تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ان حمدي زين وذمي شين قال له ذاك الله # والله سبحانه حمد الشجاعة السماحة في سبيله كما في الصحيح عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء فأي ذلك في سبيل الله فقال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله # وقال قال سبحانه ^ وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ^ سورة الانفال 39 وذلك ان هذا هو المقصود الذي خلق الله الخلق له كما قال تعالى ^ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ^ سورة الذاريات 56 فكل ما كان لأجل الغاية

التي خلق له الخلق كان محمودا عند الله وهوالذي يبقى لصاحبه وينفعه الله به وهذه الاعمال هي الباقيات الصالحات ولهذا كان الناس اربعة اصناف # من يعمل لله بشجاعة وبسماحة فهؤلاء هم المؤمنون المستحقون للجنة # ومن يعمل لغير الله بشجاعة ومن وسماحة فهذا ينتفع بذلك في الدنيا وليس له في الاخرة من خلاق # ومن يعمل لله لكن بلا شجاعة ولا سماحة فهذا فيه من النفاق ونقص الايمان بقدر ذلك # ومن لا يعمل لله ولا فيه شجاعة ولا سماحة فهذا ليس له دنيا ولا آخرة # فهذه الاخلاق والأفعال يحتاج اليها المؤمن عموما وخصوصا في أوقات المحن والفتن الشديدة فإنهم يحتاجون الى

صلاح نفوسهم ودفع الذنوب عن نفوسهم عند المقتضى للفتنة عندهم ويحتاجون ايضا الى امر غيرهم ونهيه بحسب قدرتهم # وكل من هذين الامرين فيه من الصعوبة ما فيه وان كان يسيرا على من يسره الله عليه # وهذا لأن الله امر المؤمنين بالإيمان والعمل الصالح وامرهم بدعوة الناس وجهادهم على الايمان والعمل الصالح # كما قال الله تعالى ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز الذين ان مكناهم في الارض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور سورة الحج 40 41 # وكما قال ^ إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد ^ سورة غافر 51 # وكما قال ^ كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ان الله قوي عزيز ^ سورة المجادلة 21 # وكما قال ^ وإن جندنا لهم الغالبون ^ سورة الصافات

173 وقال ^ ومن يتول الله ورسوله والذين امنوا فإن حزب الله هم الغالبون ^ سورة المائدة 56 # ولما كان في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله من الابتلاء والمحن ما يتعرض به المرء للفتنة صار في الناس من يتعلل لترك ما وجب عليه من ذلك بأنه يطلب السلامة من الفتنة # كما قال تعالى عن المنافقين ^ ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني الا في الفتنه سقطوا ^ سورة التوبة 49 الاية وقد ذكروا في التفسير انها نزلت في الجد بن قيس لما امره النبي صلى الله عليه وسلم بالتجهز لغزو الروم وأظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له هل لك في نساء بني الاصفر فقال يا رسول الله اني رجل لا اصبر على النساء واني اخاف الفتنة

بنساء بني الاصفر فائذن لي ولا تفتني وهذا الجد هو الذي تخلف عن بيعة الرضوان تحت الشجرة واستتر بجمل احمر وجاء فيه الحديث ان كلهم مغفور له الا صاحب الجمل الاحمر فأنزل الله تعالى فيه ^ ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا ^ سورة التوبة 49 يقول انه طلب القعود ليسلم من فتنة النساء فلا يفتتن بهن فيحتاج الى الاحتراز من المحظور ومجاهدة نفسه عنه فيتعذب بذلك او يواقعه فيأثم فإن من رأى الصور الجميلة وأحبها فإن لم يتمكن منها اما لتحريم الشارع وأما للعجز عنها تعذب قلبه وان

قدر عليها وفعل المحظور هلك وفي الحلال من ذلك من معالجة النساء ما فيه بلاء # فهذا وجه قوله ^ ولا تفتني ^ قال الله تعالى ^ ألا في الفتنة سقطوا ^ سورة التوبة 49 يقول ان نفس اعراضه عن الجهاد الواجب ونكوله عنه وضعف ايمانه ومرض قلبه الذي زين له ترك الجهاد فتنة عظيمة قد سقط فيها فكيف يطلب التخلص من فتنة صغير لم تصبه بوقوعه في فتنة عظيمة قد اصابته # والله تعالى يقول وقاتلوهم حتى لت تكون فتنة ويكون الدين كله لله سورة الانفال 39 فمن ترك القتال الذي امر الله به لئلا تكون فتنة فهو في الفتنة ساقط بما وقع فيه من ريب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير