تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الاعراف 28 فقولهم والله امرنا بها يقتضي انهم متدينون بها يرونها عبادة وطاعة كما كان مشركو العرب يطوفون بالبيت عراة ويقولون لا نطوف في الثياب التي عصينا الله فيها إلا الحمس قريش وحلفاؤها فكانوا يطوفون في ثيابهم وكان غيرهم قد يطوف في ثياب احمسى ان حصل له ذلك والا طاف عريانا حتى كانت المرأة تطوف عريانة وربما سترت فرجها بيدها وتقول % اليوم يبدو بعضه او كله % وما بدا منه فلا احله % # وكان من طاف في ثيابه من الحمس القاها فسميت لقى وحرمت عليه # وكانوا ايضا في الاحرام لا يأكلون من الدهن الذي في الانعام ولهذا لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة وغزا تبوك

انزل الله براءة وامره الله بالبراءة الى اهل العهد المطلق من الشرك وبسيرهم في الارض اربعة اشهر # وقال ^ فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ^ سورة التوبة 5 فبعث النبي صلى الله عليه وسلم ابا بكر الصديق اميرا على الحاج وامره ان ينادي ان لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف عريان فكانوا يصرخون بها من الموسم كما ثبت ذلك في الصحيح وغيره في حديث ابي هريرة وغيره وهو من المتواتر واردفه النبي صلى الله عليه وسلم بعلي بن ابي طالب ان لا ينبذ للمعاهدين عهودهم لأن عادتهم كانت ان لا يقبلوا بنبذ العهد وحله الا من الكبير او بعض اهل بيته فأخرهم النبي صلى الله عليه وسلم اذ ذاك على عادتهم ليقبلوا ذلك وكان ابو بكر هو الامام الذي يقيم للناس مناسكهم ويصلي بهم ويحكم فيهم وعلى معه ليبلغ رسالة البراءة الى اهل العهود

فكان اولياء الشيطان اذا فعلوا هذه الفاحشة وهي ابداء السوءات في الطواف يحتجون بشيئين يقولون ^ وجدنا عليها آباءنا ^ وهذا هو الرجوع الى العادة والاتباع والتقليد للأسلاف ويقولون ^ والله امرنا بها ^ وهذا قول بغير علم

ولهذا قال تعالى قل ان الله لا يأمر بالفحشاء سورة الاعراف 28 فان الفحشاء قبيحة منكرة تنكرها القلوب بفطرتها والله لا يأمر بمنكر وهذا يقتضي ان الافعال القبيحة السيئة تكون على صفات تمنع معها ان الله يأمر بها وفي هذا نزاع معروف بين الناس بيناه في غير هذا الموضع # ثم قال ^ اتقولون على الله ما لا تعلمون ^ سورة الاعراف 28 أي اتقولون انه امر بهذا وانتم لا تعلمون انه امر به اذ ليس معكم الا عادة ابائكم ودينكم وانتم لا تعلمون ان الله انزل بهذا سلطانا # فهذه الاية يدخل فيها كل من تعبد بفاحشة وامر منكر وان احتج بالعادة التي لسلفه او زعم ان الله يأمر بذلك او لما يذكره من الاسباب كقول مشركي العرب هذه الثياب عصينا الله فيها فلا نطوف له فيها يريدون وقت العبادة ان يجتنبوا ثياب المعصية # وكذلك تقسيمهم الناس الى قسمين حمس وغير حمس

واباحتهم للحمس ما يحرم على غيرهم من الطواف في الثياب ومن الطعام وعدم دخول البيوت المنقوبة في الاحرام من ابوابها واسقاطهم عن الحمس الافاضة من عرفة بالافاضة من مزدلفة # فمن هذا الباب ما يدعي قوم من اشراف بني هاشم ومن يزعمون انهم منهم لموافقتهم لهم على رأي كالتشيع وغيره انهم مختصون به في العبادات والمحظورات فهذا نظير ما كانت الحمس تدعيه

ومن هذا الباب ما يفعله قوم من المتزهدة من كشف سوءاتهم في سماعاتهم وحماماتهم او غير ذلك ويقولون هذا طريقنا وهذا في طريقنا فهذا مثل قولهم ^ وجدنا عليها آباءنا والله امرنا بها ^ # وابلغ من ذلك تعبد طوائف من المتزهدة والمتعبدة بمعاشرة الاحداث المردان والنساء الاجانب والنظر اليهم والخلوة بهم والمحبة والهوى فيهم وبما قد يكون وقد لا يكون وراء ذلك من الفاحشة الكبرى # وهذا ابتدأه المشركون من الصابئة وغير الصابئة الذين هم اولياء الشياطين الذين هم مشركون كما ذكر ابن سينا في إشاراته وزعم انه مما يعين على السلوك والتأله العشق العفيف واستماع الاصوات الملحنة كما ذكر ايضا الشرك بعبادة الصور ويذكر هو وطائفته عبادة الكواكب # وهذا في النصارى ايضا منه جانب قوي وهم ايضا قد ابتدعوا شركا لم ينزل الله به سلطانا كما قال تعالى اتخذوا احبارهم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير