تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولا حزن القلب ولكن يعذب بهذا او يرحم واشار الى لسانه وقال من ينح عليه فانه يعذب بما نيح عليه واشترط على النساء في البيعة الا ينحن وقال ان النائحة اذا لم تتب قبل موتها فإنها تلبس يوم

القيامة درعا من جرب وسربالا من قطران # وقال في الغلبة والمصائب والفرح ان الله كتب الاحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة واذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد احدكم شفرته وليرح ذبيحته # وقال ان اعف الناس قتلة اهل الايمان

# وقال لا تمثلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا وليدا الى غير ذلك مما امر به في الجهاد من العدل وترك العدوان اتباعا لقوله تعالى ^ ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ^ سورة المائدة 8 ولقوله تعالى ^ وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين ^ سورة البقرة 190 # ونهى عن لباس الحرير وتختم الذهب والشرب في آنية الذهب والفضة واطالة الثياب الى غير ذلك من انواع السرف والخيلاء في النعم وذم الذين يستحلون الخمر والحرير والمعازف

وجعل فيهم الخسف والمسخ # وقد قال الله تعالى ^ ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا ^ سورة النساء 36 وقال عن قارون ^ اذ قال له قومه لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين ^ سورة القصص 76 # وهذه الامور الثلاثة مع الصبر عن الاعتداء في الشهوة هي جوامع هذا الباب وذلك ان الانسان بين ما يحبه ويشتهيه وبين ما يبغضه ويكرهه فهو يطلب الاول بمحبته وشهوته ويدفع الثاني ببغضه ونفرته واذا حصل الاول او اندفع الثاني اوجب له فرحا وسرورا وان حصل الثاني او اندفع الاول حصل له حزن فهو محتاج عند المحبة والشهوة ان يصبر عن عدوانهما وعند الغضب والنفرة ان يصبر على عدوانهما وعند الفرح ان يصبر عن عدوانه وعند المصيبة ان يصبر عن الجزع منها # فالنبي صلى الله عليه وسلم ذكر الصوتين الاحمقين الفاجرين الصوت الذي يوجب الاعتداء في الفرح حتى يصير الانسان فرحا

فخورا والصوت الذي يوجب الجزع عند الحزن حتى يصير الانسان هلوعا جزوعا واما الصوت الذي يثير الغضب لله كالأصوات التي تقال في الجهاد من الاشعار المنشدة فتلك لم تكن بآلات وكذلك اصوات الشهرة في الفرح فرخص منها فيما وردت به السنة من الضرب بالدف في الاعراس والافراح للنساء والصبيان # وعامة الاشعار التي تنشد بالاصوات لتحريك النفوس هي من هذه الاقسام الاربعة اشعار المحبة وهي النسيب واشعار الغضب والحمية وهي الحماسة والهجاء واشعار المصائب كالمراثي واشعار النعم والفرح وهي المدائح # والشعراء جرت عادتهم ان يمشوا مع الطبع كما قال الله تعالى ألم تر انهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون مالا يفعلون سورة الشعراء 225 226 ولهذا اخبر انهم يتبعهم الغاوون والغاوي هو الذي يتبع هواه بغير علم وهذا هو

الغي وهو خلاف الرشد كما ان الضال هو الذي لا يعلم مصلحته وهو خلاف المهتدي # قال الله سبحانه وتعالى والنجم اذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى سورة النجم 1 2 ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي # فلهذا تجدهم يمدحون جنس الشجاعة وجنس السماحة اذ كان عدم هذين مذموما على الاطلاق واما وجودهما ففيه تحصيل مقاصد النفوس على الاطلاق لكن العاقبة في ذلك

للمتقين واما غير المتقين فلهم عاجلة لا عاقبة والعاقبة وان كانت في الاخرة فتكون في الدنيا ايضا # كما قال تعالى لما ذكر قصة نوح ونجاته بالسفينة ^ قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى امم ممن معك وامم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب اليم ^ قال ^ تلك من انباء الغيب نوحيها اليك ^ الى قوله ^ فاصبر ان العاقبة للمتقين ^ سورة هود 48 49 # وقال ^ فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا ان الله مع المتقين ^ سورة البقرة 194 # والفرقان ان يحمد من ذلك ما حمده الله ورسوله فإن الله تعالى هو الذى حمده زين وذمه شين دون غيره من الشعراء والخطباء وغيرهم # ولهذا لما قال القائل من بني تميم للنبي صلى الله عليه وسلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير