تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[السراج الوهاج في تضعيف حديث السب لمسلم بن الحجاج]

ـ[فاضل بن خلف الحمادة الرقي]ــــــــ[20 - 12 - 10, 02:04 ص]ـ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فيما يلي مرفق فيه تحقيق لحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب؟

وإثبات أن هذه شاذة، أشار إلى شذوذها الإمام مسلم رحمه الله تعالى.

ـ[محمد ابوعبده]ــــــــ[20 - 12 - 10, 07:53 ص]ـ

جزاك الله خيرا يا أبا اليمان الرقي

فتحليلك للعلة راق رقراق وأتمنى لك التوفيق والتقدم

وكم من قارىء لكتب الصحيحين لا ينتبه لمثل هذه العلل الخفية التي لا يستطيع الوقوف عليها إلا كل متمرس متمكن فعسى أن تكون منهم ولا نزكيك على الله.

ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[20 - 12 - 10, 11:02 ص]ـ

بارك الله فيك ونفعك بك، ووفقني وإياك لما يحب ويرضى.

ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[20 - 12 - 10, 01:54 م]ـ

جزاكم الله خيراً، واحسن إليكم، وبارك الله فيكم يا أبا الفضل.

أشكرك شكراً خاصًّا على التفصيل، فقد استفدت من بحثك.

وسبق أن رددتُ على محمود سعيد ممدوح -في هذا الملتقى- زعمه أن مسلماً احتج بالرواية، وذكرتُ في رسالتي عن فضائل معاوية رضي الله عنه -موجودة مسودتها في الشاملة وعدة مواقع- أن الرواية المذكورة معلولة في صناعته، وعرضت ذلك على شيخنا المحدّث سعد الحميد فأقر كونها معلولة من حيث الصناعة.

تبقى لي ملاحظتان سريعتان أرجو إضافتهما على بحثك القيم:

ص25: أن معاوية رضي الله عنه ليس من آل مروان أصلاً.

وص25 حديث سعد فيه علل أخرى لعلك تزيد الإشارة لها.

وهذا تخريجي القديم للحديث ضمن رسالة فضائل معاوية، عسى أن تزيد عليها ما يتيسر لكم:

قال ابن ماجه (121): حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبومعاوية، قال: حدثنا موسى بن مسلم، عن ابن سابط، وهو عبد الرحمن، عن سعد بن أبي وقاص، قال: قدم معاوية في بعض حجاته، فدخل عليه سعدٌ، فذكروا علياً، فنال منه. فغضب سعد، وقال: تقول هذا لرجلٍ سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه"، وسمعته يقول: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي"، وسمعته يقول: "لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله"؟

ورواه الحسن بن عرفة (كما في البداية والنهاية 11/ 50 هجر، وهو خارج جزئه) ومن طريقه ابن عساكر (42/ 116) ثنا محمد بن خازم أبومعاوية الضرير به.

ورواه ابن الأعرابي في معجمه (503) - ومن طريقه ابن عساكر (42/ 111) - نا محمد بن سليمان، نا أبومعاوية به مختصرا. ولفظه: عن سعد، قال: سممعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لأعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله". قال: فدفعها لعلي.

ورواه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 610): ثنا أبوبكر وأبوالربيع، قال: ثنا أبومعاوية به، إلا أن ابن سابط أرسله، فقال: قدم معاوية في بعض حجاته، فأتاه سعد.

قلت: وهو بهذا السياق منكر شديد الضعف فيه علل:

1) أبومعاوية ليس بحجة في غير الأعمش، كما نص أحمد وابن معين وأبوداود وابن خراش وابن نمير وعثمان بن أبي شيبة.

نعم، توبع أبومعاوية عند النسائي في الخصائص (12): أخبرنا حرمي بن يونس، قال: حدثنا أبوغسان، قال: حدثنا عبد السلام، عن موسى به.

ورواه أبوالقاسم المطرز ومن طريقه ابن عساكر (42/ 115) نا إسماعيل بن موسى، نا عبد السلام بن حرب، عن موسى به.

وعبد السلام وإن كان ثقة فقد تكلم فيه غير واحد، وله مناكير، ورُمي بالتدليس، ولم يذكر سماعا من شيخه، فلا تثبت المتابعة.

ولفظ النسائي: "كنت جالسا فتنقصوا عليا"، ولفظ المطرز: "كنت جالسا عند فلان فذكروا عليا فتنقصوه".

2) وعبد الرحمن بن سابط كثير الإرسال، ونص ابن معين أن روايته عن سعد مرسلة.

3) ومن أدلة نكارته أن في متنه مخالفة لرواية مسلم (4/ 1871 رقم 2404) من طريق عامر بن سعد عن أبيه، حيث عدَّ الثلاثة: أنت مني بمنزله هارون من موسى، وإعطائه راية خيبر، والثالثة قوله في المباهلة لعلي وفاطمة والحسن والحسين: "اللهم هؤلاء أهلي".

فجعلت رواية ابن سابط بدل الأخيرة: "من كنت مولاه فعلي مولاه"، وهي لا تصح من حديث سعد، إنما رُويت من حديث مسلم الملائي، عن خيثمة بن عبد الرحمن، قال سمعت سعد بن مالك، وقال له رجل: إن عليا يقع فيك أنك تخلَّفتَ عنه .. والحديث رواه الحاكم (3/ 116) وابن عساكر (42/ 118)، فذكر أن عليا أُعطي ثلاثا.

والملائي واه، وهو علَّتُه، ولعل أبا معاوية أو ابن سابط تلقَّى هذا الحرف من رواية الملائي.

ورواه ابن عساكر (42/ 119 وانظر تهذيب الكمال 5/ 278 وخصائص علي 60) من طريق أخرى تالفة عن سعد بمعناه.

وههنا نكتة، وهي أن الطعن لما نُسب إلى معاوية تشبث القوم به وطاروا، فلما نُسب إلى غيره ما عرَّجوا عليه! وكلاهما لا يثبت على أية حال.

5) ومع ضعف الحديث فلم يصرِّح أي مصدر بأن السابُّ هو معاوية إلا ما وقع عند ابن ماجة، ولكن وقع التصريح في غيره أن السابَّ غيره.

قلت في الهامش: أما ما ذكره الإمام الألباني (الصحيحة 4/ 335) أن النسائي أخرج في الخصائص حديث الموالاة من طريق عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه، عن سعد، فهذا ذهول منه رحمه الله، فإنما أخرج بهذه الطريق حديث راية خيبر.

وكذا وهم الألباني في تصحيحه إسناد ابن ماجه، وسبقه في ذلك ابن كثير، حيث قال عن إسناد الحسن بن عرفة: "إسناده حسن، ولم يخرِّجوه"، فقد أخرجه ابن ماجه، وحال الإسناد كما بيَّنتُ، ولعلهما مشيا على ظاهر ثقة رجال الإسناد.

وعلى كل فجهدك طيب مبرور، ضاعف الله لك الأجور، وزوجك من الحور، ولا تحرمنا من المرور!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير