تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والامراء فاذا صلحوا صلح الناس واذا فسدوا فسد الناس

كما قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه للأحمسيةلما سألته ما بقاؤنا على هذا الامر الصالح قال ما استقامت لكم ائمتكم # ويدخل فيهم الملوك والمشايخ واهل الديوان وكل من كان متبوعا فإنه من اولى الامر وعلى كل واحد من هؤلاء ان يأمر بما امر الله به وينهى عن ما نهى الله عنه وعلى كل واحد ممن عليه طاعته ان يطيعه في طاعة الله ولا يطيعه في معصية الله # كما قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه حين تولى امر المسلمين وخطبهم فقال في خطبته ايها الناس القوي فيكم الضعيف عندي حتى آخذ منه الحق والضعيف فيكم القوي عندي حتى آخذ له الحق اطيعوني ما اطعت الله ورسوله

فإذا عصيت الله فلا طاعة لي عليكم

فصل واذا كانت جميع الحسنات لا بد فيها من شيئين ان يراد بها

وجه الله وان تكون موافقة للشريعة فهذا في الاقوال والافعال في الكلم الطيب والعمل الصالح في الامور العلمية والامور العملية العبادية # ولهذا ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان اول ثلاثة تسجر بهم جهنم رجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن وأقرأه ليقول الناس هو عالم وقارئ ورجل قاتل وجاهد ليقول الناس هو شجاع وجرئ ورجل تصدق

واعطى ليقول الناس هو جواد وسخي فإن هؤلاء الثلاثة الذين يريدون الرياء والسمعة هم بإزاء الثلاثة الذين بعد النبيين من الصديقين والشهداء والصالحين فإن من تعلم العلم الذي بعث الله به رسله وعلمه لوجه الله كان صديقا ومن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا وقتل كان شهيدا ومن تصدق يبتغي بذلك وجه الله كان صالحا # ولهذا يسأل المفرط في ماله الرجعة وقت الموت كما قال ابن عباس رضي الله عنهما من اعطي مالا فلم يحج منه ولم يزك سأل الرجعة وقت الموت وقرأ قوله تعالى وانفقوا

^ مما رزقناكم من قبل ان يأتي احدكم الموت فيقول رب لولا اخرتني الى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ^ سورة المنافقون 10 # ففي هذه الامور العلمية الكلامية يحتاج المخبر بها ان يكون ما يخبر به عن الله واليوم الاخر وما كان وما يكون حقا وصوابا وما يأمر به وما ينهي عنه كما جاءت به الرسل عن الله فهذا هو الصواب الموافق للسنة والشريعة المتبع لكتاب الله وسنة رسوله كما ان العبادات التي يتعبد العباد بها اذا كانت مما شرعة الله وامر الله به ورسوله كانت حقا صوابا موافقا لما بعث الله به رسله وما لم يكن كذلك من القسمين كان من الباطل والبدع المضلة والجهل وان كان يسميه من يسميه علوما ومعقولات وعبادات ومجاهدات واذواقا ومقامات

# ويحتاج ايضا ان يؤمر بذلك لأمر الله به وينهى عنه لنهي الله عنه ويخبر بما اخبر الله به لأنه حق وايمان وهدى كما أخبرت به الرسول كما تحتاج العبادة إلى أن يقصد بها وجه الله فاذا قيل ذلك لاتباع الهوى والحمية او لإظهار العلم والفضيلة او لطلب السمعة والرياء كان بمنزلة المقاتل شجاعة وحمية ورياء # ومن هنا يتبين لك ما وقع فيه كثير من اهل العلم والمقال واهل العبادة والحال واهل الحرب والقتال من لبس الحق بالباطل في كثير من الاصول فكثيرا ما يقول هؤلاء من الاقوال ما هو خلاف الكتاب والسنة او ما يتضمن خلاف السنة ووفاقها وكثيرا ما يتعبد هؤلاء بعبادات لم يأمر الله بها بل

قد نهى عنها او ما يتضمن مشروعا ومحظورا وكثيرا ما يقاتل هؤلاء قتالا مخالفا للقتال المأمور به او متضمنا لمأمور به ومحظور # ثم كل من الاقسام الثلاثة المأمور به والمحظور والمشتمل على الامرين قد يكون لصاحبه نية حسنة وقد يكون متبعا لهواه وقد يجتمع له وهذا وهذا # فهذه تسعة اقسام في هذه الامور في الاموال المنفقة عليها من الاموال السلطانية الفئ وغيره والاموال الموقوفة والاموال الموصى بها والاموال المنذورة وانواع العطايا والصدقات والصلات # وهذا كله من لبس الحق بالباطل وخلط عمل صالح واخر شيء والسيء من ذلك قد يكون صاحبه مخطئا او ناسيا مغفورا له كالمجتهد المخطىء الذي له اجر وخطؤه مغفور له وقد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير