تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

# فالجنيد انكر على الشبلي حاله في سبب قوله لها اذ كانت حالا ينافي الرضا ولو قالها على الوجه المشروع لم ينكر عليه # وفيما ذكره آثار ضعيفة مثل ما ذكره معلقا قال وقيل قال موسى الهي دلني على عمل اذا عملته رضيت عني فقال انك لا تطيق ذلك فخر موسى ساجدا متضرعا فأوحى الله اليه يا ابن عمران رضائي في رضائك عني # فهذه الحكاية الاسرائيلية فيها نظر فإنه قد يقال لا يصلح ان يحكى مثلها عن موسى عليه السلام ومعلوم ان هذه الاسرئيليات ليس لها اسناد ولا تقوم بها حجة في شيء من الدين الا اذا كانت منقوله لنا نقلا صحيحا مثل ما ثبت عن

نبينا صلى الله عليه وسلم انه حدثنا به عن بني اسرائيل ولكن منه ما يعلم كذبه مثل هذه فإن موسى عليه السلام من أعظم اولى العزم واكابر المرسلين فيكف يقال انه لا يطيق ان يعمل ما يرضي الله به عنه والله تعالى رضي عن السابقين الاولين من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم بإحسان افلا يرضى عن موسى بن عمران كليم الرحمن # وقال تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الانهارخالدين فيها ابدا رضي الله عنهم ورضوا عنه سورة البينة 867 ومعلوم ان موسى عليه السلام من افضل الذين امنوا وعملوا الصالحات

ثم ان الله خص موسى بمزية فوق الرضا حيث قال ^ والقيت عليك محبة منى ولتصنع على عيني ^ سورة طه 39 # ثم ان قوله له في الخطاب يا ابن عمران يخالف ما ذكره الله من خطابه له في القرآن حيث قال يا موسى وذلك الخطاب فيه نوع غض منه كما يظهر # ومثل ما ذكره عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه كتب لأبي موسى الاشعري اما بعد فإن الخير كله في الرضا فإن استطعت ان ترضى والا فاصبر فهذا الكلام كلام حسن وان لم يعلم اسناده # واذا تبين ان فيما ذكره مسندا ومرسلا ومعلقا ما هو صحيح فهذه الكلمة لم يذكرها عن ابي سليمان الا مرسلة وبمثل ذلك لا تثبت عن ابي سليمان باتفاق الناس فإنه وان قال بعض الناس ان المرسل حجة فهذا لم يعلم ان المرسل هو مثل الضعيف وغير

الضعيف فأما اذا عرف ذلك فلا تبقى حجة باتفاق العلماء كمن علم انه تارة يحفظ الاسناد وتارة يغلط فيه # والكتب المسندة في اخبار هؤلاء المشايخ وكلامهم مثل كتاب حلية الاولياء لأبي نعيم وطبقات الصوفية للشيخ ابي عبد الرحمن و صفوة الصفوة لابن الجوزي وامثال ذلك لم يذكروا فيها هذه الكلمة عن الشيخ ابي سليمان وقد ذكروا فيها عن الشيخ ابي سليمان الاثر الذي رواه عنه مسندا حيث قال لاحمد دبن ابي الحواري يا احمد لقد اوتيت من الرضا نصيبا لو القاني في النار لكنت بذلك راضيا # فهذا الكلام مأثور عن ابي سليمان بالإسناد ولهذا اسنده عنه القشيري من طريق شيخه ابي عبد الرحمن بخلاف تلك الكلمة فإنها لم تسند عنه فلا اصل لها عن الشيخ ابي سليمان

# ثم ان القشيري قرن هذه الكلمة الثابتة عن ابي سليمان بكلمة احسن منها فإنه قبل ان يرويها قال وسئل ابو عثمان يعني ابا عثمان الحيري النيسابوري عن قول النبي صلى الله عليه وسلم أسألك الرضا بعد القضاء فقال لأن الرضا بعد القضاء هو الرضا فهذا الذي قاله الشيخ ابو عثمان كلام حسن سديد # ثم اسند بعد هذا عن الشيخ ابي سليمان انه قال ارجو ان اكون عرفت طرفا من الرضا لو انه ادخلني النار لكنت بذلك راضيا # فتبين بذلك ان ما قاله ابو سليمان ليس هو رضى وانما هو عزم

على الرضا وانما الرضا ما يكون بعد القضاء واذا كان هذا عزما على الرضا فالعزم قد يدوم وقد ينفسخ وما اكثر انفساخ عزائم الناس خصوصا الصوفية ولهذا قيل لبعضهم بم عرفت الله قال بفسخ العزائم ونقض الهمم # وقد قال تعالى لمن هو افضل من هؤلاء المشايخ ^ ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تلقوه فقد رأيتموه وانتم تنظرون ^ سورة آل عمران 143 # وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالا تفعلون ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص سورة الصف 42 # وفي الترمذي ان بعض الصحابة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم لو علمنا أي العمل احب الى الله لعملناه فأنزل الله هذه الاية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير