تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

# وقال ^ اعلموا ان الله شديد العقاب وان الله غفور رحيم ^ سورة المائدة 98 # وقال ^ افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها ^ سورة محمد 24 # وقال او لم ينظروا في ملكوت السموات والارض وما خلق الله من شيء سورة الاعراف 185 وقال ^ فاعتبروا يا اولي الابصار ^ سورة الحشر 2 # وهذا كثير في القرآن يأمر ويمدح التفكر والتدبر والتذكر والنظر والاعتبار والفقه والعلم والعقل والسمع والبصر والنطق ونحو ذلك من انواع العلم واسبابه وكماله ويذم اضداد ذلك

فصل فإذا تبين أن جنس عدم العقل والفقه لا يحمد بحال في الشرع بل

يحمد العلم والعقل ويؤمر به أمر إيجاب أو أمر استجاب ولكن من العلم مالا يؤمر به الشخص نوعا أو عينا إما لأنه لا منفعة فيه له لأنه يمنعه عما ينفعه وقد ينهى عنه إذا كان

فيه مضرة له وذلك ان من العلم مالا يحمله عقل الانسان فيضره كما قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون اتحبون ان يكذب الله ورسوله وقال عبد الله بن مسعود ما من رجل يحدث قوما بحديث لا تبلغه عقولهم الا كان فتنة لبعضهم # ومن الكلام ما يسمى علما وهو جهل مثل كثير من علوم الفلاسفة واهل الكلام والاحاديث الموضوعة والتقليد الفاسد واحكام النجوم ولهذا روى ان من العلم جهلا ومن القول عيا ومن البيان سحرا # ومن العلم ما يضر بعض النفوس لاستعانتها به على اغراضها الفاسدة فيكون بمنزلة السلاح للمحارب والمال للفاجر ومنه ما لامنفعة فيه لعموم الخلق مثل معرفة دقائق الفلك وثوابته وتوابعه

وحركة كل كوكب فإنه بمنزله حركات التغير عندنا ومنه ما يصد عما يحتاج اليه فإن الانسان محتاج الى بعض العلوم والى اعمال واجبة فاذا اشتغل بما لا يحتاج اليه عما يحتاج اليه كان مذموما # فبمثل هذه الوجوه يذم العلم بكونه ليس علما في الحقيقة وان سماه اصحابه وغيرهم علما وهذا كثير حدا او يكون الانسان يعجز عن حمله او يدعوه ويعينه على ما يضره او يمنعه عما ينفعه # وقد يكون في حق الانسان لا محمودا ولا مذموما هذا كله في جنس العلم # وكذلك القوة التي بها يعلم الانسان ويعقل وتسمى عقلا فهذه لا يحمد عدمها ايضا الا اذا كان بوجودها يحصل ضرر فان من الناس من لو جن لكان خيرا له فإنه يرتفع عنه التكليف وبالعقل يقع في الكفر والفسوق والعصيان # فإن العقل قد يراد به القوة الغريزية في الانسان التي بها يعقل وقد يراد به نفس ان يعقل ويعى ويعلم # فالأول قول الامام احمد وغيره من السلف العقل غريزة والحكمة فطنة

# والثاني قول طوائف من اصحابنا وغيرهم العقل ضرب من العلوم الضرورية # وكلاهما صحيح فإن العقل في القلب مثل البصر في العين يراد به الادراك تارة ويراد به القوة التي جعلها الله في العين يحصل بها الادراك فإن كل واحد من علم العبد واداركه ومن علمه وحركته حول ولكل منهما قوة ولا حول ولا قوة الا بالله # ولهذا تجد المشايخ الاصحاء من الصوفية يوصون بالعلم ويأمرون باتباعه كما تجد الاصحاء من اهل العلم يوصون بالعمل ويأمرون به لما يخاف في كل طريقة من ترك ما يجب من الاخرى

فصل فهكذا زوال العقل بالسكر هو من نوع زواله بالإغماء والجنون ونحو

ذلك فهذا لا يؤمر به المؤمنون بحال ولا يحمد

منهم وان حصل لهم مع ذلك ذوق ايماني ووجد عرفاني مما هو محمود ومأمور به فذاك هوالمحمود لا عدم العقل والتمييز # ولهذا لم يكن في الصحابة من حاله السكر لا عند سماع القرآن ولا عند غيره ولا تكلم الاولون بالسكر وانما تكلم به طائفة من متأخري الصوفية صار يحصل لهم نوع سكر بما في قلوبهم من الذوق والوجد مع سقوط التمييز والعقل ويفرقون بين الصحو والسكر # والسكر لهؤلاء هو من جنس الاغماء والغشي الحاصل عند السماع الذي حدث في بعض التابعين من البصريين وغيرهم فإن لسكر والاغماء والغشي كلها زوال العقل والتمييز لكن تفترق اسبابها واذواقها فقد يكون احد الذوقين والوجدين عن محبة ولذة وقد يكون عن خشية والم وقد يكون عن عجز عن الاداراك لفرط العظمة التي تجلت للإنسان كما وقع لموسى عليه السلام # فهذه الامور يجب ان يعرف انها ليست كمالا مطلقا كالفناء لكن يحمد ما فيها من الامور المحمودة الايمانية من ذوق او وجد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير