تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

*وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الرؤيا الطويل حين أتاه في المنام آتيان فأخذاه فانطلقا به حتى رأى قصراً مثل الربابة البيضاء، فقالا له: هذا منزلك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "قلت لهما: بارك الله فيكما ذراني فأدخله، قالا: أما الآن فلا، وأنت داخله "الحديث رواه البخاري (12/ 439).

قلت: وفي منعه صلى الله عليه وسلم من دخول قصره ومنزله في الجنة مع تمنيه ورغبته، دليل آخر يؤكد كذب دعوى المخالف وزعمه أنه صلى الله عليه وسلم يملك حق الإقطاع في الجنة للغير، كيف وهو لم يعلم أصلاً أن ذلك منزله حتى أُخبرِ؟!

وفي ترغيب النبي صلى الله عليه وسلم وحثه أمته على أن يسألوا الله عز وجل له الوسيلة والفضيلة دليل آخر أيضاً على اختصاص الله وحده دون خلقه بكامل نعيم الجنة وثوابها.

وبعد فالأمر، والله، أوضح من أن يحتاج إلى إيضاح وأبين من أن يفتقر إلى بيان.

وليس يصح في الأفهام شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل

هذه هي الحلقة العاشرة من كتاب (جلاء البصائر في الرد على كتابي " شفاء الفؤاد " و"الذخائر ") للشيخ سمير المالكي حفظه الله:

ـــــــــــــــــــــ

5 - ومن الخصائص النبوية المزعومة قول المخالف "الذخائر" (ص205): "وأوتي علم كل شيء حتى الروح والخمس التي في آية: (إن الله عنده علم الساعة) ".

وقال في موضع آخر ("شفاء الفؤاد" (ص79، 97)): "إذ لا فرق بين موته وحياته في مشاهدته لأمته ومعرفة أحوالهم ونياتهم وعزائمهم وخواطرهم وذلك عندي جلي لا خفاء فيه".

قلت: وهذا شرك واضح جلي لا خفاء فيه، ومنازعة صريحة للرب سبحانه في أخص صفاته، صفة العلم، حيث سوى علم المخلوق بعلم الخالق افتراء عليه، وتكذيباً لكلامه.

قال عز وجل: (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير) (لقمان:34).

قلت: فهذه مفاتح الغيب التي اختص الله بعلمها دون خلقه كما قال: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) (الأنعام: 59).

فقوله سبحانه: (لا يعلمها إلا هو) صريح في نفي علمها عن أحد سواه لا ملك ولا رسول.

وقال سبحانه لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم: (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون) (النمل: 65).

وأصرح منها في حق النبي صلى الله عليه وسلم قول الحق سبحانه: (قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك. إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون) (الأنعام: 50).

وكذلك قوله تعالى: (قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء. إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون) (الأعراف: 188).

وأما عن الروح فاسمع إلى القول الفصل إذ يقول الرب عز وجل: (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) (الإسراء:85).

وقال عن الساعة: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها. قل إنما علمها عند ربي. لا يجليها لوقتها إلا هو. ثقلت في السموات والأرض. لا تأتيكم إلا بغتة. يسألونك كأنك حفي عنها. قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (الأعراف: 187).

وقال أيضاً: (يسألك الناس عن الساعة، قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريباً) (الأحزاب: 163).

ويقول: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها. فيم أنت من ذكراها. إلى ربك منتهاها. إنما أنت منذر من يخشها) (النازعات: 42 - 45).

فالله عز وجل يقرر أن عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم لا يعلم وقت الساعة ولا الروح ويأمره أن يخبر الناس جميعاً بذلك، ثم يأتي هذا التائه ليُكذب بآيات الله ويعترض على أمره وحكمه!

وقد نفى الله العلم عن الخلق جميعاً إلا ما علمهم هو سبحانه، فقال: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض) (البقرة:255).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير