تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الله تعالى ^ وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم ان الله غفور رحيم ^ سورة التوبة 102 # ولهذا لما كان الناس في زمن ابي بكر وعمر اللذين امر المسلمون بالاقتداء بهما كما قال صلى الله عليه وسلم اقتدوا باللذين من بعدي ابي بكر وعمر اقرب عهدا بالرسالة وأعظم ايمانا وصلاحا وأئمتهم اقوم بالواجب واثبت في الطمأنينة لم تقع فتنة اذ كانوا في حكم القسم الوسط # ولما كان في اخر خلافة عثمان في خلافة على رضي الله

عنهما كثر القسم الثالث فصار فيهم شهوة وشبهة مع الايمان والدين وصار ذلك في بعض الولاة وبعض الرعايا ثم كثر ذلك بعد فنشأت الفتنة التي سببها ما تقدم من عدم تمحيص التقوى والطاعة في الطرفين واختلاطما بنوع من الهوى والعصبية في الطكرفين وكل منهما متأول أنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وان معه الحق والعدل ومع هذا التأويل نوع من الهوى ففيه نوع من الظن وما تهوى الانفس وان كانت احدى الطائفتين اولى بالحق من الاخرى فلهذا يجب على المؤمن ان يستعين بالله ويتوكل عليه في ان يقيم قلبه ولا يزيغه ويثبته على الهدى والتقوى ولا يتبع الهوى # كما قال تعالى ^ فلذلك فادع واستقم كما امرت ولا تتبع اهواءهم وقل امنت بما انزل الله من كتاب وامرت لأعدل بينكم ^

^ الله ربنا وربكم ^ سورة الشورى 15 وهذا ايضا حال الامة فيما تفرقت فيه واختلفت في المقالات والعبادات # وهذه الامور مما تعظم بها المحنة على المؤمنين فإنهم يحتاجون الى شيئين الى دفع الفتنة التي ابتلى بها نظراؤهم من فتنة الدين والدنيا عن نفوسهم مع قيام المقتضى لها فإن معهم نفوسا وشياطين كما مع غيرهم # فمع وجود ذلك من نظرائهم يقوى المقتضى عندهم كما هو الواقع فيقوى الداعي الذي في نفس الانسان وشيطانه ودواعي الخير كذلك وما يحصل من الداعي بفعل الغير والنظير # فكم من الناس لم يرد خيرا ولا شرا حتى رأى غيره

لا سيما ان كان نظيره يفعله ففعله فإن الناس كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض # ولهذا كان المبتدئ بالخير وبالشر له مثل من تبعه من الاجر والوزر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من سن سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة من غير ان ينقص من اجورهم شيئا ومن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة من غير ان ينقص من اوزارهم شيئا وذلك لاشتراكهم في الحقيقة وان حكم الشيء حكم نظيره وشبيه الشيء منجذب اليه # # فإذا كان هذان داعيين قويين فكيف اذا انضم اليهما داعيان اخران

وذلك ان كثيرا من اهل المنكر يحبون من يوافقهم على ما هم فيه ويبغضون من لا يوافقهم وهذا ظاهر في الديانات الفاسدة من موالاة كل قوم لموافقيهم ومعاداتهم لمخالفيهم وكذلك في امور الدنيا والشهوات كثيرا ما يختار اهلها ويؤثرون من يشاركهم في امورهم وشهواتهم اما للمعاونة على ذلك كما في المتغلبين من اهل الرياسات وقطاع الطريق ونحو ذلك واما لتلذذهم بالموافقة كما في المجتمعين على شرب الخمر مثلا فإنهم يحبون ان يشرب كل من حضر عندهم واما لكراهتهم امتيازه عنهم بالخير اما حسدا له على ذلك وما لئلا يعلو عليهم بذلك ويحمد دونهم وإما لئلا يكون له عليهم حجة وإما لخوفهم من معاقبته لهم بنفسه او بمن يرفع ذلك اليهم ولئلا

يكونوا تحت منته وحظره ونحو ذلك من الاسباب # قال الله تعالى ^ ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ^ سورة البقرة 109 وقال تعالى في المنافقين ^ ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ^ سورة النساء 89 وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه ودت الزانية لو زنى النساء كلهن # والمشاركة قد يختارونها في نفس الفجور كالاشتراك في شرب الخمر والكذب والاعتقاد الفاسد وقد يختارونها في النوع الثاني كالزاني الذي يود ان غيره يزني او السارق الذي يود ان غيره يسرق لكن في غير العين التي زنى بها او سرقها # وأما الداعي الثاني فقد يأمرون الشخص بمشاركتهم فيما هم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير