تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رجل لا يحب الباطل فإن هذا اللهو فيه لذة ولولا ذلك لما طلبته النفوس # ولكن ما اعان على اللذة المقصودة من الجهاد والنكاح فهو حق واما ما لم يعن على ذلك فهو باطل لا فائدة فيه ولكن اذا لم يكن فيه مضرة راجحة لم يحرم ولم ينه عنه ولكن قد يكون فعله مكروها لأنه يصد عن اللذة المطلوبة اذ لو اشتغل اللاهي حين لهوه بما ينفعه ويطلب له اللذة المقصودة لكان خيرا له والنفوس الضعيفة كنفوس الصبيان والنساء قد لا تشتغل اذا تركته بما هو خير منها لها بل قد تشتغل بما هو شر منه او بما يكون التقرب الى الله بتركه فيكون تمكينها من ذلك من باب الاحسان اليها والصدقة عليها كإطعامها واسقائها فلهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان بعض انواع اللهو من الحق وكان الجواري الصغيرات يضربن بالدف عنده وكان صلى الله عليه وسلم يمكنهن من عمل هذا الباطل بحضرته احسانا اليهن

ورحمة بهن وكان هذا الامر في حقه من الحق المستحب المأمور به وان كان هو في حقهن من الباطل الذي لا يؤمر احد سواهن به كما كان اعطاؤه المؤلفة قلوبهم مأمورا به في حقه وجوبا أو استجابا وإن لم مأمور به لأحد كما كان مزاحه مع من يمزح معه من الاعراب والنساء والصبيان تطييبا لقلوبهم وتفريحا لهم مستحبا في حقه يثاب عليه وان لم يكن اولئك مأمورين بالمزح معه ولا منهيين عن ذلك # فالنبي صلى الله عليه وسلم يبذل للنفوس من الاموال والمنافع ما يتألقها به على الحق المأمور ويكون المبذول مما يلتذ فيه الاخذ ويحبه لان ذلك وسيلة الى غيره ولا يفعل صلى الله عليه وسلم ذلك مع من لا يحتاج الى ذلك كالمهاجرين والانصار بل بذل لهم انواعا اخر من الاحسان والمنافع في دينهم ودنياهم # وعمر رضي الله عنه لا يحب هذا الباطل ولا يحب سماعه

وليس هو مأمورا اذ ذاك من التأليف بما امر به النبي صلى الله عليه وسلم حتى تصبر نفسه على سماعه فكان اعراض عمر عن الباطل كمالا في حقه وحال النبي صلى الله عليه وسلم اكمل # ومحبة النفوس للباطل نقص لكن ليس كل الخلق مأمورين بالكمال ولا يمكن ذلك فيهم فإذا فعلوا ما به يدخلون الجنة لم يحرم عليهم ما لا يمنعهم من دخولها # وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا اربعة

هذا مع العلم بأن الجنة يدخلها كثير من النساء والرجال اكثر من الذين كملوا من الطائفتين

فصل فإذا تبين ان السكر مؤلف من امرين وجودي وهو اللذة وعدمي وهو عدم

العقل والتمييز وقد تقدم الكلام على اللذة وان جنسها لا يذم إلا لمعارض راجح من فوات منفعة او دخول مضرة وتحمد اذا كانت مقصودة او معينة على المقصود # واما الوصف الاخر وهو عدم العقل والتمييز فهذا لا يحمد بحال من جهة نفسه فليس في كتاب الله ولا سنة رسوله مدح وحمد لعدم العقل والتمييز والعلم # بل قد مدح الله العلم والعقل والفقه ونحو ذلك في غير موضع وذم عدم ذلك في مواضع

# مثل قوله تعالى ^ قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ^ سور الزمر 9 # وقال ^ وما يستوي الاحياء ولا الاموات ^ سورة فاطر 22 # وقال تعالى ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون اولئك الذين خسروا انفسهم وضل عنهم ما كانو يفترون الى قوله ^ مثل الفريقين كالأعمى والاصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا افلا تذكرون ^ سورة هود 24 # وقال ^ ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها اولئك كالأنعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون ^ سورة الاعراف 179 # وقال ^ ام تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا ^ سورة الفرقان 44 # وقال ^ شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولوا العلم ^ سورة آل عمران 18 # وقال لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شئ علما سورة الطلاق 12 # وقال ^ فاعلم انه لا اله الا الله ^ سورة محمد 19 # وقال ^ وقل رب زدني علما ^ سورة طه 114

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير