تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلبه ومرض فؤاده وتركه ما امر الله به من الجهاد فتدبر هذا فان هذا مقام خطر # والناس فيه على قسمين قسم يأمرون وينهون ويقاتلون طلبا لإزالة الفتنة زعموا ويكون فعلهم ذلك اعظم فتنة كالمقتتلين في الفتن الواقعة بين الامة مثل الخوارج # وأقوام ينكلون عن الامر والنهي والقتال الذي يكون به الدين كله لله وتكون كلمة الله هي العليا لئلا يفتنوا وهم قد سقطوا في الفتنة # وهذه الفتنة المذكورة في سورة براءة دخل فيها الافتتان بالصور الجميلة فإنها سبب نزول الآية وهذه حال كثير من المتدينة يتركون ما يجب عليهم من امر ونهي وجهاد يكون به الدين لله وتكون به كلمة الله هي العليا لئلا يفتنوا بجنس الشهوات

وهم قد وقعوا في الفتنة التي هي اعظم مما زعموا انهم فروا منه وانما الواجبة عليهم القيام بالواجب من الامر والنهي وترك المحظور والاستعانة بالله على الامرين ولو فرض ان فعل الواجب وترك المحظور وهما متلازمان وانما تركوا ذلك لكون نفوسهم لا تطاوعهم الا على فعلهما جميعا او تكرهما جميعا مثل كثير ممن يجب الرياسة او المال او شهوات الغي فانه اذا فعل ما وجب عليه من امر ونهي وجهاد وامارة ونحو ذلك فلا بد ان يفعل معها شيئا من المحظورات فالواجب عليه ان ينظر أغلب الامرين فإن كان المأمور اعظم اجرا من ترك ذلك المحظور لم يترك ذلك لما يخاف ان يقترن به ما هو دونه في المفسدة وان كان ترك المحظور اعظم اجرا لم يفوت ذلك برجاء ثواب فعل واجب يكون دون ذلك فذلك يكون بما يجتمع له من الامرين من الحسنات والسيئات فهذا هذا وتفصيل ذلك يطول

وكل بشر على وجه الارض فلا بد له من امر ونهي ولا بد ان يأمر وينهى حتى لو انه وحده لكان يأمر نفسه وينهاها اما بمعروف واما بمنكر كما قال الله تعالى ^ ان النفس لأمارة بالسوء ^ سورة يوسف 53 # فإن الأمر هو طلب الفعل وارادته والنهي طلب الترك وارادته ولا بد لكل حى من ارادة وطلب في نفسه يقتضى بهما فعل نفسه ويقتضى بهما فعل غيره اذا امكن ذلك فإن الانسان حي يتحرك بإرادته # وبنو آدم لا يعيشون الا باجتماع بعضهم مع بعض واذا اجتمع اثنان فصاعدا فلا بد ان يكون بينهما ائتمار بأمر وتناه عن امر ولهذا كان اقل الجماعة في الصلاة اثنين كما قيل الاثنان فما فوقهما جماعة لكن لما كان ذلك اشتراكا في مجرد الصلاة حصل باثنين احدهما امام والاخر مأموم كما قال النبي صلى الله عليه

وسلم لمالك ابن الحويرث وصاحبه رضي الله عنهما اذا حضرت الصلاة فأذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما وكانا متقاربين في القراءة # وأما في الامور العادية ففي السنن انه صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لثلاثة يكونون في سفر إلا أمروا عليهم احدهم

واذا كان الامر والنهي من لوازم وجود بني آدم فمن لم يأمر بالمعروف الذي امر الله به ورسوله وينه عن المنكر الذي نهى الله عنه ورسوله ويؤمر بالمعروف الذي امر الله به ورسوله وينه عن المنكر الذي نهى الله عنه ورسوله وإلا فلا بد من ان يأمر وينهى ويؤمر وينهى اما بما يضاد ذلك واما بما يشترك فيه الحق الذي انزله الله بالباطل الذي لم ينزله الله واذا اتخذ ذلك دينا كان دينا مبتدعا ضالا باطلا # وهذا كما ان كل بشر فإنه حي متحرك بإرادته همام حارث فمن لم تكن نيته صالحة وعمله عملا صالحا لوجه الله والا كان عملا فاسدا او لغير وجه الله وهو الباطل كما قال تعالى ^ ان سعيكم لشتى ^ سورة الليل

وهذه الاعمال كلها باطلة من جنس أعمال الكفار ^ الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم ^ سورة محمد 1 # وقال تعالى والذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحسباب سورة النور 39 وقال ^ وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ^ سورة الفرقان 23 # وقد امر الله تعالى في كتابه بطاعته وطاعة رسوله وطاعة اولي الأمر من المؤمنين كما قال تعالى ^ يا أيها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الامر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا ^ سورة النساء 59 # وأولوا الامر اصحاب الامر وذووه وهم الذين يأمرون الناس وينهونهم وذلك يشترك فيه اهل اليد والقدرة واهل العلم والكلام فلهذا كان اولو الامر صنفين العلماء

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير