تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عليه من المنكر فإن شاركهم والا عادوه وآذوه على وجه قد ينتهي الى حد الاكراه او لا ينتهي الى حد الاكراه # ثم ان هؤلاء الذين يختارون مشاركة الغير لهم في قبيح فعلهم او يأمرونه بذلك ويستعينون به على ما يريدونه متى شاركهم وعاونهم واطاعهم انتقصوه واستخفوا به وجعلوا ذلك حجة عليه في امور اخرى وان لم يشاركهم عادوه وآذوه وهذه حال غالب الظالمين القادرين # وهذا الموجود في المنكر موجود نظيره في المعروف وابلغ منه كما قال الله تعالى ^ والذين امنوا اشد حبا لله ^ سورة البقرة 165 فإن داعي الخير اقوى فإن الانسان فيه داع يدعوه الى الايمان والعلم الصدق والعدل واداء الامانة فاذا وجد من يعمل مثل ذلك صار له داع اخر لا سيما اذا كان نظيره لا سيما مع المنافسة وهذا محمود حسن فإن وجد من يحب موافقته على ذلك ومشاركته له من المؤمنين والصالحين ومن يبغضه اذا لم يفعل

ذلك صار له داع ثالث فإذا امروه بذلك ووالوه على ذلك وعادوه وعاقبوه على تركه صار له داع رابع # ولهذا يؤمر المؤمنون ان يقابلوا السيئات بضدها من الحسنات كما يقابل الطبيب المرض بضده فيؤمر المؤمن بأن يصلح نفسه وذلك بشيئين بفعل الحسنات وبترك السيئات وهذه اربعة انواع # ويؤمر ايضا بإصلاح غيره بهذه الانواع الاربعة بحسب قدرته وامكانه قال تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر سورة العصر 1 3 # وروى عن الشافعي رضي الله عنه انه قال لو فكر الناس كلهم في سورة العصر لكفتهم وهو كما قال

فإن الله تعالى اخبر فيها ان جميع الناس خاسرون الا من كان في نفسه مؤمنا صالحا ومع غيره موصيا بالحق موصيا بالصبر # واذا عظمت المحنة كان ذلك للمؤمن الصالح سببا لعلو الدرجة وعظيم الاجر كما سئل النبي صلى الله عليه وسلم اي الناس اشد بلاء قال الانبياء ثم الصالحون ثم الامثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه وان كان في دينه رقة خفف عنه وما يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على وجه الارض وليس عليه خطيئة وحينئذ فيحتاج من الصبر الى ما لا يحتاج اليه غيره وذلك هو سبب

الامامة في الدين كما قال تعالى ^ وجعلنا منهم ائمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ^ سورة السجدة 24 # فلا بد من الصبر على فعل الحسن المأمور وترك السيء المحظور ويدخل في ذلك الصبر على الاذى وعلى ما يقال والصبر على ما يصيبه من المكاره والصبر عن البطر عند النعم وغير ذلك من انواع الصبر # ولا يمكن العبد ان يصبر ان لم يكن له ما يطمئن له ويتنعم به ويغتذى به وهو اليقين # كما في الحديث الذي رواه ابو بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يا ايها الناس سلوا الله اليقين والعافية فانه لم يعط احد بعد اليقين خيرا من العافية فسلوهما الله

وكذلك اذا امر غيره بحسن او احب موافقته له على ذلك او نهى غيره عن شيء فيحتاج ان يحسن الى ذلك الغير إحسانا يحصل به مقصود من حصول المحبوب واندفاع المكروه فإن النفوس لا تصبر على المر الا بنوع من الحلو لا يمكن غير ذلك # ولهذا امر الله تعالى بتأليف القلوب حتى جعل للمؤلفة قلوبهم نصيبا في الصدقات وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ^ خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين ^ سورة الاعراف 199 وقال تعالى ^ وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة ^ سورة البلد 17 فلا بد ان يصبر وان يرحم وهذا هو الشجاعة والكرم # ولهذا يقرن الله تعالى بين الصلاة والزكاة تارة وهي

الاحسان الى الخلق وبينها وبين الصبر تارة # ولا بد من الثلاثة الصلاة والزكاة والصبر لا تقوم مصلحة المؤمنين الا بذلك في صلاح نفوسهم واصلاح غيرهم لا سيما كلما قويت الفتنة والمحنة فإن الحاجة الى ذلك تكون اشد فالحاجة الى السماحة والصبر عامة لجميع بنى آدم لا تقوم مصلحة دينهم ولا ديناهم الا بهما # ولهذا فإن جميعهم يتمادحون بالشجاعة والكرم حتى ان ذلك عامة ما يمدح به الشعراء ممدوحيهم فس شعرهم وكذلك يتذامون بالبخل والجبن # والقضايا التي يتفق عليها عقلاء بني آدم لا تكون الا حقا كاتفاقهم على مدح الصدق والعدل وذم الكذب والظلم # وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله الاعراب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير