6: رواه أحمد (4/ 381) وابن ماجة (1853) من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه: أنه أتى الشام فرأى النصارى تسجد لبطارقتها وأساقفتها، فرأى أن النبي صلى الله عليه وسلم أحق بذلك، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم.
7: رواه مسلم (413)
هذه هي الحلقة الثامنة من كتاب "جلاء البصائر في الرد على كتابي " شفاء الفؤاد " و"الذخائر ") للشيخ سمير المالكي حفظه الله:
ــــــــــــــــــــــ
الباب الأول
الدعوة إلى الشرك
أولاً: شرك العبادة.
فصل: ( .. بل هم أضل).
ثانياً: الشرك في الربوبية.
فصل: (وذروا الذين يلحدون في أسمائه).
**
أولاً: شرك العبادة
علمت مما تقدم أن الإسلام هو إفراد الله بالعبادة والخضوع والذل، وأن الرسل جميعاً ما أرسلوا إلا لدعوة الناس إلى توحيد الله فكلهم كان يقول (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره)، وأن شرك الأمم كان بعبادة غير الله مع عبادتهم لله، وهذا هو شرك العبادة، وهو الذي كانت عليه العرب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
أما الربوبية، وهي الإقرار بأن الله هو خالقهم وخالق السموات والأرض وأنه مدبر الأمر وأنه يجير ولا يجار عليه، وأن بيده مقاليد السموات والأرض .. إلى غير ذلك من أفعال الله، فكانوا مقرين بها كما في قوله تعالى (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله).
وعلمت أن مبدأ ذلك الشرك كان بالعكوف على قبور الصالحين والغلو فيهم ونحت التماثيل على صورهم وأشكالهم. ثم لما تنسَّخَ العلم عبدوهم فدعوهم من دون الله وسألوهم واتخذوهم شفعاء ووسائط ليقربوهم إلى الله. قال تعالى (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) وقال سبحانه (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله).
وأن هؤلاء الشفعاء والوسطاء كانوا إما ملائكة وإما أنبياء كالمسيح وعزير عليهما السلام وإما أناساً صالحين كاللات وود وسواع ونحوهم. وأما الجمادات التي يعبدونها كالأصنام والأشجار والأحجار، فهي لم تقصد لذاتها بل لأنها تعبر عنهم وترمز إليهم.
فالتماثيل والأصنام إما أنها صورت على صورهم حقيقة، كالصالحين من قوم نوح، وإما على ما صوره خيال المشركين، كصور الملائكة الذين جعلوهم بنات الله، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
وأما الأحجار والأشجار ونحوها، فاتخذوها آلهة لأنها أثر من آثارهم، كالذين عبدوا الصخرة التي كان اللات يلت عليها السويق، وكذا الصليب الذي عبدته النصارى لأنه يدل بزعمهم على المسيح عليه السلام، وكذبوا (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم).
ومن أجل ذلك حرمت الوسائل الموصلة إلى الشرك وسدت الذرائع المفضية إليه من كل وجه ومنها الغلو في الأنبياء والصالحين وتعظيم قبورهم والعكوف عليها واتخاذها مساجد وأعياداً ومشاهد.
فكان موقف المخالف (الدكتور محمد بن علوي المالكي) من تلك القضايا كلها موقف النقض والمعارضة للتوحيد وخرق نسيجه وانتهاك حماه، وسلك عكس ذلك مع الشرك بأنواعه وضروبه ووسائله.
ففي جانب الغلو في المخلوقين يقول المخالف ("الذخائر" (ص201)): " اعلم أن جميع الكرامات والخصائص الواقعة في هذا العالم من منذ - كذا قال - خلق الله تعالى الدنيا لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بحكم الأصالة، وإن وقع شيء منها لخواص الخلق فذلك بحكم التبعية في الإرث له صلى الله عليه وسلم.
ثم اعلم أن كل ما مال إلى تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي لأحد البحث فيه ولا المطالبة بدليل خاص فيه فإن ذلك سوء أدب. فقل ما شئت في رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبيل المدح لا حرج " اهـ.
وفي شأن تعظيم القبور، ذكر أن زيارة قبره صلى الله عليه وسلم: " إقرار لصاحب الرسالة محمد بن عبدالله بعظيم الفضل وكمال الإحسان .. " إلى أن قال: " وهذا هو عين التوحيد " (" شفاء الفؤاد" (ص36))، وجعل زيارة القبر من الهجرة إلى الله ورسوله (" شفاء الفؤاد " (ص55))، وفضلها على الحج إلى بيت الله الحرام (" شفاء الفؤاد" (ص35، 165))، وحرَّف في سبيل إثبات ذلك كل النصوص الدالة على تحريم اتخاذ القبور مساجد وشد الرحال إليها واتخاذها عيداً وعكس معناها لتوافق هواه ومذهبه (جاء في الهامش: انظر تحريفه لحديث "لا تشد الرحال"
¥