تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

^ سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وانتم الفقراء وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم ^ سورة محمد 38 # وبالشجاعة والكرم في سبيل الله فضل الله السابقين فقال ^ لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى ^ سورة الحديد 10 # وقد ذكر الجهاد بالنفس والمال في سبيله ومدحه في غير آية من كتابه وذلك هو الشجاعة والسماحة في طاعته سبحانه وطاعة رسوله وملاك الشجاعة الصبر الذي يتضمن قوة القلب وثباته ولهذا قال تعالى ^ كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ^ سورة البقرة 249 # وقال تعالى ^ يا أيها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فأثبتوا ^

واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين سورة الانفال 45 46 # والشجاعة ليست هي قوة البدن فقد يكون الرجل قوي البدن ضعيف القلب وانما هي قوة القلب وثباته فأن القتال مداره على قوة البدن وصنعته للقتال وعلى قوة القلب وخبرته به والمحمود منهما ما كان بعلم ومعرفة دون التهور الذي لا يفكر صاحبه ولا يميز بين المحمود والمذموم ولهذا كان القوي الشديد هو الذي يملك نفسه عند الغضب حتى يفعل ما يصلح دون ما لا يصلح فأما المغلوب حين غضبه فليس هو بشجاع ولا شديد # وقد تقدم ان جماع ذلك هو الصبر فإنه لا بد منه والصبر صبران صبر عند الغضب وصبر عند المصيبة كما قال الحسن رحمه

الله ما تجرع عبد جرعة اعظم من جرعة حلم عند الغضب وجرعة صبر عند المصيبة # وذلك لأن أصل ذلك هو الصبر على المؤلم وهذا هوالشجاع الشديد الذي يصبر على المؤلم والمؤلم ان كان مما يمكن دفعه اثار الغضب وان كان مما لا يمكن دفعه اثار الحزن ولهذا يحمر الوجه عند الغضب لثوران الدم عند استشعار القدرة ويصفر عند الحزن لغور الدم عند استشعار العجز # ولهذا جمع النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما تعدون الرقوب فيكم قالوا الرقوب الذي لا يولد له قال ليس ذاك بالرقوب ولكن الرقوب الرجل الذي لم يقدم من ولده شيئا ثم قال ماتعدون الصرعة فيكم قلنا الذي لا يصرعه الرجال فقال ليس

بذلك ولكن الصرعة الذي يملك نفسه عند الغضب فذكر ما يتضمن الصبر عند المصيبة والصبر عند الغضب # قال الله تعالى في المصيبة ^ وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون ^ الاية سورة البقرة 155 156 # وقال تعالى في الغضب ^ وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم ^ سورة فصلت 35 # وهذا الجمع بين صبر المصيبة وصبر الغضب نظير الجمع بين صبر المصيبة وصبر النعمة كما في قوله تعالى ولئن اذقنا

الانسان منا رحمة ثم نزعناها منه انه ليؤوس كفور ولئن اذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني انه لفرح فخور الا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير سورة هود 9 11 # وقال لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم سورة الحديد 23 # وبهذا وصف كعب بن زهير من وصفه من الصحابة المهاجرين حيث قال % ليسوا مفاريح ان نالت رماحهم % كثرا وليسوا مجازيعا اذا نيلوا % وكذلك قال حسان بن ثابت في صفة الانصار % لا فخر ان هم اصابوا من عدوهم % وان اصيبوا فلا خور ولا هلع %

وقال بعض العرب في صفة النبي صلى الله عليه وسلم يغلب فلا يبطر ويغلب فلا يضجر # ولما كان الشيطان يدعوالناس عند هذين النوعين الى تعدي الحدود بقلوبهم واصواتهم وايديهم نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال لما قيل له لما رأى ابراهيم في النزع أتبكي او لم تنه عن البكاء فقال انما نهيت عن صوتين احمقين فاجرين صوت عند نعمة لهو ولعب ومزامير الشيطان وصوت عند مصيبة لطم خدود وشق جيوب ودعاء بدعوى الجاهلية فجمع بين الصوتين # وأما نهيه عن ذلك في المصائب فمثل قوله صلى الله عليه وسلم ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى

الجاهلية وقال انا برئ من الحالقة والصالقة والشاقة وقال ما كان من العين والقلب فمن الله وما كان من اليد واللسان فمن الشيطان وقال ان الله لا يؤاخذ على دمع العين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير