تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

غير ذلك مما لا يحصى فإن التوحيد والوعد والوعيد من اول ما انزل # كما في صحيح البخاري عن يوسف بن ماهك قال اني عند عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها اذا جاءها عراقي فقال أي الكفن خير قالت ويحك وما يضرك قال يا ام المؤمنين اريني مصحفك قالت لم قال لعلي أؤلف القرآن عليه فإنه يقرأ غير مؤلف قالت وما يضرك ايه قرأت قبل انما نزل اول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى اذا ثاب الناس الى الاسلام نزل الحلال والحرام ولو نزل اول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر ابدا ولو نزل لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنا ابدا لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم واني لجارية العب ^ بل الساعة موعدهم والساعة ادهى ^

^ وامر ^ سورة القمر 46 وما نزلت سورة البقرة والنساء الا وانا عنده قال فأخرجت له المصحف فأملت عليه آي السور # واذا كان الكفر والفسوق والعصيان سبب الشر والعدوان فقد يندب الرجل أو الطائفة ويسكت أخرون عن الامر والنهي فيكون ذلك من ذنوبهم وينكر عليهم اخرون انكارا منهيا عنه فيكون ذلك من ذنوبهم فيحصل التفرق والاختلاف والشر وهذا من اعظم الفتن والشرور قديما وحديثا اذ الانسان ظلوم جهول والظلم والجهل انواع فيكون ظلم الاول وجهله من نوع وظلم كل من الثاني والثالث وجهلهما من نوع اخر واخر # ومن تدبر الفتن الواقعة رأى سببها ذلك ورأى ان ما وقع بين امراء الأمة وعلمائها ومن دخل في ذلك من ملوكها ومشايخها ومن تبعهم من العامة من الفتن هذا اصلها

يدخل في ذلك اسباب الضلال والغي التي هي الاهواء الدينية والشهوانية وهي البدع في الدين والفجور في الدنيا # وذلك ان اسباب الضلال والغي التي هي البدع في الدين والفجور في الدنيا مشتركة تعم بني آدم لما فيهم من الظلم والجهل فبذنب بعض الناس يظلم نفسه وغيره بفعل الزنا او التلوط او غيره او بشرب خمر او ظلم في المال بجناية او سرقة او غصب ونحو ذلك # ومعلوم ان هذه المعاصي وان كانت مستقبحة مذمومة في العقل والدين فهي مشتهاة في الطباع ايضا ومن شأن النفوس انها لا تحب اختصاص غيرها بشيء وزيادته عليها لكن تريد

ان يحصل لها ما حصل له وهذا هو الغبطة التي هي ادنى نوعي الحسد فهي تريد الاستعلاء على الغير والاستئثار دونه او تحسده وتتمنى زوال النعمة عنه وان لم يحصل ففيها من إرادة العلو والفساد والاستكبار والحسد ما مقتضاه انها تختص عن غيرها بالشهوات فكيف اذا رأت الغير قد استأثر عليها بذلك واختص بها دونها # فالمعتدل منهم في ذلك الذي يحب الاشتراك والتساوي واما الاخر فظلوم حسود وهذان يقعان في الامور المباحة والامور المحرمة لحق الله فما كان جنسه مباحا من اكل وشرب ونكاح ولباس وركوب واموال اذا وقع فيها الاختصاص حصل بسببه الظلم والبخل والحسد واصلها الشح # كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال إياكم والشح فان الشح اهلك من كان قبلكم امرهم بالبخل فبخلوا وامرهم بالظلم فظلموا وامرهم بالقطيعة فقطعوا

# ولهذا قال الله تعالى في وصف الانصار والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم أي من قبل المهاجرين ^ ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ^ سورة الحشر 9 أي لا يجدون الحسد مما اوتي اخوانهم من المهاجرين ^ ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ^ سورة الحشر 9 # ثم قال ^ ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ^ سورة التغابن 16 # ورؤى عبد الرحمن بن عوف يطوف بالبيت ويقول رب قنى شح نفسي رب قني شح نفسي رب قنى شح نفسي فقيل له في ذلك فقال اذا وقيت شح نفسي فقد وقيت البخل والظلم والقطيعة او كما قال # فهذا الشح الذي هو شدة حرص النفس يوجب البخل بمنع

ما هو عليه والظلم بأخذ مال الغير ويوجب قطيعة الرحم ويوجب الحسد وهو كراهة ما اختص به الغير وتمنى زواله والحسد فيه بخل وظلم فانه بخل بما اعطيه عن غيره وظلمه بطلب زوال ذلك عنه # فإذا كان هذا في جنس الشهوات المباحة فكيف بالمحرمة كالزنا وشرب الخمر ونحو ذلك واذا وقع فيها اختصاص فإنه يصير فيها نوعان # أحدهما احدهما بغضها لما في ذلك من الاختصاص والظلم كما يقع في الامور المباحة الجنس # أحدهما والثاني بغضها لما في ذلك من حق الله ولهذا كانت الذنوب ثلاثة أقسام # احدها ما فيه ظلم للناس كالظلم بأخذ الأموال ومنع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير