشعب.

وإذا ما سألت لماذا يفعل البابا ذلك؟ سأقول لأن أقباط الوطن يعلقون فى رقبته كل «المشكلات»، وإنهم تركوا الدولة واحتموا بالكنيسة، وتحول البابا من «راعى الكنيسة» إلى «راعى الشعب»، فضلا عن أن قوة البابا الروحية والشعبية، هى الضمانة الحقيقية للحصول على الحقوق، حتى إن البابا يرفض فكرة «الاعتذار»، إذ قال إنه يأسف على «تصريحات الأنبا بيشوى» لكنه لا يعتذر، وإن وفد كنيسة الجيزة ذهب إلى المحافظ ومدير الأمن و «لم يعتذر»، وكأن الاعتذار جريمة، وليس فضيلة الاعتراف بالخطأ، إن كان هناك خطأ.

الوقائع أثبتت بشكل قاطع أن الحل فى يد البابا وليس فى يد الدولة، وانظر إلى كل المشكلات ستجد أن الدولة تدخل مجبرة كطرف أمام البابا، فمشكلة كنيسة المنيا تحولت إلى مشكلة بين المحافظ «رجل الدولة» والبابا «رجل الكنيسة». وأنا هنا لا ألوم البابا، إنما اللوم كله على الذين أسقطوا الدولة وأعادوا عصر «القوة»، وتركوا سيف القانون مصلتاً على رقاب الضعفاء.

... المصرى اليوم: http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=281544&IssueID=1989

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير