تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهمه من المعنى انه قال الرضا ان لا تسأل الله الجنة ولا تستعيذه من النار # وتلك الكلمة التي قالها ابو سليمان مع انها لا تدل على رضاه بذلك ولكن تدل على عزمة بالرضا بذلك ونحن نعلم ان ذلك العزم لا يستمر بل ينفسخ وان مثل هذه الكلمة كان تركها احسن من قولها وانها مستدركة كما استدركه دعوى سمنون ورويم وغير ذلك فإن بين هذه الكلمة وبين تلك فرقا عظيما فان تلك الكلمة مضمونها ان من سأل الله الجنة واستعاذه من النار لا يكون راضيا وفرق بين من يقول انا اذا فعل بي كذا كنت راضيا وبين من يقول لا يكون راضيا الا من لا يطلب خيرا ومن لا يهرب من شر # وبهذا وغيره يعلم ان الشيخ ابا سليمان كان اجل من ان

يقول مثل هذا الكلام فإن الشيخ ابا سليمان من اجلاء المشايخ وساداتهم ومن اتبعهم للشريعة حتى انه كان يقول انه ليمر بقلبي النكتة من نكت القوم فلا اقبلها الا بشاهدين الكتاب والسنة فمن لا يقبل نكت قلبه الا بشاهدين يقول مثل هذا الكلام # وقال الشيخ ابو سليمان ايضا ليس لمن ألهم شيئا من الخير ان يفعله حتى يسمع فيه بأثر فإذا سمع فيه بأثر كان نورا على نور بل صاحبه احمد بن ابي الحواري كان من اتبع المشايخ للسنة فكيف ابو سليمان # وتمام تزكية ابي سليمان من هذا الكلام يظهر بالكلام في المقام الثاني وهو قول القائل كائنا من كان الرضا ان لا تسأل الله الجنة ولا تستعيذه من النار ونقدم قبل ذلك مقدمة يتبين

بها اصل ما وقع في مثل هذه الكلمات من الاشتباه والاضطراب وذلك ان قوما كثيرا من الناس من المتفقهة والمتصوفة والمتكلمة وغيرهم ظنوا ان الجنة ليست إلا التنعم بالمخلوق من اكل وشرب و لباس ونكاح وسماع اصوات طيبة وشم روائح طيبة ولم يدخلوا في مسمى الجنة نعيما غير ذلك ثم صاروا حزبين حزبا انكروا ان يكون للعباد نعيم غير تنعمهم بهذه الامور المخلوقة واشباهها ثم من هؤلاء من انكر ان يكون المؤمنون يرون ربهم كما ذهب الى ذلك الجهمية من المعتزلة وغيرهم # ومنهم من اقر بالرؤية اما الرؤية التي اخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم كما هو مذهب اهل السنة والجماعة واما برؤية فسرها بزيادة كشف او علم او جعلها بحاسة سادسة ونحو

ذلك من الاقوال التي ذهب اليها ضرار بن عمرو وطوائف من اهل الكلام المنتسبين الى نصر اهل السنة في مسألة الرؤية وان كان ما يثبتونه من جنس ما نفته المعتزلة والضرارية والنزاع بينهم لفظي ونزاعهم مع اهل السنة معنوي ولهذا كان بشر المريسي وامثاله يفسرون الرؤية بنحو من تفسير هؤلاء # والمقصود هنا ان مثبتة الرؤية منهم من انكر ان يكون المؤمن ينعم بنفس رؤيته ربه قالوا لأنه لا مناسبة بين المحدث والقديم كما ذكر ذلك الاستاذ ابو المعالي الجويني في الرسالة النظامية وكما ذكره ابو الوفاء بن عقيل في بعض كتبه

# ونقلوا عن ابن عقيل انه سمع قائلا يقول أسألك لذة النظر الى وجهك فقال يا هذا هب ان له وجها اله وجه يتلذذ بالنظر اليه # وذكر ابو المعالي ان الله يخلق لهم نعيما ببعض المخلوقات مقارنا للرؤية فأما التنعم بنفس الرؤية فأنكره وجعل هذا من اسرار التوحيد # واكثر مثبتي الرؤية يقرون بتنعم المؤمنين برؤية ربهم وهو مذهب سلف الامة وأئمتها ومشايخ الطريق

# كما جاء في الحديث الذي رواه النسائي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم اللهم بعلمك الغيب وبقدرتك على الخلق احيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي اللهم اني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضا وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيما لا ينفد وقرة عين لا تنقطع وأسألك الرضا بعد القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر الى وجهك وأسألك الشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين # وفي صحيح مسلم وغيره عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا دخل اهل الجنة الجنة ناد مناد يا اهل الجنة ان لكم عند الله موعدا يريد ان ينجزكموه فيقولون ما هو الم يبيض وجوهنا ويثقل موازيننا ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار قال

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير