[البعشون في أنباء بني حدثون الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي]
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[21 - 08 - 04, 11:41 ص]ـ
البعشون في أنباء بني حدثون
الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي
طلب مني من لا يسعني مخالفته أن أكتب مدونة في نسب وأعمال و مؤلفات هذه القبيلة، فاستعنت بالله وسميته" البعشون في أنباء بني حدثون"، والبعشون كلمة جاءت على غير سماع، وهي تركيب اشتقاقي يتلاءم مع المترجم لهم على الطريقة "الأركونية" التي شاعت بينهم وسموها تفجير اللغة، واستغفر الله من ذلك، وهي على وزن مأفون ومفتون ومدفون.
أما "بني حدثون" فاسم لقبيلة متحالفة، وهي مولدة لا يعلم لها أصل في العرب، لكن يقال أن بعض أجداد هذه القبيلة جاء من قبل المشرق، وكانت ديارهم في الشمال الشرقي من البحر الأسود، وجاء بعضهم من قبل المغرب، وأصلهم الأول واحد قبل أن يتفرقوا ظاعنين عن "بحر الخرز" الذي يسمى الآن بحيرة قزوين وكانت لهم قبل ظعنهم و تفرقهم إمبراطورية كتب عنها "آرثر كوستلر".
فلما اجتمعوا في الديار مرة أخرى جذبتهم أصولهم الأولة و نزعتهم عروقهم، فكانت المصاهرة والنسب، فاختلطت أعراقهم فيما بعد وامتزجت ذراريهم، وكانوا قد انحازوا عن الناس حقبة من الزمن فلم يألفهم الناس بسبب فساد طبعهم وعبادتهم.
أما سبب تسميته بهذا الاسم فقد اختلف الرواة في ذلك، فمنهم من قال بأن جدهم الأكبر كان في جمع من المسلمين فأحدث على ثيابه لما رأى إقامة حد من حدود الله على بعض المجرمين فضحك منه الناس وأطلقوا عليه هذا الاسم.
ومنهم من قال بأن أبناء هذه القبيلة كان أكثرهم من الفتيان وكانوا على ما ذكر من الخفة والطيش وفساد الاعتقاد، فسئل أحد العقلاء عنهم فذكر حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سيخرج قوم في آخر الزمان سفهاء الأحلام حدثاء الأسنان ... " فاشتق لهم هذا الاسم من معنى الحديث
بينما قال آخرون أن سبب التسمية جاء على لسان أحد علماء العربية حيث وصفت له أعمال وأفكار هذه القبيلة، وأنهم لا يغارون على عقائدهم من الإلحاد ولا على أخلاقهم من الانحلال و لا على قومهم من أي فساد بل يعدون أفضل الناس من جاء بشيء لم يعهده الناس ولم يعرفوه، فقال هذا العربي النحرير هذه "دياثة" ثقافية ثم مع مرور الزمن دخل الإعلال والإبدال على هذه الكلمة فأبدلت الياء حاء، لكون الياء حرف علة و جعلت الحاء في أول الكلمة لأنها تجيء بعد العين في ترتيب الفراهيدي - رحمه الله -.
وهناك أقوال أخرى أعرضت عن ذكرها لأن فيها نظر أوردها" العفلوقي" في كتابه " السندان والسنديان في أعيان بني حديثان ".
وبعد أن استوطنت هذه القبيلة الدخيلة ديار المسلمين تكاثروا في السر وزاد نسلهم ودخلوا بين الناس و كان لقبيلتهم شيخ واحد يجتمعون إليه ويصدرون عن رأيه فلما هلك انقسمت القبيلة إلى أقسام كثيرة أبرزها قبيلة "بني واقع" وقبيلة"بني لسان" ونشبت بينهم أمور هائلة يطول ذكرها وهي مفصلة في تاريخ سلم اليقظان المسمى" الممهنة في تراجم أهل العلمنة" وسنختصر منه في هذه المدونة ما يفي بالمراد.