تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[القواعد العشر في الولاء والبراء للشيخ د. ناصر بن يحيى الحنيني]

ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[28 - 08 - 04, 01:57 م]ـ

الحمد لله ولي الصالحين، وناصر المؤمنين، وعدو من عادى الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة محب لأهلها ومن عمل بها إلى يوم الدين، ومعادي من عاداها وعادى أهلها إلى يوم الجزاء والحق المبين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين، وقدوة الموحدين، الذي أحب في الله وأبغض في الله ليحقق أوثق عرى الإيمان والدين، وعلى آله الأطهار وصحابته الأبرار الذين أظهروا البراءة من الشرك وأهله في كل الميادين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم يفصل فيه بين الكافرين والمؤمنين، أما بعد: عباد الله: إن الغاية التي خلق الخلق من أجلها، واتفقت عليها الشرائع السماوية من عند رب البرية على الأمر بها والدعوة إليها، هو الدعوة إلى توحيد رب العالمين وإفراده بكل أنواع العبادة، والبعد والبراءة من الشرك والكفر والبراءة من المشركين والكافرين على اختلاف أنواعهم وأصنافهم، وإذا كان كذلك وجب العناية بهذا الأصل العظيم، ومن الأمور المتعلقة بتوحيد رب العالمين وبشهادة الحق المبين شهادة أن لا إله إلا الله قضية الولاء والبراء، أي موالاة المؤمنين ومحبتهم ونصرتهم، وبغض الكافرين وعداوتهم، وإن من أسباب طرق مثل هذا الموضوع الخطير، ما أثير حوله من شبهات وتشويش اغتر بها بعض الجهلة بالدين، وفتن بها قليل البضاعة في في العلم وتوحيد رب العالمين، وهذه الشبهات التي أثيرت كان الذي تولى كبرها وأوقد أوارها، ونفخ كيرها، هم أهل الكفر وعلى رأسهم حامية الصليب أمريكا، فتهجمت على العالم الإسلامي بعامة وعلى جزيرة العرب بخاصة وأنها تفرخ الإرهاب وزعمت أن من الإرهاب تدريس موضوع الولاء والبراء وأنه يذكي العداوات ولا يؤدي إلى السلام المنشود، وقد تلقف هذا الباطل أقوام منهم حسن النية الجاهل بدينة، أو سيء النية عدو الله ورسوله، وكلاهما لا بد أن يوجه له الخطاب وتقام عليه الحجة حتى يحيى من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة، وهناك ولله الحمد وهم الغالبية العظمى من المسلمين من ظهرت عنده الحقائق، وعرف الصالحات من البوائق، فلم تؤثر فيه هذه الترهات، ولم تدخل قلبه مثل هذه الشبهات، وهذا يحتاج إلى تذكير وتنبيه وتثبيت ثبتنا الله وإياكم على الإيمان والتوحيد وجنبنا وإياك مسالك الزائغين، وقد جعلت أحكام الولاء والبراء في عشرة قواعد مستنبطة من كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم حتى لا يحتج محتج ويزعم أن هذا كلام عالم والبشر يؤخذ من قولهم ويرد بل نقول له لا كلام لنا ولا قول لنا مع كلام الله ورسوله وشعارنا قوله تعالى: (إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا)، وهذه القواعد باختصار ما يلي:

القاعدة الأولى:اعلم رحمني الله وإياك إن وجوب معاداة الكفار وبغضهم، وتحريم موالاتهم ومحبتهم جاءت في كتاب الله صريحة ومتنوعة، بل إنها في صراحتها لا تخفى على العالم ولا العامي ولا على حتى الصغير غير المكلف،بل نص أهل العلم على أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر و لاأ بين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده ومن الآيات الدالة على هذا الأمر قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق) وقال سبحانه: (ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً) النساء [144]، وقال سبحانه: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة) آل عمران [28]، ويقول جل وعلا: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون) التوبة [23].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير