تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كان لانشغال آرنولد بالأعمال الإدارية أثر في قلة إنتاجه العلمي، حتى إن كتابه:"الدعوة الإسلامية" ظل حتى سنة 1920م، أي وهو في السادسة و والخمسين من عمره، الإنتاج العلمي الوحيد ذا القيمة، وقد أعيد طبعه في سنة 1923م في طبعة موسعة ومنقحة، وترجم إلى اللغتين الأوردية والتركية، كما ترجم في الأربعينيات إلى اللغة العربية.

وألف وهو لا يزال في الهند كتيباً صغيراً عن " المعتزلة " (سنة 1902م) ليس بذي قيمة علمية تذكر.

وبمناسبة زوال الخلافة في سنة 1924م ألّف توماس آرنولد كتاباً بعنوان:"الخلافة"، تتبع فيه تاريخ منصب الخلافة في الإسلام منذ الخلفاء الراشدين حتى إلغاء الخلافة سنة 1924م على يد كمال أتاتورك، وعقب على ذلك بتلخيص لهذا الكتاب في كتيب صغير جداً بعنوان:"الدين الإسلامي" (سنة 1928م) قصد به إلى الجمهور.

وكتب مادتي:"الاضطهاد" و " التسامح" في الإسلام، وذلك في " موسوعة الدين والأخلاق"

وأداه ذلك إلى التفكير في كتابة كتاب موسع عن التسامح في الإسلام لكنه لم ينجز هذا المشروع.

وكتب عدة مقالات تتعلق خصوصاً بالهند الإسلامية في " دائرة المعارف الإسلامية" التي صار هو من هيئة مصدري الطبعة الإنجليزية لها ابتداءً من سنة 1910م.

وثمة جانب آخر في اهتمامات أرنولد، وهو تاريخ التصوير في الإسلام، وفي هذا المجال اشترك الشاعر والناقد الفني لورنس بنيون (وهو أول محاضر عام باللغة الإنجليزية استمعتُ إليه في قاعة الجمعية الجغرافية بالقاهرة في أواخر سنة 1934م؛ إذ ألقى فيها 5 محاضرات عن الفن، وألقى بعض قصائده) في وضع مجلد بعنوان: " الرسامون في بلاط المُغل الكبار" (سنة 1921م)، وتوج كتاباته عن التصوير عند المسلمين بدراسة عميقة بعنوان:" التصوير في الإسلام" (سنة 1928م) عني فيه ببحث القواعد الفنية للرسم عند الرسامين المسلمين، ولخص آراءه ضمن كتاب عام بعنوان:"الكتاب الإسلامي" (سنة1929م)، شارك فيه المستشرق النمساوي أدولف جورهمان المختص في أوراق البردي وفي تاريخ الفنون الإسلامية.

وآخر ما كتبه في تاريخ الفن الإسلامي هو دراسة عن:"بهزاد ورسومه في محطوط ظفرنامه" (سنة 1930م)،ثم المحاضرات التي ألقاها في سنة 1928م عن العهدين القديم والجديد في الفنون الدينية الإسلامية، وقد نشر بعد وفاته في سنة 1932م ().

ثالثا: دوافع تأليف كتاب: (الدعوة إلى الإسلام):-

نستطيع أن نقف على الدوافع والأهداف التي تقف من وراء تأليف آرنولد لكتابه: (الدعوة إلى الإسلام) من خلال معرفة الظروف والبيئة الزمانية والمكانية التي سبقت ورافقت تأليف هذا الكتاب، بيان ذلك كالآتي:-

نظراً لاهتمام آرنولد بالدراسات الإسلامية فقد اختير لتدريس الفلسفة في كلية عليكرة الإسلامية في المقاطعات المتحدة بشمالي الهند، وأمضى في كلية عليكرة عشر سنوات (1888 - 1898م)،وهي فترة كانت ذات تأثير بالغ في تشكيل نظرات توماس آرنولد للإسلام.

إن كلية عليكرة – وهي جامعة إسلامية كبيرة في الهند – قد أسسها سيد أحمد خان (الرجل التغريبي المعروف) بهدف إصلاح الإسلام عن طريق الجمع بين الثقافة الإسلامية والفكر العلمي المنهجي في أوربا، وشارك آرنولد في هذه التجربة التوفيقية بين الإسلام والفكر الأوربي الحديث بحماسة شديدة، وراح يكّون تلاميذ من الإنجليز والهنود مشبعين بهذا الاتجاه، وفي سبيل ذلك راح يلبس الملابس الإسلامية المعتادة لدى المسلمين الهنود، وألّف داخل كلية عليكرة جمعية تُدعى" أنجُمن انعْرض" (أي جمعية الواجب)، وصار أعضاؤها يهدفون إلى تجديد الإسلام على الأساس المذكور، أي الجمع بين الثقافة الإسلامية والفكر الأوربي الحديث،وبهذه الروح ألف أول كتبه المهمة، وهو كتاب:" الدعوة إلى الإسلام " (سنة 1896م).

في سنة 1898م عين أستاذاً للفلسفة في الكلية الحكومية في مدينة لاهور، وقد صارت فيما بعد: جامعة لاهور، وكان أبرز من تتلمذوا عليه في هذه الكلية هو الشاعر العظيم محمد إقبال اللاهوري صاحب فكرة إنشاء دولة مستقلة للمسلمين الهنود باسم: باكستان، وهي دولة باكستان التي أُسست في 15 أغسطس سنة 1947م بعد إعلان استقلال الهند مقسمة إلى دولتين: الهند، وباكستان .. ().

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير